على باطل بنى بياناته ومخرجات أعماله.. تحول لمصدر تضليلي لحقوق الإنسان في اليمن.. فكان لزاما أن ينتهي مشواره بالفشل الذريع.
هذا ما حل بفريق الخبراء الأممي، بعدما رفض مجلس حقوق الإنسان، التابع للأمم المتحدة، مشروع قرار، تقدمت به مجموعة من الدول الأوروبية، يطالب بتمديد ولايته لمدة عامين.
المجلس وافق على إنهاء تفويض محققيه، بعد أن وجد أن مليشيات الحوثي ارتكبت أعمالا، قد ترقى لجرائم الحرب، أبرزها الهجوم على مطار عدن الدولي، بهدف تصفية أعضاء الحكومة اليمنية.
قرار رحبت به الأوساط كافة في اليمن، ولقي استحسانا على نحو كبير..
القرار الأممي أنهى مهمة دامت أربع سنوات، من عمل مجموعة الخبراء الدوليين والإقليميين، قوامها كما يؤكد اليمنيون الابتزاز السياسي..
شهور طويلة، والوقائع لم تسجلها تقارير المحققين، إلا من ألسنة الحوثيين، ومن يرشحونهم للتحدث.
أما قصة ليال، الطفلة التي خرجت مع والدها للتنزه، وعادت وإياه جثتين متفحمتين.. فقد تحدث عنها الرفاق، ومن نجا من الصاروخ الباليستي الذي أطلقته مليشيات الحوثي على مأرب وأودى بحياة الكثيرين..
الفريق الذي تأسس أواخر ألفين وسبعة عشر 2017 لتوثيق الانتهاكات باليمن، استجابة لأصوات طالبت بإنشائه، لم يلبث أن تحول إلى أداة حوثية إيرانية، لتبييض الجرائم بحق الشعب اليمني، بل تضليل العالم بواقع حقوق الإنسان في البلاد.
فخلال الأعوام الممتدة من عام ألفين وثمانية عشر 2018 وحتى عام ألفين وواحد وعشرين 2021، أصدر فريق الخبراء الدوليين بشأن اليمن أربعة تقارير..
تحفظت عليها الحكومة اليمنية، واعتبرتها غير منصفة، لعدم شمولها بشكل واف الجرائم التي ارتكبتها مليشيات الحوثي، فضلا عن إيراد معلومات غير واقعية وبعيدة عن الحرب في اليمن.
في التقريرين الأخيرين الصادرين بعنوان "اليمن: جائحة الإفلات من العقاب في أرض معذبة"، و"أمة منسية: دعوة للبشرية لإنهاء معاناة اليمن"، لم يحمل الفريق صراحة مليشيات الحوثي تهمة تجنيد آلاف الأطفال، واعتبرها ظاهرة تشترك في ارتكابها مختلف الأطراف اليمنية، إشارة إلى الحكومة المعترف بها دوليا.
وفي حادثة أخرى، لم تحمل تقارير الفريق عرقلة الحوثي للحركة الملاحية في ميناء الحديدة، أو على الأقل تحميل الانقلابيين مسؤولية عسكرة الموانئ، وتعطيل اتفاق الحديدة، بعد نهب الأموال من الحساب الخاص، بدفع مرتبات الموظفين، وذهب لتسويق مزاعم المليشيات.
وليس هذا فحسب، بل سعت تقارير الفريق لتصنيف هجمات مليشيات الحوثي على دول الجوار، تحديدا السعودية، على أنها هجمات ذات طبيعة عسكرية، في شرعنة فاضحة للإرهاب العابر للحدود، الذي ينفذه الانقلابيون بدعم من إيران.
مع انتهاء مهمة الخبراء الأمميين بهذه الطريقة، يتلقى الحوثيون وداعموهم ضربة قاصمة.. فمن المنظمة الأممية ذاتها، ظهر زيف ادعاءاتهم، وتشويههم للحقائق..
أما دول التحالف العربي، فقد سجلت انتصارا قوياً، يدعمه أبناء اليمن، المشتاقون للسعادة وراحة البال، والفرحون بظهور الحق والخلاص من الباطل، وكل أشكاله الطارئة.