باحث أمريكي: 2018 الأسوأ للنظام الإيراني خلال 3 عقود
أكبر الضربات التي تلقاها نظام طهران على الصعيد الدولي كانت الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي لعام 2015.
قال الباحث السياسي الأمريكي مجيد رفيع زاده إن هذا العام كان الأصعب على إيران خلال ثلاثة عقود، لأنه تعين على النظام التعامل مع التحديات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والعسكرية.
وأشار خلال مقاله المنشور عبر صحيفة "عرب نيوز" السعودية الصادرة باللغة الإنجليزية إلى اندلاع احتجاجات واسعة النطاق في عدة مدن، بينها مدن رئيسية، مثل: أصفهان وطهران وشيراز وتبريز.
وأضاف الباحث الأمريكي أن التظاهرات في البداية كانت للتعبير عن الغضب بسبب معدلات البطالة المرتفعة وانخفاض قيمة العملة، لكنها اتخذت طابعا سياسيا فيما بعد، مع تردد دعوات للإطاحة بالنظام.
- باحث أمريكي يكشف خبايا برنامج الحرب الإلكترونية الإيراني
- باحث أمريكي: صفقة شيطانية جمعت خامنئي وروحاني
وقال زاده إن طهران ألقت باللوم في اندلاع التظاهرات على الغرب والمجلس الوطني للمقاومة ومنظمة مجاهدي خلق، لكن الناس ألقوا باللوم على النظام الذي لجأ إلى القوة الوحشية لقمع تلك التظاهرات، لافتا إلى تفاقم الوضع الحقوقي خلال 2018، طبقا لعدة منظمات حقوقية.
وأوضح أن أكبر الضربات التي تلقاها النظام على الصعيد الدولي كانت انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الاتفاق النووي لعام 2015، وإعادة فرض العقوبات الاقتصادية التي طالت القطاعات المصرفية والطاقة.
وقال مجيد رفيع زاده إن إيران حاولت إنقاذ الاتفاق النووي من أجل مكاسبه المالية، وحاولت قلب دول الاتحاد الأوروبي ضد الولايات المتحدة لتحقيق ذلك، لكن العقوبات الجديدة فاقمت الأزمة التي يواجهها النظام، وأحجمت كثير من الشركات الأجنبية عن الاستثمار في إيران وانسحبت أخرى.
وأشار إلى الانهيار الذي لحق بالريال الإيراني الذي فقد حوالي 400% من قيمته، والآن يساوي أكثر من 100 ألف مقابل الدولار.
وتطرق الباحث الأمريكي إلى تبني إدارة ترامب نهجا أكثر حدة ضد مغامرات وحروب طهران العسكرية، خاصة مع تكثيف نظام الملالي هجماته في أوروبا، مستشهدا بإحباط المخططات الإرهابية الإيرانية في ألبانيا وفرنسا والولايات المتحدة والدنمارك في مارس/آذار ويونيو/تموز وأغسطس/آب وسبتمبر/أيلول على التوالي.
وأشار رفيع زاده إلى مواصلة النظام الإيراني هجماته السيبرانية ضد خصومه، والكشف عن لعبه دورا كبيرا في حملات تضليل وترويج أخبار مزيفة، لافتا إلى إغلاق فيسبوك 652 حسابا وتويتر 770 آخرين على صلة بالنظام، حيث أعلنت المنصتان الاجتماعيتان أن تلك الحسابات مزيفة وتنشر أخبارا مزيفة.
وأوضح الباحث الأمريكي أنه في 2019، على الأرجح ستواصل طهران محاولة الوقيعة بين الولايات المتحدة وأوروبا، بينما تواصل مسيرتها في سوريا والعراق واليمن وغيرها من المناطق، لافتا إلى احتمال تواصل الاحتجاجات في جميع أنحاء البلاد، خاصة وأن المتظاهرين أثبتوا استعدادهم لمقاومة القمع.
واختتم رفيع زاده مقاله بالتأكيد على أنه حال عدم معالجة النظام لمشاكل الناس، فيمكن للتظاهرات المقبلة أن تطيح بنظام الملالي وتحقق حلم الإيرانيين بالديمقراطية الذي طال انتظاره، مشيرا إلى أنه إذا مثلت الولايات المتحدة وحلفاؤها في أوروبا والخليج جبهة متحدة في وجه طهران ودعموا الإيرانيين والمعارضة، يمكن للضغط المتزايد أن يهدد سيطرة النظام على السلطة إلا إذا وازن سياساته الداخلية والخارجية.
aXA6IDMuMTQ0LjguNzkg جزيرة ام اند امز