يومان من مظاهرات لبنان في صور
المظاهرات اندلعت عقب قرار فرض رسوم على الاتصالات عبر تطبيقات الهاتف الخلوي وشكل القرار شرارة لتحركات واسعة وصلت للمطالبة بإسقاط الحكومة
لليوم الثاني على التوالي واصل آلاف اللبنانيين، الجمعة، احتجاجاتهم على سوء الأوضاع المعيشية بعد إقرار الحكومة فرض ضرائب جديدة.
المظاهرات اللبنانية اندلعت مساء الخميس عقب فرض رسوم مالية على الاتصالات عبر تطبيقات الهاتف الخلوي؛ حيث شكّل القرار الذي سحبته الحكومة، شرارة لتحركات واسعة وصلت إلى حد المطالبة بإسقاط الحكومة التي تسعى لفرض ضرائب أخرى، بهدف توفير إيرادات جديدة لخزينة الدولة في ظل أزمة اقتصادية خانقة.
- وزير خارجية لبنان: بديل الحكومة الحالية هو ضباب ولن نقبل أن تعم الفوضى
- سندات لبنان الدولارية تنخفض بفعل احتجاجات لليوم الثاني
وطالب المتظاهرون الحكومة بالتراجع عن الضرائب، وهتفوا: "الشعب يريد إسقاط النظام"، ودعوا اللبنانيين للانضمام إليهم، وساروا في عدد من شوارع العاصمة بمرافقة من القوى الأمنية.
كما أقدموا على إشعال الإطارات وقطع طريق المطار، بالإضافة إلى طرق رئيسية في مختلف المناطق، وفي مدينة النبطية جنوباً، أضرم متظاهرون النار قرب منازل ومكاتب عدد من نواب حزب الله، وحركة أمل، في مؤشر على حجم الغضب الشعبي.
ودعا الرئيس اللبناني ميشال عون إلى عقد جلسة حكومية طارئة، الجمعة، في ظل تصاعد الاحتجاجات الشعبية التي عمت المناطق اللبنانية، لكن الأمانة العامة لمجلس الوزراء أعلنت إلغاءها، وأغلقت المدارس والجامعات أبوابها التزاماً بقرار وزير التربية، بسبب المظاهرات، وكذلك أغلقت المصارف أبوأبها.
تزايد حدة الاحتجاجات في لبنان جعل دولاً عربية وغربية تصدر تحذيرات إلى رعاياها ما بين الابتعاد عن أماكن المظاهرات أو تجنب السفر إلى لبنان في هذا التوقيت.
فمن جانبها، حذرت السفارة السعودية في بيروت، الجمعة، السعوديين من التواجد في أماكن المظاهرات والاحتجاجات، فيما أهابت سفارة الإمارات مواطنيها أخذ الحيطة والحذر وتفادي أماكن المظاهرات والاحتجاجات.
وطالبت سفارة مصر من رعاياها في لبنان بضرورة الابتعاد عن مناطق الاحتجاج وتوخي الحذر أثناء تنقلاتهم.
وجددت السفارة الأردنية في بيروت مطالبتها الأردنيين المقيمين والزائرين في لبنان، بضرورة الابتعاد عن مناطق التوتر والحذر أثناء تنقلهم.
أما سفارة الكويت فدعت رعاياها العازمين على القدوم إلى لبنان للتريث، نظراً لما تشهده الساحة اللبنانية من مظاهرات واضطرابات، مطالبة الموجودين هناك بالحذر والابتعاد عن مناطق التجمهر.
وفي أول تعليق له قال وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل إن ما يحدث حالياً من مظاهرات احتجاجية كان متوقعاً ومن الممكن أن يتحول إلى كارثة، محذراً من أن بديل الحكومة الحالية هو ضباب ولا يمكن أن تعم الفوضى والفتنة بين مكونات الشعب.
وتتعرض بيروت لضغوط من أجل خفض الإنفاق وزيادة الضرائب ومكافحة الفساد، وهي الشروط التي وضعها المانحون الدوليون من أجل صرف أجزاء من المبالغ التي كانوا قد تعهدوا بتقديمها للبنان بقيمة 11 مليار دولار.