سياسة
خريطة مليشيات غرب ليبيا.. صراعات وتحالفات تقوض أمن البلاد
تنتشر المليشيات بكافة ألوانها وأطيافها في غرب ليبيا، لكنها تتفق على شيء واحد؛ حب المال والخراب ورفض وجود جيش وطني بالبلاد.
وتختلف أنواع المليشيات المنتشرة في غرب ليبيا، فمنها الذي يتبع أيديولوجيا دينية متطرفة مثل تلك التابعة لتنظيم الإخوان الإرهابي، وأخرى نشأت على أساس عرقي ومناطقي مثل مليشيات الأمازيغ.
وهناك نوع ثالث من المليشيات تأسست لأسباب إجرامية بحتة كعصابات مسلحة، مثل مليشيات الاتجار بالبشر، وتهريب المهاجرين غير الشرعيين، وتهريب المخدرات والسلاح، وقطع الطرق، والخطف والابتزاز وغيرها.
ومنذ اندلاع الفوضى الأمنية في 2011، تغيرت خريطة وجود المليشيات في المدن عدة مرات؛ ففي البداية انتشرت شرق وغرب ليبيا، وقسمت المناطق فيها على أساس الولاءات القبلية والسياسية حتى تدشين الجيش في 2014 عملية الكرامة وحصر هذه المليشيات في المنطقة الغربية فقط.
وباتت المليشيات في غرب ليبيا خاضعة لسيطرة تنظيم الإخوان الإرهابي وغيرها، لكن بعد عملية الجيش الليبي لاسترداد طرابلس، تحالفت هذه المليشيات في جبهة واحدة لمحاربة الجيش الوطني.
مليشيات مصراتة
تملك مدينة مصراتة عشرات المليشيات المختلفة والتي يتوزع ولاؤها بين عدد من المسؤولين ومحافظ مصرف ليبيا المركزي، الصديق الكبير، والمفتي المعزول صادق الغرياني المعروف بتحريضه على قتال الجيش الليبي.
وتعد مليشيات مصراتة أكبر قوة في مدن الغرب الليبي، حيث تمتلك أكثر من 17 ألف مقاتل وآلاف العربات المسلحة ومئات الدبابات وعشرات الطائرات العسكرية، إضافة إلى مخازن للأسلحة، إذ تتلقى دعما كبيرا لاعتبارات أيديولوجية وكذلك اجتماعية.
وتمتد منطقة نفوذ هذه المليشيات من مدينة السدادة شرقي مصراتة بحوالي 80 كيلومترا إلى مدخل العاصمة طرابلس، تحديدا مدينة القرابللي،
وحاول رئيس حكومة الوفاق السابق فائز السراج، شق صف مليشيات مصراتة، واستمالة عدد من أبنائها خاصة "لواء الحلبوص"، أكبر الكتائب العسكرية في مصراتة وأكثرها تسليحا، بتعيين قائدها السابق محمد علي الحداد رئيسا للأركان العامة لقوات حكومة الوفاق، ما تسبب في تحول الثقل الحقيقي لهذه الكتيبة لصالح الحدّاد.
وأبرز مليشيات مصراتة هي: مليشيات المرابطين، و166، والصمود، وحطين، وكتيبة المرسي، والصمود، و"مليشيات لواء المحجوب"، و"مليشيات القوة الثالثة"، و"مليشيات شريخان"، و"مليشيات طاجين".
1. مليشيات الصمود
تعدّ من أكبر وأقوى المليشيات المسلحة في مصراتة وفي الغرب الليبي ويقودها الإرهابي صلاح بادي، المدرج على قائمة عقوبات مجلس الأمن الدولي منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2018 بتهمة زعزعة الأمن في ليبيا.
2. لواء الحلبوص
من أقوى وأكثر المليشيات تجهيزا وتنحدر من مدينة مصراتة وتسيطر على طريق المطار والمنطقة الجنوبية في العاصمة طرابلس.
3. "مليشيات حطين"
ثالث أكبر المليشيات المسلحة في مصراتة، وكان وزير الداخلية السابق فتحي باشاغا أحد قادتها في وقت سابق وحارب في صفوفها، وقائدها الحالي يدعى عمر محمد عظام.
4. مليشيات 166
برزت "مليشيات 166" بعد تهديد قائدها محمد الحصان بالانشقاق عن حكومة الوفاق السابقة وكشف ملفات الفساد، إذا خرج باشاغا من الحكومة.
5. كتيبة المرسي
تعتبر هذه الكتيبة من أكبر الداعمين لفتحي باشاغا الذي قام بتشكيلها وشارك بها وقت هجوم مليشيات فجر ليبيا على العاصمة طرابلس عام 2014.
وبالإضافة إلى هذه المليشيات الأساسية، هناك مليشيات متعددة أخرى في مصراتة مثل لواء المحجوب، والقوة الثالثة، وشريخان، وطاجين.
مليشيات العاصمة
أما العاصمة طرابلس، فتضم أكثر من 35 من المليشيات، إضافة إلى عدد من المليشيات الصغيرة وتنظيمات إرهابية مسلحة تابعة لمدن مصراتة والزاوية علاوة على تشكيلات مسلحة من المرتزقة.
1- مليشيات الردع الخاصة:
تشكلت عام 2012 في طرابلس، وتعد الأكثر تسليحا وعتادا، وتتبع وزارة داخلية الوفاق، ولكن السراج أعاد إلحاقها بالمجلس الرئاسي لحكومته. قوامها 1500 مسلح، وتنشط شرقي العاصمة.
ويقودها الإرهابي عبدالرؤوف كارة الذي يرتبط بعلاقات واتصالات وثيقة مع حركة النهضة التونسية، وتتخذ المليشيات المسلحة من قاعدة معيتيقة مقرا لها، وتورطت في تهريب السلاح والعناصر الإرهابية.
2- لواء النواصي:
مليشيات معروفة بـ"القوة الثامنة" وتضم إرهابيين غالبيتهم من الجماعة الليبية المقاتلة، تتبع وزارة الداخلية، وتلعب دورا في تأمين مقارها وكانت تحرس مقر إقامة السراج خلال رئاسته للحكومة، ويقودها مصطفى قدور وهو ابن عم حافظ قدور المحافظ السابق للبنك المركزي الليبي، وتحظى الكتيبة بدعم مالي مباشر من مصرف ليبيا المركزي.
ويبلغ عدد المقاتلين في صفوف كتيبة النواصي نحو ألف مقاتل يمتلكون أسلحة متوسطة، ويحظون بدعم مباشر من الإخواني الإرهابي علي الصلابي.
3- كتيبة ثوار طرابلس:
تتبع أيضا وزارة الداخلية، وتتألف من نحو 1500 مسلح، وتركز على المواقع الحيوية شرقي طرابلس ووسطها.
وتضم المدينة عددا من المليشيات الأخرى منها أبوسليم، والقوة المتحركة جنزور، وثوار طرابلس، وفرسان جنزور، ومليشيا 42 حرامي –مليشيا المدينة القديمة.
وفي مدينة الزاوية "غرب"، شكلت المليشيات تحالفا كبيرا أطلقوا عليه اسم "البحث الجنائي"، وضم غرفة الثوار، والنصر، والفار، والأبح، والسلوقي والبيدجا، بالإضافة إلى مليشيات مدينة صبراتة بقيادة أحمد الدباشي.
مليشيات الأمازيغ
عبارة عن جماعات مسلحة ليس لها نفوذ خارج مناطقها، وقليلة العدد والعتاد كالتي تتواجد في الجبل الغربي، وأكبرها في مدن نالوت وجادو، بالإضافة لمدينة زوارة الساحلية القريبة من حدود تونس، ولم تدخل تحالفات حتى الآن، وأسلحتها خفيفة، وتطلق على نفسها "القوة الوطنية المتحركة".
تحالفات مليشياوية
ومؤخرا، عقدت المليشيات تحالفات جديدة، فشكلت ما يمكن تسميته بجهاز أمني كبير لإضفاء الشرعية على وجودها، ويبحث قادتها، غنيوة الككلي ومعمر الضاوي وعلي أبو زريبة وهيثم التاجوري وأيوب أبو راس، عن موضع قدم في العملية السياسية الجارية في البلاد.
ومن ناحية أخرى، شكل قادة مليشيات تتمركز في الزاوية، محمد الفار ومحمد القصب وعثمان اللهب، ما يسمى "جهاز البحث الجنائي".
وهذ التحالف لديه أسلحة ثقيلة ومتوسطة، مثل قذائف الهاون التي ظهرت في اشتباكات مؤخرا، أو خلال محاولات نشر الفوضى وتعطيل الانتخابات، أو ابتزاز الحكومة خلال الفترة الماضية.