تقرير الإرهاب العالمي 2016.. داعش يتهاوى
مؤشر الإرهاب العالمي يظهر ارتفاع معدل الدول التي طالتها يد الإرهاب خلال 2016، بينما تراجعت بعض أرقام ضحايا الهجمات.
مع تصاعد وتيرة الحرب الدولية على الإرهاب، ضاعفت التنظيمات الإرهابية من حدة الهجمات على المدنيين والعسكريين، في رسالة إثبات وجود.
هذا ما كشف عنه تقرير مؤشر الإرهاب العالمي الصادر من "معهد الاقتصاديات والسلام" الأسترالي للأبحاث، اليوم الأربعاء، والذي أشار إلى ارتفاع معدل الدول التي طالتها يد الإرهاب خلال العام الماضي. بينما تراجعت أعداد ضحايا الهجمات في بعض الدول باستثناء العراق، محذرا من سيناريو ونهج جديدين يتبعهما المسلحون الفارون من داعش.
وقال خالد الزعفراني، الخبير في شؤون الحركات الإسلامية: "التقرير دليل على نجاح الحرب على داعش، ومؤشر لدخول التنظيم في مرحلة ما قبل الانحدار". كما اعتبر اللواء نبيل فؤاد، مساعد وزير الدفاع الأسبق، أن التقرير الصادر يؤكد تهاوي داعش لفقدانه السيطرة على معاقله الرئيسية.
الدول المستهدفة
وخلال 2016 تزايد عدد الدول التي شهدت هجمات إرهابية لتصل إلى 77 دولة، بينما استهدف الإرهاب 65 دولة خلال 2015.
وفي الوقت نفسه، كانت الدول الأوروبية وأمريكا في مقدمة الدول المستهدفة، حيث ذكر التقرير أن 2016 كان العام الأكثر دموية منذ عام 1988 على أوروبا.
وشهدت بلجيكا هجمات متزامنة على مطار ومحطات مترو بروكسل خلال مارس/ آذار 2016، وفي الشهر نفسه طال الإرهاب باكستان بهجوم دامٍ في لاهور. واشتدت حدة الهجمات في النصف الثاني من العام بهجوم أورلاندو بأمريكا، ومطار أتاتورك في تركيا، وتفجير الكرادة بالعراق إضافة لهجوم نيس وهجوم كويتا باكستان.
وكان شهر ديسمبر/ كانون الأول من العام نفسه أكثر الشهور دموية، بعد تنفيذ هجمات الكنيسة البطرسية في مصر، وقلعة الكرك بالأردن ووسط العاصمة الألمانية برلين.
وفسر الزعفراني خلال تصريحاته لـ"بوابة العين" الإخبارية، ارتفاع عدد الدول المستهدفة واختيار داعش لأوروبا هدفا أساسيا لها، بالتطور الطبيعي لاتجاهات الجماعات الإرهابية.
وأوضح أن المنهج الإرهابي قديما كان يستهدف الدول العربية بشكل أكبر، مستشهدا بنموذج داعش حينما بسط سيطرته على مناطق في سوريا والعراق وليبيا، كمحاولة لإقامة دولته المزعومة.
مع اتساع العمليات العسكرية ضد داعش، وعودة بعض المقاتلين الأجانب لموطنهم الأصلي في أوروبا، انتشر الفكر المتطرف في عقول بعض الشباب الأوروبي، مستهدفين بلادهم بالهجمات الإرهابية، بحسب تفسير خالد الزعفراني.
وأرجع اللواء فؤاد سبب استهداف أوروبا إلى تدخلها في قضايا المنطقة والمشاركة في الحرب الدولية ضد داعش، مشيرًا إلى أن الجماعات المتطرفة تنجح في استقطاب الأوروبيين بشكل أوسع.
الضحايا
وسجل العام الماضي مقتل نحو 25 ألفا و673 شخصا خلال العمليات الإرهابية، وتراجع عدد الضحايا في أربع دول من الخمس الأكثر تضررًا من الإرهاب، وهي: "سوريا، وباكستان، وأفغانستان، ونيجيريا".
وحلل الخبير في شؤون الحركات الإسلامية تراجع عدد الضحايا، نظرًا لتصاعد العمليات العسكرية البرية والجوية المكثفة ضد معاقل داعش بالعراق وسوريا وليبيا، ما أدى لفقدان عدد كبير من المقاتلين المسلحين في صفوف داعش وباقي التنظيمات المنشقة عن القاعدة، إضافة إلى تدمير كافة المعدات والأسلحة التابعة لهم.
وأضاف: "ظهور الذئاب المنفردة والخلايا النائمة غير المنظمة في أغلب الهجمات أسهم في تراجع عدد الضحايا".
واتفق فؤاد مع التحليل السابق قائلًا: "انحسار القاعدة في أفغانستان أدى لخروجها إلى اليمن ودول شمال غرب إفريقيا، ما عزز تراجع ضحايا الهجمات في باكستان وأفغانستان".
بينما العراق كانت الدولة الأكثر تضررا من حيث عدد الضحايا، حيث سقط نحو 9765 قتيلًا وهي النسبة التي مثلت 38% من الحصيلة الإجمالية للقتلى. الأمر الذي فسره المحللان بأن العراق المكان الذي شهد ذروة نمو داعش، فضلًا عن استهداف التنظيم تجمعات كبرى للمدنيين والعسكريين، ما أدى لتزايد الهجمات والضحايا.
تحذيرات
"توجهات مقلقة".. تحذير ألمح له التقرير، خاصة أن بعض الدول سجلت قتيلا واحدا جراء التفجيرات الإرهابية رغم تراجع داعش مؤخرا في نهاية 2017. إضافة إلى احتمالية مغادرة المقاتلين الأجانب داعش وتكوين جماعات متطرفة أخرى في بعض البلدان.
ومن جانبه، رأى الزعفراني أن التحذيرات نابعة من أن الوجهة الوحيدة للمقاتلين هي أوروبا ومناطق الصراعات السياسية مثل الحدود التركية والفلبين ودول شمال غرب إفريقيا، مرجحا شن هجمات منفردة وتشكيلات مسلحة ضعيفة هناك.
وعن قوة التنظيم، أثنى فؤاد على التحركات ضد داعش التي حجمت وجوده في العراق وسوريا، مؤكدا أن مشروع التنظيم بات منتهيا، وداعش منحصر على أطراف المدن.
ووصف الخبير في شؤون الحركات الإسلامية، المرحلة الحالية لداعش بمرحلة انهيار الفكرة التي يتراجع فيها حماس وقوة المقاتلين، مزودة ببعض الخطورة المؤقتة شديدة التأثير.