انتفاضة تأييد للمطران إلياس عودة ضد حزب الله: أوقفوا الخراب

مسؤولون ومغردون لبنانيون اعتبروا أن انتقاد متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس لـ"حزب الله" موقف لم يجرؤ آخرون على التحدث عنه.

ضجّت الساحة اللبنانية، الإثنين، بحملة تأييد واسعة لمتروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران إلياس عودة، على خلفية تحميل مليشيا حزب الله مسؤولية تأزم الوضع السياسي بالبلاد.

• دعوات للإضراب بلبنان وهيئة تنسيق الثورة ترفض قطع الطرقات

واعتبر مسؤولون ومغردون أن حديث المطران إلياس عودة، خلال الذكرى الـ14 لرحيل النائب والصحفي جبران تويني، يمثل موقفا لم يجرؤ آخرون على التحدث عنه بشكل مباشر.

واغتيل الصحفي جبران تويني رئيس مجلس إدارة صحيفة النهار اللبنانية وعضو مجلس النواب يوم 12 ديسمبر/كانون الأول 2005، إثر عملية بسيارة مفخخة شرقي بيروت.

وفي كلمته، قال متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس: "هذا البلد يُحكم اليوم من شخص تعرفونه جميعكم ولا أحد يتكلّم ويُحكم من جماعة تحكمنا بالسلاح"، متسائلا: "أين الثقافة؟ أين العلم؟ أين المستوى اللبناني الذي نفتخر به؟ شخص لا نعرف ماذا يَعرف، يحكم بنا"، في إشارة منه إلى مليشيا حزب الله وأمينه العام حسن نصر الله.

انتفاضة تأييد

حظيت كلمات المطران عودة بتأييد واسع في الأوساط اللبنانية؛ حيث تصدر هاشتاق (#المطران_عودة) التعليقات في وسائل التواصل الاجتماعي في لبنان.

ووصف وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال بلبنان ريشار قيومجيان، متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس، بأنه صرخة الحق وصوت اللبنانيين.

وقال قيومجيان، في تغريدة عبر حسابه على تويتر: "إن المسيح قد حررنا لنبقى أحرارا. فاثبتوا إذا ولا تعودوا تخضعون لنير العبودية.. سيدنا المطران عودة؛ أبقِ عصاك مرفوعة وصوتك عاليا في أرجاء لبنان؛ فأنت صرخة الحق وصوت الناس الذي هو من صوت الله".

بينما طالبت وزيرة الدولة لشؤون التنمية الإدارية مي شدياق، حزب الله وأعوانه بالتوقف عما سمته "هرطقة وجلب للخراب" على لبنان.

وفي تغريدة لها، قالت الوزيرة شدياق: "المطران عودة يمثلني، نعم يمثلني، كلامه كلام حق وكل كلام آخر باطل. إذا كانت الحقيقة توجع فهذه مشكلتهم! كفاهم هرطقة وجلبا للخراب علينا. نشكر الله على أنه لا يزال في لبنان قامات مثله لا تتورع عن قول كلمة الحق. لا يحاولن أحد التطاول. هم السفهاء السخيفون وهو صاحب الفكر والفهم والرصانة".

بدوره، اعتبر النائب اللبناني نديم الجميّل أن المطران إلياس عودة وضع إصبعه على الجرح، مهددا بعدم قبولهم باستمرار الخضوع الرسمي وغير الرسمي لما يقرره السلاح غير الشرعي للبنان.

وغرد الجميل، قائلا: "وضع سيادة المطران عودة الإصبع على الجرح في عظته خلال ذكرى استشهاد جبران. لن نقبل ‏باستمرار الخضوع الرسمي وغير الرسمي لما يقرره السلاح غير الشرعي للبنان واللبنانيين".

وعلّق الوزير اللبناني السابق أشرف ريفي على حديث متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس، بقوله: "كلام المطران إلياس عودة سيد الكلام".

هجوم على وزير الدفاع

وارتفع مستوى التأييد لـ"عودة" بعد انتقاد وزير الدفاع في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، إلياس بوصعب للمطران إلياس دون أن يسميه، وزعمه أنه تخطى المطالب الاجتماعية للبنانيين ويقف ضد الدولة المدنية.

وقال بوصعب في تغريدة له: "مؤسف ما سمعناه اليوم من كلام سياسي غير جامع وتخطى المطالب الاجتماعية للمواطنين فزادت قناعتنا بأنه لا خلاص للبنان إلا بدولة مدنية".

إلا أن تغريدة وزير الدفاع في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، قوبلت بموجة انتقاد مضادة، كان أبرزها كلمات نجاة الجميل، التي وجهت له تغريدة قالت فيها: "لو تطبقون فصل الدين عن الدولة عن حليفكم وقائد مقوماتكم حزب الله لكان البلد وكنا بألف خير.

وأضافت نجاة الجميل: "المطران عودة ضمير الأحرار وقائد ثورتنا، شاء من شاء وأبى من أبى".

وأخيرا، أكد سيريل بدوي أن "مواقف المطران عودة الجريئة أربكت الفلول القومية أمثال وزير الدفاع إلياس بوصعب"، الذي كان ينتظر الحصول على منصب نائب رئيس الحكومة.

وتزامن ذلك مع دعوات متصاعدة من قبل متظاهرين لبنانيين لإضراب عام والاحتجاج في مختلف ساحات البلاد، الإثنين، رفضا لطريقة تعاطي السلطة مع الاستشارات النيابية لتكليف رئيس الحكومة

وشهدت شوارع العاصمة انتشارا كثيفا لقوات الجيش، إثر التطورات التي شهدتها السياسة، حيث انسحب رجل الأعمال سمير الخطيب من الترشح لرئاسة الحكومة، على وقع رفض جهات سياسية سُنية له، وبعد لقائه مفتي الجمهورية عبداللطيف دريان ورئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري.

كانت رئاسة الجمهورية اللبنانية قد أعلنت تأجيل الاستشارات النيابية التي كانت مقررة صباح الإثنين إلى 16 ديسمبر/كانون الأول الجاري، بعدما خلط انسحاب الخطيب أوراق الاتفاقات السياسية.