باحث يكشف بيانات المصريين الـ5 بقوائم الإرهاب الدولية
التحديث الأخير لقوائم العقوبات ذات الصلة بالإرهاب وتمويله بمجلس الأمن شمل 5 مصريين ضمن 16 اسما و69 كيانا.
كشف باحث مصري متخصص في الحركات والجماعات الإرهابية، بيانات المصريين الـ5 الذين أدرجتهم وحدة مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب بمجلس الأمن الدولي، ضمن 16 اسماً و69 كياناً، وذلك في آخر تحديث لقوائم العقوبات ذات الصلة بالإرهاب وتمويله.
وقال عمرو فاروق، الباحث المتخصص في شؤون الحركات الإسلامية والإرهاب، إن التحديث الأخير ضم 5 عناصر مصرية جاء في مقدمتهم الإرهابي: على السيد محمد مصطفى بكري من مواليد محافظة بني سويف جنوب مصر، عام 1966.
- ماذا ينتظر الإخوان حال وضعهم على قوائم الإرهاب الأمريكية؟
- خبراء: 3 أسباب أجلت إدراج الإخوان على قوائم الإرهاب الأمريكية
وأشار إلى أن "بكري" مدرج سابقاً على القوائم الدولية في 29 سبتمبر/أيلول 2005، وهو أيضاً عضو في مجلس شورى تنظيم القاعدة، وعضو سابق في تنظيم الجهاد المصري، وعمل خبيراً في المتفجرات والأسلحة الكيميائية ومدرباً ومدرساً في معسكرات تنظيم القاعدة بأفغانستان.
وتابع فاروق أن الإرهابي الثاني هو عبدالله أحمد عبدالله الألفي مواليد محافظة الغربية شمال القاهرة، عام 1963، ومدرج سابقاً في 26 نوفمبر/تشرين الثاني 2004، ويكنى بـ"أبومحمد المصري".
وأشار إلى أنه يعتبر الرجل الثاني حالياً في تنظيم القاعدة الإرهابي، وصهر أسامة بن لادن، وهو ضابط سابق بالجيش المصري، ومن المؤسسين الأوائل للتنظيم الإرهابي.
ولفت إلى أن الألفي عمل كخبير لصناعة المتفجرات، وشغل لفترة طويل مسؤولية "اللجنة الأمنية" لتنظيم بن لادن، وكان مقرب من الملا عمر زعيم حركة طالبان أثناء إقامته في قندهار، كما كان مسؤولاً لفترة طويلة عن معسكر الفاروق المعني بتدريب العناصر الإرهابية، وكان عضواً بالمجلس الاستشاري لـ"القاعدة".
وأوضح فاروق لـ"العين الإخبارية" أن الإرهابي الثالث يدعى ثروت صالح شحاتة وهو من مواليد 1960، ومدرج سابقاً على قوائم الإرهاب في عدة دول 2004، وقضى 3 سنوات بالسجن في قضية الجهاد الكبرى.
وقال إن شحاتة صدر عليه حكمان غيابيان بالإعدام من محاكم عسكرية مصرية؛ الحكم الأول في قضية محاولة اغتيال رئيس الوزراء المصري الأسبق عاطف صدقي عام 1994، والثاني في قضية "العائدون من ألبانيا" عام 1999.
ووصل الإرهابي الثالث إلى ليبيا في أكتوبر/تشرين الأول 2012 بعد انتهاء العقوبة التي صدرت بحقه في تركيا، بتهمة دخول الأراضي التركية دون الحصول على تأشيرة، قادماً من إيران التي أمضى فيها عدة سنوات بعد سقوط حكم حركة طالبان في أفغانستان.
و"شحاتة" ضالع في قيادة تنظيم "أنصار الشريعة" الإرهابي، الذي كان يتخذ من شرق ليبيا مقراً لإدارة عملياته، كما أنه متورط في تصفية 7 مصريين من العاملين في ليبيا.
ودخل مصر باسم مستعار في عام 2013، وتنقل في عدة أماكن قبل أن يستقر في مدينة العاشر من رمضان بمحافظة الشرقية، ليتم إلقاء القبض عليه من قبل أجهزة الأمن المصري.
وتابع الباحث المصري أن الإرهابي الرابع هو مصطفى كمال مصطفى إبراهيم، ويكنى بـ"أبوحمزة المصري" من مواليد الإسكندرية شمال مصر، عام 1958، ومدرج سابقاً في 26 نوفمبر/تشرين الثاني 2004.
وعمل إبراهيم إماماً سابقاً بمسجد فينسبيري في لندن، وحكم عليه بالسجن المؤبد في الولايات المتحدة في 9 يناير/كانون الثاني 2015، إثر إدانته باحتجاز رهائن ومساعدة مجموعة خطفت 16 سائحاً غربياً في اليمن عام 1998، وأنشطة إرهابية مرتبطة بمشروع مخيم للتدريب على الجهاد في 1999 في ولاية أوريغون الأمريكية.
وأسس "أبوحمزة المصري" جماعة تسمى "أنصار الشريعة" في بريطانيا، ودعا إلى تأسيس "دولة الخلافة الإسلامية"، واتهم حكام الدول العربية بالكفر ومنهم مصر، كما وصف بريطانيا أيضاً في خطبته المسجلة مرئياً في عامي 1997 و1998 بالدولة الكافرة.
وفي 19 أكتوبر/تشرين الأول 2004 تم اتهامه بجرائم كان من بينها "التشجيع على القتل"، وتحويل مسجد "فينزبري بارك" مركزاً لتدريب المتطرفين، ومحاولة خلق كراهية بسبب الانتماء الديني، وتم الحكم عليه بالمحكمة المركزية في لندن في 2006 بالسجن لمدة 7 سنوات.
وفي 2004، اعتبرته الولايات المتحدة الأمريكية أنه يساعد ويسهل الأعمال الإرهابية في العالم، وسعت للحصول على "أبوحمزة المصري" لمحاكمته.
وفي 20 يونيو/حزيران 2008 ثبتت المحكمة العليا في لندن قرار تسليم أبوحمزة إلى الولايات المتحدة، الذي أثار جدلاً قانونياً حينذاك باعتباره قد ينطوي على مخالفات قانونية خطيرة لتعارض هذا الإجراء مع قوانين الاتحاد الأوروبي، التي تمنع إحالة شخص لقضاء دولة أخرى يطبق فيها عقوبة الإعدام، حيث كان من المحتمل أن يواجه هذه العقوبة التي تسمح بها القوانين الأمريكية.
وبعد معركة قانونية مع بريطانيا استمرت 8 أعوام، تسلمته واشنطن في عام 2012، لتتم محاكمته بتهمة الإرهاب، وتقديم الدعم المادي لشبكة أسامة بن لادن الإرهابية، والتخطيط لإنشاء مركز كمبيوتر لطالبان، وإرسال مجندين للتدرب على العمليات الإرهابية في أفغانستان.
وأشار فاروق إلى أنه في عام 2014، تم تحويل (أبوحمزة المصري) إلى المحاكمة في نيويورك، وقضت عليه بعد محاكمة استمرت 8 أشهر، بالسجن مدى الحياة.
وتمت إدانته بـ11 تهمة من بينها؛ توفير هاتف يعمل عبر الأقمار الاصطناعية، وتقديم النصح والمشورة لمجاهدين يمنيين اختطفوا سائحين غربيين عام 1998، كما أدين بإرسال اثنين من أتباعه إلى أوريغون لإقامة معسكر تدريب، إضافة إلى إرسال أحد أنصاره إلى أفغانستان لمساعدة القاعدة وطالبان ضد الولايات المتحدة.
- "الإرهاب يأكل نفسه".. هل يكتب صراع داعش والقاعدة نهايتهما؟
- تحالف خصوم الأمس.. هل يخدم مقتل "البغدادي" تنظيم القاعدة؟
أما الإرهابي الخامس فهو هاني السيد السباعي يوسف، مصرى الجنسية مواليد القليوبية شمال مصر، من مواليد يونيو 1960، ومدرج سابقاً على قوائم الإرهاب في 29 سبتمبر/أيلول 2005.
ويلعب السباعي دور المتحدث الرسمي لتنظيم "القاعدة" في أوروبا حالياً، ويستخدم مركزه المشبوه غطاء لدعم التنظيمات والخلايا الإرهابية في أوروبا مادياً وبشرياً عن طريق التحويلات البنكية التي ترسل إليه من مختلف الكيانات والجمعيات المدعومة من قطر وتركيا.
وكان السباعي قد التحق بكلية الآثار جامعة القاهرة، ثم تركها بسبب رفضه دراسة التماثيل، ثم التحق بكلية الحقوق وتخرج فيها، وانخرط في تنظيم الجهاد منذ التسعينيات.
واشتهر بدفاعه عن العناصر الإرهابية أمام محاكم أمن الدولة العليا والعسكرية والمدنية، وكان رئيساً لمجلس إدارة "الجمعية الشرعية" بمدينة القناطر الخيرية من عام 1987 إلى عام 1990.
وتأثر السباعي بقضية جماعة "التكفير والهجرة" عام 1977، وبخطب الشيخ محمد جميل غازي بمسجد العزيز بالله.
وشارك عام 1979 في حملات تجنيد الشباب وتسفيرهم لأفغانستان لمواجهة الاتحاد السوفيتي، وزاد نشاطه مع تنظيم الجهاد، وتم اعتقاله عقب اغتيال الرئيس المصري الراحل أنور السادات عام 1981.
وحكم على السباعي بالأشغال الشاقة المؤبدة في محاولة اغتيال رئيس الوزراء المصري الأسبق عاطف صدقي عام 1993، ليتمكن من الهروب إلى لندن، ثم حكم عليه غيابياً بالإعدام في قضية "العائدون من ألبانيا" عام 1998.
وحصل على اللجوء السياسي في بريطانيا، وأسس "مركز المقريزي للدراسات التاريخية"، الذي يعتبر منصة لاستقطاب الشباب العربي والأوروبي للتنظيمات المتطرفة.
وأشار الباحث المصري إلى أنه في السنوات الأخيرة لعب السباعي ومركزه المشبوه دوراً في التحريض على العنف المسلح ضد مؤسسات الدولة المصرية، ودعا لتشكيل خلايا نائمة لمهاجمة قوات الجيش والشرطة وتحقيق أهداف خارجية.
واتهمته السلطات البريطانية منتصف عام 2014، بتمويل شبكات وجماعات متطرفة بلندن، وفقاً لتقرير نشرته في 2017، صحيفة "الصنداي تليجراف"، من أن الأجهزة الأمنية في بريطانيا أجرت تحقيقات في الصلة بين هاني السباعي، وشبكة إرهابية في غرب لندن.
ويعتقد أن السباعي هو الشخصية الرئيسية التي تقف وراء التأثير على عدد من الشباب البريطاني الذين انضموا للتنظيمات الإرهابية في سوريا والعراق، وأنه في دعوى قضائية، تم توجيه اتهامات للسباعي بتوفير مواد تدعم تنظيم "القاعدة" والتآمر لارتكاب أعمال إرهابية.
aXA6IDE4LjIzMi4xODguMTIyIA== جزيرة ام اند امز