لم يكن الحال يوماً أوضح للمجتمع الدولي كما هو اليوم بالنسبة للانتهاكات الإيرانية في خلق الفوضى ودعم المليشيات الإرهابية بالمنطقة
لم يكن الحال يوماً أوضح للمجتمع الدولي كما هو اليوم بالنسبة للانتهاكات الإيرانية في خلق الفوضى، ودعم المليشيات الإرهابية في الشرق الأوسط وأفريقيا بل والعالم، فالصواريخ الإيرانية التي أطلقها الحوثي باتجاه المملكة العربية السعودية كشفت عن صورة إيران القبيحة أمام المجتمع الدولي، وأكدت يأس وتهور النظام الإيراني بعد شعوره بتضييق الحلقة عليه في الدول التي يحاول إثارة الفوضى فيها.
وفي ظل هذه الأحداث بدأت دول أوروبية كانت تعتقد بإمكانية الحوار مع طهران، بإنذار دولة الملالي، وخاصة فرنسا وألمانيا اللتين حذرتا إيران من إلغاء الاتفاق النووي وطالبتاها بوقف برنامجها الصاروخي.
إن التقدم المتسارع لردود الفعل العالمية ضد البلطجة الإيرانية في المنطقة، يأتي بعد تأكيد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن مواجهة الصواريخ والإرهاب الإيراني من أولويات سياسة الأمن القومي لإدارته خلال المرحلة المقبلة، كما إطلاق المليشيات الحوثية الإرهابية التابعة لإيران صاروخاً باليستياً يستهدف مناطق سكنية مأهولة في الرياض، برهن مرة أخرى على تورط إيران بشكل فاضح في دعم الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط، وتهديد أمن البلدان العربية ما جعلها - أي إيران- في مواجهة المجتمع الدولي أجمع هذه المرة.
يخطئ من يعتقد بإمكانية تغيير إيران لتكون ضمن دول العالم المتحضر، فذلك يهدد أصلاً وجود نظام الملالي القائم على تصدير الثورة وإقامة دولة "العدل الإلهي" كما يسمونها، والواقع يؤكد أيضاً استحالة مهادنتهم بسبب عقيدتهم السياسية المبنية على المعادلة الصفرية "أسيطر وإلا فلا أكون"
إن قرارات مجلس الأمن الدولي 2216 و2266 واضحة جداً في هذا الشأن، حيث تنص على أن تتخذ الدول الأعضاء " التدابير الضرورية" لمنع نقل الأسلحة إلى الحوثيين وحلفائهم المحليين، فيما يدعو القرار 2231 الذي صادق على الاتفاق النووي مع إيران بقيادة الولايات المتحدة، إلى اتخاذ التدابير اللازمة لمنع إمداد أو بيع أو نقل الأسلحة أو المواد ذات الصلة من إيران عبر رعاياها أو بواسطة السفن أو الطائرات التي تحمل أعلامها.
وكانت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي عرضت ومسؤولون في البنتاغون في مركز عسكري داخل القاعدة المشتركة في واشنطن، قطعاً من صاروخ وصوراً لمجموعة من منظومات أسلحة إيرانية الصنع؛ تمّ اكتشافها في اليمن، وكشفت النقاب عن أدلة جديدة على تسليم أسلحة إيرانية إلى الإرهابيين الحوثيين في اليمن، منها صاروخ "قيام-1" البالستي والمراكب المتفجرة ذاتياً من طراز "شارك-33".
حيث كشفت التحقيقات عن نسختين معدلتين من صاروخ قيام-1 برأس حربي أصغر حجماً وكمية قصوى من الألمنيوم لاكتساب مدى إضافي. وكشفت أدلة دامغة على تقديم إيران لنظم "قيام-1" للحوثيين، وبالفعل، تطابقت العلامات الموجودة على الصواريخ التي أسقطت في السعودية تماماً مع تلك الموجودة في إيران، والتي بثت "وكالة أنباء فارس" الناطقة باسم نظام طهران، تقريراً سابقاً عنها.
وشملت عناصر الصواريخ عدداً من الأدلة المؤكدة على أنها إيرانية الصنع، حيث حمل المشغل الميكانيكي لأحد الصواريخ شعار ما يسمى "مجموعة الشهيد باقري الصناعية"، وهي شركة دفاع إيرانية.
وقبل ذلك نشرت الحكومة الأمريكية تقريراً في 14 ديسمبر الجاري يؤكد اعتراض دورية تبحر في المياه بين إيران واليمن لقاربٍ إيراني، حيث تم الكشف عن أسلحة كانت على متنه منها 6 عدادات مشابهة لتلك الموجودة في "شارك-33".
من يراقب السياسة الأمريكية يدرك بأن الوضع الإيراني بات حرجاً، خصوصاً بعد مؤتمر هايلي الذي بعث رسالة ضمنية لما يمكن أن يحدث في 2018، ومع عزم واشنطن بناء تحالف دولي ضد إيران.
أثبتت إيران أمام العالم في غضون أشهر بأنها دولة مارقة لا يمكن الوثوق بها ولا بتعهداتها، ما يجعلها في مواجهة مفتوحة أمام القرارات الدولية في وقت لم يبق لها أي حليف أو متعاون في الإقليم بل والعالم.
يخطئ من يعتقد بإمكانية تغيير إيران لتكون ضمن دول العالم المتحضر، فذلك يهدد أصلاً وجود نظام الملالي القائم على تصدير الثورة وإقامة دولة "العدل الإلهي" كما يسمونها، والواقع يؤكد أيضاً استحالة مهادنتهم بسبب عقيدتهم السياسية المبنية على المعادلة الصفرية "أسيطر وإلا فلا أكون".
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة