صديق حفيد البنا يكشف: انحرافاته بدأت منذ 30 عاما
مقربون من طارق رمضان ووسائل إعلام فرنسية تحدثوا عن أن ما يوجّه له من اتهامات بالاعتداء على النساء تعود جذورها لـ3 عقود.
أصبح طارق رمضان، من بين الشخصيات الأكثر إثارة للجدل في أوروبا، بعدما طالته سلسلة فضائح جنسية، واحتجزه القضاء الفرنسي، على خلفية قضايا اغتصاب وعنف متعمد، إلا أن وسائل إعلام أوروبية كشفت عن أن انحرافاته ليست حديثة، وإنما تعود لـ3 عقود.
- فرنسا توجه تهمة الاغتصاب رسميا إلى حفيد مؤسس الإخوان
- طارق رمضان في صحافة أوروبا.. منافق انتهازي مزدوج
وتحت عنوان "طارق رمضان والنساء: هارب من العقاب من 30 عاماً" أشارت مجلة "لوبوان" الفرنسية إلى أن انحراف المفكر السويسري المثير للجدل، طارق رمضان، يعود لثمانينيات القرن الماضي.
وأشارت المجلة الفرنسية إلى رواية الباحث السويسري ستيفان لاتيون، صديق قديم لطارق رمضان منذ 20 عاماً، مؤلف كتاب "الإسلام والمسلمون في أوروبا"، لصحيفة "لوتمب" السويسرية، التي تقول إن "الانحراف في شخصية رمضان بدأ في منتصف الثمانينيات حين كان يقوم بتنظيم الأعمال الإنسانية في مدرسته".
ورمضان الذي ولد عام 1962 في جنيف، كان يحلم بأن يحترف كرة القدم، وأنشأ مؤسسة خيرية باسم "يد المساعدة"، ومن خلالها فتحت له آفاقاً للسفر مع طلابه ما بين 15 إلى 18 عاماً، من جنيف إلى أفريقيا والهند والبرازيل في إطار برنامج تطوعي نُظم على هامش النشاطات الدراسية.
ومن خلال هذه المبادرة سمحت له بلقاء شخصيات بارزة من دلاي لاما والأخت إيمانويل، ودوم هيلدر كاميرا، والمطران البرازيلي ريني ديمون والأب بيير.
كما أتاحت له هذه المبادرة الإنسانية أن يرتدي قناع المفكر الوسطي المعتدل، فكان طوال الوقت يتعاون مع المسيحيين والملحدين.
وأشارت الصحيفة إلى أن لاتيون كان زميلاً لطارق رمضان منذ أكثر من 20 عاماً، ويعرف تاريخه وانحرافاته مع طلابه.
وأضاف الباحث السويسري، للصحيفة أن "30 عاماً من معاناة السيدات التي اعتدى عليهن طارق رمضان، دون أن يعبر عن الندم لو لمرة واحدة"، مشيراً إلى أنه "حتى الذين عملوا معه يشعرون بخيانته، سواء خلال المبادرة الإنسانية التي أطلقها في جنيف، أو في الجمعيات الإسلامية بفرنسا، وبلجيكا، أو في موريشيوس، كل من عمل معه شعروا بخيبة أمل".
وتابع لاتيون أن "بعض السيدات من ضحاياه، وصفن طارق رمضان بأنه خلال ثوانٍ يتحول من أكاديمي ودود إلى حيوان متوحش".
وبعد سنوات من الصمت، تتابعت في الفترة الأخيرة شكاوى نساء من فرنسا وسويسرا حول تعرضهن للتحرش أو الاغتصاب أوالعنف على يد رمضان، ما دفع القضاء الفرنسي إلى قرار مواجهته بالشاكيات وجها لوجه.
ولفتت صحيفة "ليبراسيون" الفرنيسة إلى أن منظمة مسلمي فرنسا، ظاهرياً يخيم عليها الصمت، إلا أن هناك خلافات شديدة داخلياً.
وبعد احتجازه حاولت، مجلة" لوبوان" التواصل مع محامييه الفرنسيين، ياسين بوزورو وجولي جارنيي، إلا أنهما رفضا الحديث، في المقابل، وافق المحاميان السويسريان، يائيل هايا، ومارك بونان، التحدث، قائلين إن هذا الاحتجاز كان متوقعاً في باريس، موضحين أنه "لا بد أن يتحدث طارق ويتم إعطاؤه الفرصة لشرح موقفه".
وفي تقرير للصحيفة السويسرية نفسها عام 2004، عرضت سيرة ذاتية للمفكر المثير للجدل، مشيرة إلى أنه كان طفلاً مولعا بكرة القدم، وبدأ يمارس رياضته المفضلة مع فريق "ستار سيشيرون" الذي تحول إلى "أنتير ستار"، ثم التحق الشاب بفريق "كوليكس بوصي" في القسم الثاني من البطولة السويسرية قبل أن ينتقل إلى فريق "إف سي بيرلي" الذي تولى تدربيه بعد فترة.
وفي مسقط رأسه جنيف، درس حفيد البنا الفرنسية ثم الفلسفة ما بين عامي 1988 و1991 في مدرسة "دو سوسور" الإعدادية.
وأضافت الصحيفة، أن رمضان أصبح أب أسرة في عمر مبكر، حيث كان قد تجاوز العشرين بفترة قصيرة حينما تزوج بزميلة اعتنقت الإسلام في المدرسة الثانوية التي كان يعمل بها.
وفي عام 1991، شد الرحال مع زوجته وأطفاله إلى مصر، حيث أسس جده حسن البنا جماعة الإخوان الإرهابية عام 1928.
وفي عام 1998، درس بمؤسسة "لايشستر" الإسلامية في بريطانيا، وهي توصف بأنها أحد أبرز المراكز الأوروبية الإخوانية.
وعن أطروحة الدكتوراه التي تقدم بها طارق في جنيف، كان على قناعة تامة بأنها ستُقبل من دون أية مشاكل، إلا أن أفكارها رُفضت لكونها كانت دفاعا بالدرجة الأولى عن أفكار ونشاطات حسن البنا فيما يتعلق بفكر الإرهاب والتمدد المسلح، وبعد جدل ومحاولات، اضطرت الجامعة إلى إزالة بعض الفقرات لإجازتها.