سيناريوهات التحرك الروسي بعد الضربة الثلاثية لسوريا
شبكة "سي إن إن" اعتبرت أن الانعكاس الأكبر للضربات الجوية اليوم بسوريا سيكون على مستقبل العلاقات الأمريكية الروسية المنهارة.
لن يكون الانعكاس الأكبر للضربة الجوية الغربية الثلاثية ضد أهداف عسكرية بسوريا اليوم على النظام السوري، بل سيكون على مستقبل العلاقات الأمريكية الروسية، وفق توقعات وسائل إعلام أمريكية.
- خسائر النظام السوري من الضربة الجوية الثلاثية.. حصيلة غير نهائية
- الصحافة العالمية عن قصف سوريا: ضربة انتقامية من الأسد
فبحسب شبكة "سي إن إن"، فإن الجدل حول ما حدث في مدينة دوما بدمشق يوم 7 أبريل/ نيسان من استخدام مفترض للسلاح الكيماوي ومَن المسؤول عنه، دفع بالعلاقات الأمريكية الروسية إلى الوصول لأدنى مستويات لها خلال عقود.
أثر رادع
وتعهدت سوريا بالتخلي عن جميع أسلحتها الكيماوية عام 2013 بموجب اتفاق بواسطة روسية بعد الهجوم الشرس على المدنيين الذي ليس ببعيد عن موقع هجوم الأسبوع الماضي، وكان الخيار - الذي هدد به الرئيس السابق باراك أوباما - هو العمل العسكري.
وذكرت شبكة "سي إن إن"، أنه إما أن سوريا لم تسلم جميع مخزوناتها من الأسلحة الكيماوية (الرأي في فرنسا وألمانيا)، وإما أنها بدأت في إنتاج أسلحة كيماوية ثانية.
وينفي النظام السوري امتلاكه أي أسلحة كيماوية في الوقت الحالي.
وتسببت الأسلحة الكيمياوية في مقتل عدد ضئيل من بين أكثر من 400 ألف سوري قتلوا خلال الحرب الأهلية لأسباب أخرى، لكن بالنسبة للولايات المتحدة وكثير من المجتمع الدولي، فإن استخدام تلك الأسلحة بغيض على نحو خاص.
وكان هذا هو رأي إدارة ترامب عندما أطلقت صواريخ "كروز" على القاعدة الجوية السورية منذ عام في أعقاب الهجوم بغاز السارين على المدنيين بخان شيخون.
وكان من المفترض أن تكون تلك الضربات رادعة إلا أنها فشلت، وكما قالت لجنة الإنقاذ الدولية هذا الأسبوع، فإن الرد على الهجوم الكيماوي المفترض على خان شيخون في إدلب العام الماضي، والمتهم فيه النظام السوري كذلك، لم يغير حسابات الأطراف المتناحرة، ولم يجعل المدنيين السوريين أكثر أماناً.
والخيار هذه المرة كان تحقيق ردع أوسع نطاقاً، لكن التصعيد يأتي معه خطر صراع أكبر، وهي المخاطر التي تحدثت عنها روسيا.
والأثر الأكبر لتلك الضربات يتمثل في أنها ستعمق العداء الذي تتسم به العلاقات بين الولايات المتحدة وموسكو.
فسرور موسكو من فوز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية حل محله شعور بالإحباط مع بدء التحقيقات في التدخل الروسي بانتخابات 2016، ورغم أنه كان هناك بصيص أمل في علاقة البلدين خصوصا بعد الاتفاق بشأن الإشراف على منطقة تفادي التضارب جنوب سوريا، تغير الوضع خلال الأشهر التي تلت ذلك.
والأشد ضرراً لروسيا، العقوبات التي أعلنتها وزارة الخزانة الأمريكية التي كان لها أثر مدمر على المقربين من الكرملين.
ما الذي قد يحدث تالياً؟
كل من واشنطن وموسكو تدركان أن مواجهة عسكرية مباشرة في سوريا يمكن أن تتصاعد بسرعة، لكنهما ستتخذان خطوات لتجنب ذلك.
وربما ستشجع روسيا بهدوء الوكلاء والحلفاء في سوريا على مهاجمة القوات الأمريكية شرق نهر الفرات وطول الحدود العراقية السورية.
وربما ستقرر روسيا أيضًا عدم منع المليشيات الإيرانية في جنوب سوريا من استفزاز إسرائيل، ووسط هذا التذبذب، هناك شيء مؤكد، ألا وهو أن ضربات أمريكا وحلفائها لن تغير الوضع العسكري في سوريا ذرة واحدة؛ فهي إعلان وليست استراتيجية.
aXA6IDMuMTQyLjIxMC4xNzMg
جزيرة ام اند امز