الرغبة الإيرانية في تخريب الأوطان العربية امتدت أخيراً لدعم جبهة البوليساريو التي تسعى لاستقلال الصحراء الغربية.
اتسمت العلاقات العربية الإيرانية طوال تاريخها بعد الثورة بالتوتر الشديد الذي كان المتسبب فيه دائماً الجانب الإيراني، فالنظام الحاكم في طهران، والذي لا يزال يتبنى فكرة "تصدير الثورة"، لم يدخر جهداً في زعزعة السلم في الأوطان العربية عبر دعم الجماعات المسلحة مهما كان مشربها، ولعل دعم حركات إرهابية في العراق وسوريا وأفغانستان رغم اختلافاته العقدية معها كالقاعدة وداعش، دليل على أنه - النظام- لا يفرق بين مذهب وآخر في دعم مشروعه التوسعي.
الرغبة الإيرانية في تخريب الأوطان العربية امتدت أخيراً لدعم جبهة البوليساريو التي تسعى لاستقلال الصحراء الغربية وذلك عبر حزب الله الإرهابي، ما أدى إلى قطع المغرب علاقاته الدبلوماسية مع إيران وغلق السفارة، وطرد السفير، فما هي الأسباب الخفية لهذا الدعم؟
بالعودة إلى التاريخ فقد شهدت العلاقة بين المغرب وإيران تحولات عدة منذ عهد الشاه محمد رضا بهلوي إلى قيام الثورة التي دعمت إعلامها جبهة البوليساريو ودافع عن خطابها الداعي إلى تقرير مصير الصحراء والانفصال عن المغرب. وفي وقت لاحق، أعلنت إيران وبشكل رسمي دعم ما سمته حق تقرير المصير في الصحراء، وقامت بافتتاح مكتب في العاصمة الإيرانية طهران لجبهة تحرير بوليساريو، فردت الرباط باستدعاء الدبلوماسيين المغاربة من إيران وقطعت علاقاتها مع طهران في 30 يناير من عام 1981، وقد عادت العلاقات لاحقاً لكنها استمرت في المد والجزر مع استمرار التدخلات الإيرانية في الشأن العربي هنا وهناك.
الدعم العسكري الإيراني لجبهة البوليساريو سبقته تحركات مذهبية في مناطق عدة في المغرب، فطهران دعمت عدداً من الدعاة لتحويل مذهب أهل مناطق معينة بهدف جرهم للعمل وفق أجندات إيرانية سياسياً وعقائدياً.
في هذا الأسبوع ساءت العلاقات مرة أخرى، وهذه المرة بسبب الدعم العسكري الذي قدمته طهران- باستخدام حزب الله الإرهابي – للبوليساريو، مع اتهامات مباشرة بأن حزب الله لم يكن يفعل ذلك إلا بتوجيهات من إيران.
الدعم العسكري الإيراني لجبهة البوليساريو سبقته تحركات مذهبية في مناطق عدة في المغرب، فطهران دعمت عدداً من الدعاة لتحويل مذهب أهل مناطق معينة بهدف جرهم للعمل وفق أجندات إيرانية سياسياً وعقائدياً.
إضافة إلى ذلك أدى التقارب والتعاون الكبير بين المغرب ودول مجلس التعاون الخليجي إلى إزعاج إيران التي تسعى لإيجاد موطئ قدم لها في المغرب العربي، وجعلها تفكر في استخدام كل ما أمكن من أوراق ضغط لثني المغرب عن مواصلة تعاونه مع محيطه العربي.
مما لا شك فيه أن إيران ستستمر في التدخل في الشأن العربي، وفي استخدام سياسة دعم المليشيات هنا وهناك بهدف استكمال مخططها الطويل، وهنا تكمن أهمية التنسيق والتعاون العربي، إيماناً بأن المخططات والمؤامرات تستهدف العرب جميعاً، وإن لم تكن في آن واحد.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة