روسيا وطرطوس السورية.. خطة ترسيخ الأقدام منذ 1971
الموانئ السورية برزت أهميتها لروسيا منذ اشتداد الصراع بين السوفييت وحلف الناتو على مناطق النفوذ في البحر المتوسط القرن الماضي.
كشف الإعلام الروسي عن أسباب توقيع موسكو مع دمشق اتفاقيات لترسيخ وجود القوات الروسية على السواحل السورية، بالرغم من إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بدء سحب قواته من سوريا.
- "الانسحاب الروسي".. رحيل عن سوريا أم تغيير في التكتيك؟
- موسكو في سوريا إلى أجل غير مسمى.. لهذه الأسباب
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تقدم الأربعاء الماضي، إلى مجلس الدوما (البرلمان) بمشروع اتفاقية بين بلاده ونظام الرئيس السوري بشار الأسد لتوسيع قاعدة بحرية روسية في ميناء طرطوس، في تناقض مع إعلانه السابق عن سحب قواته من سوريا إثر "القضاء" على تنظيم "داعش" الإرهابي.
وينتظر قرار تحويل "نقطة إمداد وصيانة الأسطول الروسي 720" في طرطوس إلى قاعدة عسكرية بحرية، التصديق عليه من قبل البرلمان الروسي، وفق ما نشرت وكالة "سبوتنيك" الروسية السبت.
وعن أسباب توقيع هذه الاتفاقية، قالت الوكالة إنه "طالما تمنت القوات البحرية الروسية أن تكون لها قاعدة تطل على البحر الأبيض المتوسط، حيث واجهت القوات الروسية (في عهد الاتحاد السوفيتي) جملة مشكلات حين عملت هناك، من بينها عدم وجود مكان لاستراحة أفرادها والتزود بمستلزمات الحياة؛ لذلك اضطروا إلى البقاء في عرض البحر لشهور طويلة، متعرضين لخطر الهجوم الجوي من قبل طائرات حلف شمال الأطلسي (الناتو)".
وكانت بداية الاستقرار الروسي في البحر المتوسط حين خصصت سوريا في عام 1971 قطعة أرض لدخول سفن الأسطول الروسي إلى طرطوس، ولكنها لم تتسع إلا للمبنى الإداري والثكنة العسكرية وبضع ورشات ومستودعات صغيرة، حتى أن تزويد السفن المنفردة بالوقود كان مشكلة وفق إفادة جريدة "سفوبودنايا بريسا".
كما أشارت الوكالة الروسية إلى سبب آخر دفع القوات الروسية للحصول على قاعدة في شرق البحر الأبيض المتوسط، وهو مواجهة الأسطول الأمريكي السادس وحاملات الطائرات الأمريكية القابعة هناك والقادرة على قصف شطر روسيا الأوروبي بصواريخ "توما هوك"، وطالما أعاق تجول السفن الروسية في البحر المتوسط.
وعلى هذا توقعت الوكالة الروسية أن الأمور ستتغير حين يرى الأسطول الأمريكي أكثر من بارجة حربية روسية في قاعدة تطل على البحر المتوسط.