إن وضع العالم مع الإرهاب يبعث على الكآبة، وربما بسبب انتشاره كل لحظة وحين يكون طاغيا، فهو جزء من نسيج هذه الحياة، نتعايشه وتكاد العَبَرة تخنقنا، وفي أسوأ ما يكون يموت بسببه البعض ويتألم من جرّاء حماقته كثيرون !
إن وضع العالم مع الإرهاب يبعث على الكآبة، وربما بسبب انتشاره كل لحظة وحين يكون طاغيا، فهو جزء من نسيج هذه الحياة، نتعايشه وتكاد العَبَرة تخنقنا، وفي أسوأ ما يكون يموت بسببه البعض ويتألم من جرّاء حماقته كثيرون !
وتظّل هذه السلسلة من الاغتيالات للإنسانية والحرية تتوالى وتستمر في إبهار العالم بغطرسة عصرية ولعق للدماء، لدماء الأبرياء والمساكين، لتتدرج في وضع ملفها إلى ملفات العفن الفكري والديني المُتطرّف والتاريخي لربما تنال إحدى جوائز العالمية في وحشية الفكر الجديد المُميت .
رغم الألغام والأخطار يُواصل أبناء الإمارات جهودهم في التطّوع بإخلاص، وخوض غمار العمل الإنساني بشجاعة عهدناها في حبهم لمساعدة الآخرين
إن ممارسات الإرهاب تٌعدّ تهديد للأمن والحرية والسلام انبثقت من منافستها مع قوى الشر (داعش) التي تحتّل الصدارة الأولى في سفك الدماء، والذي يُمثّل وجوده في العالم كحيوان الأخطبوط الذي يحتوي على أكثر من يد مُلّوثة بدماء العالم البريء! لكن دائماً هناك مزيد من الأمل والإيمان والثقة الكامنة في نفس المؤمن أن الله لن يخذله في مواجهة هذا الشر الكبير وعدوانه المباشر للشعوب وخاصة المُستضعفة تحت غطاء الدين وتغرير الشباب الصغار خاصة الفتيات في ممارسات لا إنسانية لهتك أعراضهن وكرامتهن وتلويثها بدماء الغدر والخيانة، فأي دين يحمل كل هذا الوبال على الإنسان!
ونحمد الله دائماً أننا نعيش الترف في الخير والنعيم في الإمارات في ظل قيادة حكيمة في دولتنا المعطاءة، ويُسعدنا أكثر أن ننشر هذا الخير لغيرنا في تلك الشعوب المحتاجة للعون والإغاثة في مسيرة العطاء وعام الخير، في شهر الخير من بلد زايد الخير، مُتمثلّة في الجمعيات الخيرية المنتشرة والتي تحمل معها الخير والسلام، وتنادي به منهجاً تتبعّه في طريقها لينال جميع الناس هذا النعيم ويعّمهم، لا اُبالغ إن ما قلت أن دولة الإمارات نموذج للتغيير في هذا العالم، تغيير الكُره إلى حب والحرب إلى سلام والحزن إلى فرح؛ لأن الإمارات بقادتها وشعبها تحب أن ترى الخير في العالم وتدعو إليه فهي حمامة السلام للعالم بحملها لرسالة السلام في كل بلد، ولأن الإنسانية لا تحتاج إلى تلقين وتقليد بل هي مشاعر صادقة متواجدة عند الشعور بالآخرين، وها نحن نرى النموذج الواقعي لذلك لهذه الإنسانية، وهذا أبسط مثال سأذكره ومن ضمن الكثير والكثير في عام الخير من بلد الخير، إنه تحدّي العطاء، تحدّي الريادة للخير والتطّوع في البرنامج الذي يتجدّد كل عام، يحمل برنامج عونك وجع وطن للعالم، يُكرّس هذا الرجل جهده ووقته وخاطر بحياته ليصل إلى تلك القلوب المُتألمة والتي قد نساها العالم بأخبار وحياة أخرى، جاء من الإمارات الوطن الذي يحمل معه بريق الأمل في صورة كلمة وهمسة ودعاء، تحدّى كل ما هناك لينقل الصورة الحقيقية للعراق وغيرها من البلدان، العراق الذي طالما تغنّى به الشعراء في شطّ العرب وتدّفقت كلماتهم في حدائق بابل المُعلّقة وتغزلّوا على نهري دجلة والفرات، ها هو اليوم يسرد لنا رواية جديدة للعراق، رواية الألم والغربة في الوطن، غربة الإرهاب الذي لوثّ ترابه ودمه وأرغم شعبه بممارسات وحشية لا تمّت للإنسانية بشيء وأطاحت بكرامة المرأة في وطنها وجعل منها دُمية يلعب بها كيفما يشاء!
رغم الألغام والأخطار يُواصل أبناء الإمارات جهودهم في التطّوع بإخلاص، وخوض غمار العمل الإنساني بشجاعة عهدناها في حبهم لمساعدة الآخرين، إن ثقافة التطّوع بحاجة لتجسيدها لتتسّع الفجوة بين القيادات الشابة والمراكز المُنفّذة لها ففكرة التطّوع في المجتمع الإماراتي وُلدت من رحم الأعمال الخيرية التي تنتهجها الإمارات وهي السياسة التي تركها الوالد المُرّبي الأول للدولة فهذا العمل جزء من الحياة الأخلاقية للمجتمع الإماراتي، فالعمل الخيري في الإمارات من القطاعات المهمة وبرأيي هو ضرورة وطنية رعاها المُؤسس الأول للتطوع الشيخ الوالد زايد الخير، وذلك للنهوض بمستقبل البلاد ولتعليم المجتمع مسؤولية المشاركة مع الناس، ولستُ أُبالغ في أن الإمارات من أكثر شعوب العالم تطّوعاً وبذلاً للخير، وبرغم أن العمل التطوعي عمل شاق خاصة إذا كان خارج البلاد والمُتّطوعون يُواجهون خطورة وصعوبة في نقل تطوعهم للبدان الأخرى إلا أنهم لا يتوانون في عمله بل يستلّذون بمساعدتهم للآخرين .
دولة الإمارات من الدول التي ارتبط اسمها بالنشاط الخيري الإنساني، وجُمعت تحت مِظلّة المشاريع الخيرية في أُطر سياسة الدولة المُنبثقة من الخطط الإستراتيجية التي تُراعي جميع الألويات الوطنية للأمن العربي والإسلامي، وذلك لتحقيق أهداف نشر السلام والخير عكس من يُنادي بالفتنة والتخريب وترويع البشر، وهذه مسؤولية كبيرة مُلقاة على عاتق من عزّز وجوده في التطوع، وتجربة التطوع كما ذكرت هي من القضايا والأعمال الخطرة والمُتعبة، خاصة التي تستوجب مشاركة خارجية وهي مسؤولية وطنية للتعبير عن التعاطف لقضايا المسلمين في بقاع العالم، وهي مشاركة وجدانية أعطاها الوطن أهمية لدرجة تطبيقها في المدارس والجامعات بكل شفافية وصدق بعيداً عن التصّنع لدى الشباب الطموح والمُحب للخير والعطاء، وهي منظومة إنسانية تعلمها الشعب الإماراتي منذ الصغر، ولقد ظل التطوع منبع للخير داخل وخارج البلاد فهناك جهات مختصة محلياً وعالمياً من خلال الكوادر الوطنية المتخصصة في العمل الخيري التطوعي .
وستستمر هذه الجهات بنشر الخير والعطاء في شتى أرجاء المعمورة وسيصل خير زايد والإمارات إلى العالم وفي أحلك الظروف متحدياً لها بكل عزيمة وإصرار.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة