ختام ملتقى الإمارات للإبداع الخليجي السابع
اختتم ملتقى الإمارات للإبداع الخليجي دورته الـ7 التي نظمها اتحاد كتاب وأدباء الإمارات بالشارقة خلال الفترة من 22 وحتى 24 نوفمبر الجاري
اختتم ملتقى الإمارات للإبداع الخليجي دورته السابعة التي نظمها اتحاد كتاب وأدباء الإمارات بالشارقة خلال الفترة من 22 وحتى 24 نوفمبر الجاري. وأعرب المشاركون في الملتقى عن شكرهم امتنانهم وتقديرهم للرعاية الكريمة التي حظي بها الملتقى من الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الرئيس الفخري لاتحاد كتاب وأدباء الإمارات، وامتنانهم لحضوره حفل الافتتاح.
كما وجهوا برقية شكر إلى الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة وتنمية المعرفة، لمبادرته الكريمة بحضور حفل افتتاح الملتقى، معتبرين الكلمة التي ألقاها واحدة من أهم وثائق الملتقى في هذه الدورة، داعين إلى النظر فيها من زاوية تحليلية بغرض جعلها ورقة عمل مستقبلية للملتقى خصوصاً وللعمل الثقافي عموما.
وأوصى المشاركون في أعمال الملتقى بالبحث في آليات للتواصل مع جميع المؤسسات المعنية سواء كانت رسمية أو أهلية بغرض زيادة الاهتمام بمطبوعات الطفل في مختلف الحقول المعرفية والفنية والأدبية، والتأكيد على أهمية المسرح باعتباره وسيلة تثقيف وتوعية وتربية سلوكية وقيمية وجمالية بالغة الحساسية.
وأكدوا ضرورة تكثيف الجهود لتفعيل دور المسرح في المؤسسات التعليمية خاصة إلى جانب المؤسسات الأخرى المعنية بشؤون الطفل، والالتفات إلى مسرح اليافعين، وأهمية أن تكون له مهرجاناته وتظاهراته الخاصة به المستقلة عن مسرح الطفل كما هو متبع وسائد في الحياة الثقافية العربية.
ونوه المشاركون في توصياتهم إلى أن تحديد الفئة العمرية التي يتوجه إليها المنجز الفني الإبداعي ضرورة لا يجوز التهاون فيها، محذرين من خطورة ظاهرة تعويم هذا المنجز بحيث تبدو معه الطفولة مرحلة واحدة غير متمايزة. وأكدوا أهمية قيام وسائل الإعلام بالتعريف بحقوق الطفل، لا سيما عندما يتعلق الأمر بالعنف الجسدي والنفسي والاجتماعي الذي يتعرض له، مطالبين بمزيد من التركيز في الإضاءة على هذه القضايا.
كما أكد المشاركون ضرورة نشر ثقافة التسامح وقبول الآخر حمايةً للطفل من خطر تيارات الكراهية والتطرف التي تعصف بعالمنا، ويدعون إلى إعادة النظر في مناهج التعليم بما يحقق هذه الغاية، لافتين إلى دور المناشط الفنية والأدبية كالموسيقى والرسم والمسرح والشعر والقصة في خلق شخصية تجمع بين عمق الوعي ورهافة الحس، داعين في الوقت نفسه إلى تسليط الضوء على الجوانب المشرقة في تاريخ مجتمعاتنا وتراثها والتي تؤكد قيم التسامح والمحبة والإخاء والسلام.
وأشار المشاركون إلى الحاجة الماسة لمنهجية العمل في مجال صناعة الطفل المبدع وإقامته على ضوابط علمية موضوعية تستند إلى معطيات علم نفس الطفولة ومناهج البحث العلمي وعلوم الابتكار ورعايته، وأن يتم هذا الأمر ضمن إطار من العمل المؤسسي الذي تتكامل فيه الجهود والإمكانات وألا يترك للاجتهادات الفردية أو المبادرات الخاصة نظراً لمحدودية أثرها مستقبلاً بفعل ضعف الإمكانات.
وأشاد المشاركون في توصياتهم ببعض التجارب الرائدة المهتمة بتنمية مهارات الطفل وتطوير قدراته في دول مجلس التعاون، ويرون ضرورة تعميم هذه التجارب والاستفادة منها خليجياً وعربيا، كما رحبوا بفكرة البحث في الحكاية الشعبية التي كانت ضمن أعمال هذه الدورة والتوصية بالتواصل مع الجهات المعنية بغرض جمع هذه الحكايات وتصنيفها بشكل علمي وتقديمها للطفل على نحو شائق.
ونوه المشاركون برصانة المادة البحثية التي قدمت خلال الملتقى، مؤكدين ضرورة طباعتها في كتاب خاص وجعلها في متناول المهتمين بقضايا الطفولة والحاجة إلى تكريم كاتب إماراتي وآخر عربي في كل دورة من الدورات المستقبلية للملتقى، على أن يكون ضمن أشكال هذا التكريم وصيغه تنظيم ندوة خاصة بتجربة كل من المكرمين.
وأكدوا ضرورة أن يحظى المنجز الإماراتي باهتمام خاص في الدورات المستقبلية للملتقى بحيث لا بد من أن تشمل فعاليات الملتقى ندوة خاصة بهذا المنجز في ضوء المحور العام للدورة، وليس من الضروري أن يقتصر البحث في هذا الموضوع على كتّاب من الإمارات بل لا بد من إشراك كتاب من الدول الأعضاء فيها، إضافة توطيد علاقات الملتقى بالاتحادات والروابط والجمعيات والأسر الأدبية المنضوية تحت مظلة الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب عبر دعوة رؤسائها إلى حضور الملتقى والتشاور معها في اختيار الأسماء المشاركة في فعالياته.
ونوه المشاركون بتجربة الطاولة المستديرة في دورة هذا العام واعتمادها فعالية أساسية ضمن فعاليات دوراته المستقبلية مع العمل على تطويرها والبحث في آليات عملية لتفعيل نتائجها.
من جانبه، قال حبيب الصايغ الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، إن جميع هذه التوصيات سيتم تدارسها للوصول إلى آليات التنفيذ المناسبة. وتابع: "أما ما يخص منها اتحاد كتاب وأدباء الإمارات على نحو مباشر فإنها نافذة من الآن بوصفها قرارات، ومنها تكريم أديب إماراتي وآخر عربي وطباعة البحوث والوثائق في كتاب والتواصل مع المؤسسات الأدبية المنضوية تحت مظلة الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب".
وأضاف أن مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات سيعقد اجتماعاً خاصاً خلال الأسبوع المقبل لتقييم التجربة والبحث في كيفية تطويرها استعداداً للدورة الثامنة التي يجب أن يبدأ التحضير لها من الآن ضماناً لنجاحها.