النظام السوري يوشك على استعادة "الميادين" من "داعش"
القوات السورية الحكومية سيطرت على 4 أحياء في المدينة ذات الأهمية الاستراتيجية لمختلف الأطراف الدولية المتحاربة.
سيطر الجيش السوري الحكومي بدعم روسي، الخميس، على 4 أحياء من مدينة الميادين بدير الزور شرق سوريا التي توصف بأنها أحد آخر أبرز معاقل تنظيم داعش في سوريا.
ووفق ما ذكره المرصد السوري لحقوق الإنسان (مركز معارض مقره لندن ويقول إنه يستقي أخباره من نشطاء) فإن القوات التابعة لدمشق قطعت طريقا رئيسيا يربط الميادين الواقعة في ريف دير الزور الشرقي بمدينة البوكمال الحدودية مع العراق، ولم يتبقَّ للتنظيم إلا طريق فرعي يربط المدينتين.
وبوكمال توصف بأنها من ضمن معاقل التنظيم أيضا.
وسيطر داعش على الميادين 2014 بعد أن كانت تحت سيطرة "الجيش السوري الحر" المعارض.
وفي تصريحات لوكالة الأنباء الفرنسية قال مدير المرصد رامي عبد الرحمن: "تمكنت قوات النظام بقيادة القوات الروسية الموجودة على الأرض من السيطرة على 4 أحياء على الأقل داخل مدينة الميادين".
وتشرف القوات الروسية، وفق عبد الرحمن، مباشرة "على العمليات العسكرية وتشارك في القتال ميدانيا، وتنفذ غارات كثيفة".
واستقدم التنظيم خلال الأيام الثلاثة الأخيرة من العراق، بحسب المرصد، نحو ألف مقاتل معظمهم من جنسيات آسيوية وبينهم قياديون، انتشروا على جبهات عدة في ريف دير الزور الشرقي.
وتشكل دير الزور منذ أسابيع مسرحا لهجومين منفصلين، الأول تقوده قوات دمشق بدعم روسي والآخر تنفذه فصائل كردية وعربية ضمن تنظيم "قوات سوريا الديمقراطية" المدعومة من الولايات المتحدة.
ويجسد هذا الصراع الدولي حول دير الزور أهميتها الاستراتيجية لمختلف الأطراف؛ فهي بالنسبة للأكراد منطقة نفوذ وتوسع يسعون من خلال السيطرة عليها إلى الحصول على حكم ذاتي، أو أبعد من الحكم الذاتي، في المناطق ذات الكثافة الكردية المجاورة لدير الزور.
وبالإضافة إلى ثروتها النفطية والغازية، فإن المدينة تقع على الحدود بين سوريا والعراق على طريق الممر البري الإيراني الذي ترسمه طهران ويمتد من إيران إلى شمال العراق، ثم يشق الحدود من عند دير الزور في سوريا ليواصل طريقه إلى دمشق، ثم ينعرج جنوبا ليصل إلى لبنان.
والمدينة ذات أهمية أخرى للولايات المتحدة؛ لأنه بالسيطرة عليها يمكن عرقلة تمدد النفوذ الإيراني في سوريا والعراق.