واشنطن بوست: حفيد مؤسس الإخوان.. "وينشتاين" فرنسا
فضيحة طارق رمضان حفيد مؤسس جماعة الإخوان تشبه إلى حد كبير سلسلة الفضائح الأخلاقية التي تهز الغرب وأبرزها فضيحة منتج هوليود المتحرش
اعتبرت صحيفة "واشنطن بوست" أن فضيحة طارق رمضان حفيد مؤسس جماعة "الإخوان"، التي أصبحت أكبر فضيحة اعتداء في فرنسا تشبه إلى حد كبير سلسلة الفضائح الأخلاقية التي تهز الغرب وأبرزها فضيحة منتج هوليود المتحرش هارفي وينشتاين التي تتسع وتتكشف فصولها يوما تلو الآخر.
وفي تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، الإثنين، قال مراسلها في باريس جيمس مكولي، إنه "من نواح كثيرة، يشبه الشخص المتهم في أكبر فضيحة إيذاء جسدي في فرنسا العديد من الرجال الواردة أسمائهم في ادعاءات اعتداء على الجانب الآخر من المحيط الأطلسي".
- ضحية حفيد البنا المعاقة: حاولت الانتحار أكثر من مرة
- ضحية حفيد البنا الثانية تروي تفاصيل اغتصابها رغم الإعاقة
وأضاف المراسل: "طارق رمضان -المتهم باغتصاب امرأتين هنا (بفرنسا) بالإضافة إلى اتهامات أخرى لم يجر التحقيق فيها- شخصية بارزة ويعمل في الأوساط الأكاديمية والصحفية، ولكنه من بين الشخصيات الإسلامية الأكثر إثارة للجدل في فرنسا".
وأشار إلى أن "اتهامات الاعتداء الجنسي التي نفاها رمضان ووصفها بأنها (حملة تشهير)، أثارت ردود فعل في كل ركن من أركان النظام السياسي والفكري في فرنسا".
وأوضح أن "القضية تجاوزت مرحلة الاتهامات، وتتركز الآن بدلا من ذلك على دفاعات رمضان عن الإسلام، وبينما يرى البعض أنها تشكل إسهامات مهمة في التعددية الثقافية الغربية، يرفضها البعض الآخر باعتبارها لا تتفق مع المثل الفرنسية للعلمانية والدمج".
وتابع: "بالنسبة للكثيرين من منتقديه، ثمة مفارقة في أن شخص (رمضان) كان يدعم فضائل الشريعة الإسلامية أصبح الآن يدافع عن نفسه في النظام القانوني الغربي، بينما يقول دعاة حقوق المرأة إن التركيز على آراء رمضان يقلل من النقاش الأوسع حول الإساءات والسياسات المتعلقة بالجنسين، ويدعي بعض المثقفين اليساريين أن القضية قد كشفت عن الإسلاموفوبيا عميقة الجذور في فرنسا".
من جانبها، قالت سيسيل ألدوي، المحللة السياسية والأستاذة في جامعة ستانفورد: "ليس الأمر يتعلق بالضحايا، ولا حتى رمضان باعتباره مفترسا جنسيا، ولكن حول اثنين من وجهات النظر المتشابكة حول العلمانية ووضع الإسلام في النقاش السياسي".
وأضافت: "ما كان أصلا يتعلق بحقوق المرأة، تحولت إلى نقاش حول الإسلام السياسي".
واتهمت هند العياري، التي كانت في السابق من السلفيين المحافظين، قبل أن تصبح علمانية مناصرة لحقوق المرأة، رمضان باغتصابها في فندق في باريس عام 2012، وقالت على التلفزيون الفرنسي: "بشكل حرفي انقض علي كحيوان بري، ولبضعة ثوان خنقني (رمضان). اعتقدت حقا أنني سأموت".
وأشارت العياري إلى أنها تلقت تهديدات بالقتل على وسائل التواصل الاجتماعي، ووضعت تحت حماية الشرطة، وفقا لمحاميها.
وبعد أيام، ظهر ادعاء ثان ومشابه، وهذه المرة من امرأة عمرها 45 عاما اعتنقت الإسلام، وزعمت أن رمضان اغتصبها في غرفة فندق في ليون في عام 2009، وبعد الادعاء الثاني، فتح المدعي العام في باريس التحقيق في القضيتين، وأعطت جامعة "أكسفورد" رمضان إجازة في نهاية المطاف.
ولفت الكاتب إلى أن رمضان حفيد حسن البنا، مؤسس جماعة "الإخوان" في مصر دافع بقوة عن الحياة المجتمعية المسلمة بطرق أغضبت المفكرين الفرنسيين من جميع الاتجاهات السياسية، اليسار واليمين.
ونوّه إلى أنه في البلاد التي تحملت وطأة صراع أوروبا مع العنف الإرهابي في السنوات الأخيرة، ينظر أحيانا إلى رمضان على أنه يحاول لتفسير وحتى التغاضي عن أعمال المهاجمين، وكثير منهم شباب من خلفيات إسلامية.
غير أنه وسط الجدل الدائر، يظهر مانويل فالس، رئيس الوزراء الاشتراكي السابق والنائب البرلماني الحالي كأبرز منتقدي رمضان.
وكان فالس قال في تصريحات للإذاعة الفرنسية هذا الشهر: "لقد أدنت لوقت طويل ازدواجية طارق رمضان"، ووصفه بـ"المفكر المزعوم" و "المروج للشريعة" الذي "قام بشر رهيب لشبابنا، بشرائطه، وخطبه في مساجدنا، ودعواته على المنصات (الاجتماعية)، صداقاته، تعقيداته".
وفي المقابل، حذّر زعماء مسلمون من تحول التركيز على جرائم رمضان إلى محاكمة الجالية الإسلامية بالكامل.
وقال ياسر لواتي، وهو أحد أبرز حراس الحريات المدنية الفرنسيين: "لقد قمنا بأسلمة مسألة القانون والأخلاق، إذا كنتم ستفعلون. بدلا من التركيز على الجرائم قيد التحقيق أصبحت محاكمة رجل واحد محاكمة للجالية الإسلامية بأسرها".
وأضاف: "للأسف، طغت هذه المناقشة على النقاش حول التحرش الجنسي، الذي هو آفة عانت منها النساء لعقود".
كما رفض عدد من الصحفيين والمثقفين، ما اعتبروه محاولة "لإيجاد أي ذريعة أو أي عذر" من أجل شن حرب على المسلمين، وشيطنة كل شيء يتعلق بالإسلام والمسلمين.
aXA6IDMuMjEuNDYuNjgg جزيرة ام اند امز