شركة صينية تحول القدرات الخارقة من خيال علمي إلى تطبيقات
تحريك الأشياء على مسافة من خلال القوة الهائلة للعقل.. كيف نجحت شركة صينية ناشئة بتحويل الخيال إلى تطبيقات عملية؟
يمكن أن يكون مفهوم التحريك الذهني، وهو القدرة على تحريك الأشياء على مسافة من خلال القوة الهائلة للعقل إنجازًا رائعًا، وقد نجحت شركة "BrainCo" الصينية الناشئة بتحويل تلك القدرة من عالم الخيال العلمي إلى تطبيقات عملية.
وفي المعرض التجاري السنوي (CES ) الذي عقد في لاس فيجاس يناير/كانون الثاني الماضي، تم منح عدد من زوار جناح "BrainCo" الفرصة لإظهار قوتهم الذهنية، حيث طُلب منهم ارتداء عصابة رأس مُطورة من قبل الشركة والتركيز على سيارة الألعاب في حلبة سباق مصغرة، ليبدأ الرواد بالتحكم في السباق وقيادة السيارة يميناً ويساراً باستخدام العقل وكما لو كان بفعل السحر.
وحسب ما ذكرته شبكة أخبار "سوهو" الصينية، تستهدف عصابات الرأس المطورة من قبل "BrainCo"، والتي تتميز بما يوصف بـ"التغذية المرتدة في الوقت الحقيقي" قطاعات التعليم واللياقة البدنية.
وتلقت"BrainCo" الكثير من الانتقادات على خدمة المدونات الصغيرة "Weibo"، بعد أن تداولت صورا لعصابات الرأس التابعة للشركة، يرتديها تلاميذ صينيون في مدرسة ابتدائية لم يكشف عنها.
- تطبيق صيني يساعد الطلاب على حل واجبات الرياضيات
- مدارس صينية تستخدم الذكاء الاصطناعي لتقييم أسلوب الكتابة لدى الطلاب
وسمحت الأجهزة للمعلمين بمراقبة مدى تركيز التلاميذ أثناء الفصل، حيث يتم الكشف عن النتائج فورًا عبر ضوء على طوق الرأس: اللون الأزرق يعني الاسترخاء والأصفر يعني التركيز واللون الأحمر شديد التركيز.
وتستخدم عصابات" BrainCo "ما يسمى بأجهزة استشعار الدماغ (EEG) لاكتشاف إشارات الدماغ واستخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي لترجمة الإشارات إلى مستويات تركيز في الوقت الفعلي.
ومنذ فترة طويلة، يتم استخدام أجهزة استشعار الدماغ، التي تسجل النشاط الكهربائي للدماغ في المجال الطبي كوسيلة غير جراحية لتشخيص الصرع واضطرابات النوم واعتلال الدماغ.
ووفقًا لموقع" BrainCo "الإلكتروني، يمكن استخدام البيانات التي تم جمعها من عصابات الرأس لتصميم ألعاب التدريب على التركيز لمساعدة الطلاب على الدقة والتركيز لتحقيق أفضل أداء مدرسي.
وفي 5 أبريل/نيسان الجاري، أصدرت "BrainCo" بيانًا على مدونة"Weibo" الصينية ردًا على الانتقادات عبر الإنترنت، وكررت الشركة أن العصابات استخدمت في عدد من التجارب المدرسية في الصين لمساعدة الأطفال على تحسين كفاءة التعلم، وقالت إن العصابات لم يتم بيعها إلى أي مدرسة عامة.
وكانت قد دخلت "BrainCo" في شراكة مع مدرسة صينية لم تذكر اسمها لاختبار عصباتها على نحو 10 آلاف من تلاميذ المدارس الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و17 عامًا.
وجاء النقد الموجه ضد شركة" BrainCo" وسط جهود بكين في دفع تقنيات الذكاء الاصطناعي، مثل التعرف على الوجه، إلى العديد من أركان حياة الناس، حيث كشف مجلس الدولة الصيني في يوليو/تموز 2017 عن "خطة تطوير الذكاء الاصطناعي للجيل القادم" للبلاد، وهي عبارة عن خريطة طريق من 3 خطوات لهيمنة الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2030.
بفضل كاميرات مراقبة الفيديو عالية الدقة والتعرف على الوجه وأجهزة الاستشعار عن بُعد التي تغذي أطنان من البيانات في خوارزميات الذكاء الاصطناعي لتحليلها في الوقت الفعلي، فقد تطورت التكنولوجيا لمساعدة السلطات في مجموعة من المبادرات، بدءًا من مراقبة نقاط التفتيش الحدودية والكشف عن مخالفي إشارات المرور والسيطرة على ظاهرة هروب الطلاب في الجماعات وتتبع المجرمين، وغيرها من التطبيقات.
وعلى الرغم من الجدل الأخير، حصلت "BrainCo" بالفعل على عقد مدته سنتان لتصنيع عصبات الرأس وشحنات مستهدفة تبلغ 600 ألف وحدة، دون تقديم أي تفاصيل حول عملائها.
وكانت الشركة تعمل أيضًا مع مدارس في المكسيك وإسبانيا والبرازيل والولايات المتحدة، بما في ذلك دراسة تجريبية في مدرسة ثانوية مقرها بوسطن، لنشر العصابات.
وقال هان بيتشنغ، الرئيس التنفيذي للشركة، إن استخدام منتجات "BrainCo" لمؤشر كتلة الجسم "لن تقوم فقط بتدريب المهارات المعرفية، بل سيتحكم أيضًا في الإلكترونيات مثل تشغيل الأجهزة المنزلية الذكية.
وقال هان، الذي أدرجته "إم آي تي تكنولوجي ريفيو" وهي مجلة علمية صادرةٌ عن معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، كأحد "المبتكرين تحت سن 35" في عام 2017، إن "العلاقة التآزرية بين الدماغ والآلة" ستساعد على "اكتشاف رؤى عميقة في الذكاء البشري والقدرة".
وبصرف النظر عن التعليم، استهدفت "BrainCo" منتجات مؤشر كتلة الجسم أيضاً لمساعدة عشاق اللياقة البدنية والرياضيين النخبة على التعافي بشكل أسرع من خلال ما يسمى الارتجاع العصبي، بالإضافة إلى التأمل الموجه.
aXA6IDMuMTMzLjEwOS4zMCA= جزيرة ام اند امز