نهاية زمن "الكوتة".. العطب ينتظر ماكينة إخوان الجزائر الانتخابية
وجه الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون صفعة قوية لجماعة الإخوان، عندما جدد تأكيده بالقضاء على ظاهرة المحاصصة السرية بالانتخابات.
وفي مقابلة صحفية، مساء الأحد، بثت عبر وسائل الإعلام المحلية، أكد تبون أن زمن "الكوتات انتهى" في إشارة إلى نظام المحاصصة السري تحت الطاولة الذي هو سائد في معظم الانتخابات السابقة التي جرت في البلاد، وكانت جماعة الإخوان من أكثر المستفيدين منه في البرلمان والمجالس المحلية.
وتعهد الرئيس الجزائري بالقضاء على هذه الظاهرة السياسية عبر "انتخابات نزيهة وشفافة يكون فيها الشعب سيد القرار" خلال الانتخابات التشريعية المبكرة التي ستجرى في 12 يونيو/حزيران المقبل لانتخاب رابع برلمان تعددي في البلاد منذ إقرار التعددية السياسية والحزبية عام 1989.
وقال تبون: "نأمل أن يُدرك الشعب الجزائري أننا بصدد بناء دولة جديدة يكون هو أساسها من خلال اختياراته"، داعياً إلى التصويت بقوة وأن تكون نسب التصويت "عالية"، آملا في السياق أن تكون مقاربة للمسجلة عالمياً في حدود 40 إلى 50%.
غير أنه عاد لينوه بحال سجلت الانتخابات المقبلة مقاطعة واسعة كما حدث في الاستفتاء الأخير لتعديل الدستور مطلع نوفمبر/تشرين الثاني عندما لم تتعد نسب المشاركة 23%.
وأوضح أنه "مهما كانت نسبة المشاركة في الانتخابات، نطلب أن تكون نزيهة وشفافة وتفرز من يستحق ثقة الشعب"، إلا أنه توقع في المقابل استجابة شعبية واسعة للاستحقاق الانتخابي المقبل من خلال سحب استمارات الترشح التي قال إنها "فاقت طموحاتنا".
فيما وصل عدد المرشحين المحتملين إلى 10 آلاف و702 مرشح محتمل، وعدد ملفات الترشح التي تم سحبها إلى 1420 ملفاً، في حين بلغ عدد ملفات القوائم الحرة عددا قياسياً وغير مسبوق، إذ وصل إلى 1863 ملفاً وسط توقعات بتضاعف الرقم.
رئيس الجزائر وجه رسائل عدة لشباب البلاد، عدها المراقبون بين المشفرة والواضحة، عندما دعاهم إلى الانخراط في العملية السياسية كمرشحين أو تسجيل نسب مشاركة عالية، مؤكدا في السياق بأنهم "مُنقذ الأوطان".
ووفق مراقبين، فإن السلطة الجزائرية باتت تعول على دور شباب البلاد في المساهمة للقضاء على نظام المحاصصة السري الذي يؤكد الخبراء بأنه كان من أبرز أسباب "انقطاع علاقة الثقة بين الشعب والسلطة بانتخابات محسومة لصالح أحزاب وتيارات محددة على رأسها جماعة الإخوان" احتكرت المشهد السياسي طوال 3 عقود كاملة.
كما شدد تبون على أنه "لا يميل إلى أي شخص أو حزب، الشعب هو الحكم وكل الجزائريين سواسية بالنسبة إليه"، مشددا على أنه "ليست هناك كوتة، لأن لعبة الكوتات انتهت ونحن نريد تمثيلا حقيقياً للساحة السياسية بالبلاد".
كما دحض الرئيس الجزائري مزاعم الإخوان حول وجود "مساعٍ لتغيير الطبقة السياسية بالمجتمع المدني" "وفق قاس سياسي جديد".
وهرولت الجماعة الإرهابية للمشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة إلا أنها تقمصت دور الضحية قبل "الفاجعة الانتخابية" التي يتوقع كثير من الجزائريين أن تُلم بها في الموعد الانتخابي المقبل.
وأكد تبون أن تشكيلة البرلمان المقبل "لن تكون على المقاس السياسي أو نية له للتدخل في نتائج الانتخابات أو تركيبة البرلمان الجديد".
وشدد قائلا: "لو أردنا مجلساً شعبياً (البرلمان) على المقاس لاخترنا حزبًا معينا"، وتوقع أن تفرز صناديق الاقتراع واحد من الاحتمالين عندما قال "إما أغلبية توافق على برنامج الرئيس وبالتالي يتم تعيين وزير أول، أو أغلبية من المعارضة تُرشح رئيساً لحكومتها".
كما أوضح بأن المجتمع المدني "هو من يخلق التوازن مع المجتمع السياسي وعندما يكون المجتمع المدني حياً وإيجابياً فهو يحفظ الجزائر".
وأشار سياسيون في وقت سابق إلى أن قرار الرئيس الجزائري خفض عدد مقاعد البرلمان المقبل بـ55 مقعدا نيابياً كان الخطوة الثانية للقضاء على نظام المحاصصة السري بعد قانون الانتخابات الجديد، وهي المقاعد التي كان جزء منها "هدية مجانية" لبعض التيارات الإخوانية التي يقول جزائريون إنها "تأكل مع الذئب وتبكي مع الراعي" في إشارة إلى زعمها للمعارضة وقبولها بتزوير الانتخابات سرا والترويج لكونها ضحية له في العلن.
aXA6IDMuMTI4LjIwMC4xNjUg جزيرة ام اند امز