في تناقض مثير للجدل ووسط حالة من الارتباك المعهود لدى النظام القطري، وردت أنباء وصول تميم بن حمد إلى الدوحة
في تناقض مثير للجدل ووسط حالة من الارتباك المعهود لدى النظام القطري، وردت أنباء وصول تميم بن حمد إلى الدوحة، لكن سرعان ما استدرك القائمون على وسائل الإعلام القطرية أن شبكاتهم "مخترقة"، لينفوا وصول "المجد الضائع" إلى الدوحة، شابَ ذلك حالة من التخبط دفعت الكثيرين من الشعب القطري المغلوب على أمره، إلى السؤال ولو على استحياء عن مصير أمير النظام، الذي أنهى كلمته "المتناقضة" أيضا في مقر الجمعية العامة للأمم المتحدة، قبل أربعة أيام.. واختفى!
حتى يظهر "المجد الضائع"، نفهم من المعطيات الحالية والوضع العام أن مستقبل قطر "القريب"، قد يشهد تغيراً جذرياً، وتحولاً دراماتيكياً في مجريات الأمور، نأمل أن تؤدي إلى حلحلة الوضع، وعودة قطر إلى حضنها الخليجي والعربي
آخر ظهور سُجل "للمُغَيب"- في تناقض آخر - كان وقت خروجه من المدخل الخاص لذوي الاحتياجات الخاصة، في مبنى الأمم المتحدة، حيث لم تتسع أبواب المبنى لحجم ما ورد في كلمته، كمالم يستوعب أحد من الحضور المغزى مما قال أو ذكر.
لكن بعيداً عن محتوى الكلمة "القيم".نعود إلى قضية الاختفاء المريب "للمجد الضائع"، وهو الذي أشعل - حتى وهو غائب - نيران شبكات التواصل الاجتماعي، يطرح الجميع السؤال ذاته.. أين تميم؟، أعلنت الجهات الرسمية لنظام الدوحة سابقاً – وهي مخترقة طبعاً- أن "المجد الضائع" سيصل السبت، وهو مالم يحدث، واليوم، أي الأحد، لايزال السؤال ذاته يتكرر، والإجابات ذاتها تتردد يمنة ويسرة، سيصل السبت..وصل..الشبكات مخترقة، تدور الدائرة ضمن نفس المحيط، تقطع ذات المسافة كل يوم، وتعود بالإجابة "المريحة" لنظام الدوحة..:نحن مخترقون، هنا نسجل نقطة مهمة، إذن وبحسب المصادر الرسمية للنظام القطري، وسائل الإعلام عندهم "مخترقة".
نكمل مسيرة البحث عن "المجد الضائع"، ونعود في التاريخ، إلى ماقبل موسم الحج، وهناك كان الظهور الإعلامي الأول لسمو الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني، وهو أحد أبرز أفراد الأسرة الحاكمة في قطر، منذ قبل عهد تميم وأبيه، وحينها –بداية موسم الحج – نودي عبر منابر الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي وبإجماع داخل قطر وخارجها، بتعيينه أميراً للبلاد خلفاً لنظام الحمدين الذي أنفق بسخاء ثروات قطر ومواطنيها على الإرهاب وتمويله، وحبْك المؤامرات ونشر القلاقل والفتن في المنطقة.
وفي مراحل متعاقبة وبتطورات متسارعة، شهد خلالها الداخل القطري ولايزال، ارتباكاً كبيراً، خاصة بعد التصريحات القوية للأمير سلطان بن سحيم آل ثاني، الذي عبّر عن دعمه الكامل واللامحدود لدعوة الشيخ عبد الله بن علي آل ثاني لعقد اجتماع وطني "لتصحيح الأوضاع في قطر"، وكان الأمير سلطان بن سحيم قد أكد حينها أنه "لا ولن يجدّد بيعته لأمير قطر تميم بن حمد، ما دام مستمراً في سياسته الحالية"، وهي الضربة الموجعة التي وُجِّهت مباشرة لتميم.
أما عالمياً، فقد كان خطاب الرئيس الأمريكي ترامب في نفس المكان الذي تواجد فيه تميم، شديد اللهجة واضحاً ومباشراً وصريحاً، يقضي بكف نظام الحمدين يديه عن العبث بأمن المنطقة، وزعزعة استقرارها، عبر دس السموم، وزرع الفتن، كما تداولت وسائل الإعلام الأمريكية مؤخراً، ما أطلقت عليه تسمية "الانقلاب السياسي الداخلي"، في إشارة إلى تحرك ما يقوده "الحمدان" حمد بن خليفة الأمير السابق، وحمد بن جاسم وزير خارجيته السابق أيضاً، داخل قطر، يسعون خلاله بحسب الصحف، إلى استغلال شغور كرسي "المجد الضائع" لشغله، وطبعاً وكما جرت العادة لديهم، وبحكم خبراتهم المتعلقة بالانقلابات، فقد عبّر الكثير من القطريين عن خشيتهم لما يتم تحضيره في الخفاء من مؤامرات، حتى داخل البيت الواحد، وأنوه هنا إلى الإعلام القطري "المخترق" كان قد أتى على ذكر هذا الجانب.
بالعودة إلى قضية ضياع تميم، وهي التي تؤرقني شخصياً، ولكن الآن يجب علينا إفساح المجال لذلك الشخص هنا أو هناك من نشطاء ومستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي للإدلاء بدلوهم، وكنت قد بحثت في ما نُشِر، ليلفت انتباهي مقطع فيديو متداول على "تويتر" يكشف حالة "الضياع" التي يعيشها "المجد الضائع"، يظهر فيه حجم التناقضات المريرة التي غرق فيها "تميم" وخطابه اليائس أمام العالم أجمع هذه المرة، حيث حاول تميم اللعب على وتيرة المظلومية، مدعياً أن قطر محاصرة وهو حاضر في القاعة يخطب، وأنهم ضد الإرهاب، وقادته مقيمون في الدوحة، واتهم الجميع بتمويل الفتنة، وهو من يدفع للحشد الملايين، عدا ما تزخر به خزائن المرتزقة والإرهابيين في سوريا واليمن وليبيا، من أموال وحق الشعب القطري.
إذن وحتى يظهر "المجد الضائع"، نفهم من المعطيات الحالية والوضع العام أن مستقبل قطر "القريب"، قد يشهد تغيراً جذرياً، وتحولاً دراماتيكياً في مجريات الأمور، نأمل أن تؤدي إلى حلحلة الوضع، وعودة قطر إلى حضنها الخليجي والعربي، خاصة مع الاجتماعات المكثفة للمعارضة القطرية، التي تسعى لرأب الصدع مع دول مكافحة الإرهاب، التي منحت منذ اليوم الأول للأزمة، النظام القطري الكثير من الفرص للعودة إلى الطريق الصحيح والعدول عن أوهامه.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة