البوسلامة مراقبا جديدا.. عدوى الانقسامات تضرب"إخوان سوريا"
لا تزال الانقسامات والخلافات تضرب جماعة الإخوان الإرهابية في غالبية الدول، رغم تعدد الأسباب.
وما بين الفشل في الحكم وانكشاف التنظيم إلى الصراعات الداخلية، يزداد تشرذم جماعة الإخوان الإرهابية ويطفو على السطح رغم الاتفاق في بعض الأحيان على قيادة.
- إخوان سوريا.. لماذا يكره الحرس القديم "شباب الجماعة"؟
- العائدون من سوريا.. إرهابيون خرجوا من رحم الإخوان
ويظل لهيب الصراع مستترا تحت ركام الاتفاقات، لكنه لم يخمد، وهذا ما ينطبق على جماعة الإخوان في سوريا.
خلافات وانقسامات بالجماعة
ورغم انتخاب جماعة الإخوان في سوريا للقيادي في الحركة عامر البوسلامة مراقبا عاما لها خلفاً لمحمد حكمت وليد، الذي شغل المنصب منذ 2014، إلا أن هذا الانتخاب لم يبن على توافق، بل بني على أساس متهدم من الصراع.
وشكل ترشح البوسلامة خلافا بين كتلتي حماة وحلب، اللتين تهيمنان على الجماعة، لكنه تم اختياره في النهاية على مضض.
وجاء انتخابه بعد فشل الجماعة في 10 ديسمبر/كانون الأول الماضي في اختيار مراقب عام للجماعة، بعدما جاءت نتيجة الانتخابات مخيبة للآمال، لأنها لم تستطع حسم الصراع الدائر بين الجناحين الحموي والحلبي".
كما أن البوسلامة نفسه كان قد ترشّح لنفس المنصب عام 2018، لكنه خسر أمام حكمت وليد.
وأكدت مصادر من داخل الجماعة لوسائل إعلام سورية أن "كتلة الحلبيين اعترضت على اختيار البوسلامة للمنصب، خلال الأسابيع الماضية، كونه أقرب إلى كتلة الحمويين".
ورغم الاعتراضات خلال الأشهر الماضية على ترشحه، أعلن ما يمسى بـ"مجلس شورى" الجماعة، عبر تغريدة في "تويتر"، انتخاب البوسلامة مراقبا عاما في سوريا".
ولم تقتصر الخلافات والانقسامات داخل الجماعة على كتلتي الحمويين والحلبيين، بل إنها أكثر تعقيدا على خلفية صراع بين الحرس القديم المتمسك بمبادئ الجماعة وبين جيل الشباب.
وأدت الانقسامات بين الحرس القديم والشباب إلى انشقاق عدد من أبرز قادة جيل الشباب، أمثال ملهم الدروبي وعبيدة النحاس، اللذين حاولا تشكيل أحزاب جديدة من رحم الجماعة، لكنهما لم يتمكنا من تحقيق نجاح يذكر.
وأدت الخلافات التنظيمية والعقائدية للجماعة إلى إفقادها الكثير من فاعليتها وقدرتها على التأثير.
من هو البوسلامة؟
والبوسلامة من مواليد 1960، بمدينة دير الزور، ونشأ فيها قبل انتقاله إلى بغداد ودراسته في كلية الشريعة في جامعتها، ونال البوسلامة درجة الدكتوراه.
وانتقل البوسلامة بعد ذلك إلى اليمن الذي بقي فيه حتى اندلاع النزاع السوري عام 2011، وعلى إثره سافر إلى تركيا التي استقر بها منذ ذلك الوقت.
انقسام الإخوان في مصر
وليست انقسامات سوريا ببعيدة عن مثيلتها في مصر التي تشرذمت فيها قيادة الجامعة بين عدة جبهات متصارعة، تنقسم بين جبهة لندن التي اختارت قطب صلاح عبدالحق مرشدا عاما (قائما بالأعمال) خلفا لإبراهيم المنير، الذي وافته المنية أوائل نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وجبهة إسطنبول التي يقودها محمود حسين، وما يعرف بجبهة "الكماليون" نسبة إلى زعيمهم الروحي "محمد كمال".
ويضاف إلى الجبهات الثلاث المتصارعة جناحان آخران، هما المتربصون، وهم عناصر التنظيم الحائرة بين الفصائل المتصارعة، بالإضافة إلى شباب السجون، وبهذا انشطر الإخوان إلى 5 أجنحة بينها 3 جبهات متصارعة، تدعي كل منها أنها الوريث الوحيد الشرعي لقيادة الجماعة.
aXA6IDMuMTQ3LjcxLjE3NSA= جزيرة ام اند امز