"القافلة تسير والكلاب تنبح"، حكمة شائعة متداولة منسوبة إلى الإمام الشافعي رحمه الله القائل: قل ما شئت بمسبّتـــــــي...... فسكوتي عن اللئيم هو الجواب لســـت عديـــــم الــــرد لكـــــن ...... ما من أســــد يجـــــب علــــــى الكـــــــلاب
"القافلة تسير والكلاب تنبح"، حكمة شائعة متداولة منسوبة إلى الإمام الشافعي رحمه الله القائل:
قل ما شئت بمسبّتـــــــي...... فسكوتي عن اللئيم هو الجواب
لســـت عديـــــم الــــرد لكـــــن ...... ما من أســــد يجـــــب علــــــى الكـــــــلاب
شيء طبيعي وطبيعي جداً أن يحقد ويتآمر النظام القطري وإعلامه الفاسد على سفير دولة الإمارات العربية المتحدة في واشنطن يوسف العتيبة، فهذا الشاب، الذي شهد له كل الذين اقتربوا منه بحدة ذكائه وفطنته، تمكن وفي فترة بسيطة من خدمة بلاده على أفضل وجه، ليس من زاوية بناء علاقات قوية مع الولايات المتحدة الأمريكية فحسب، بل فضح دور قطر في مساندة الإرهاب لدى دوائر صنع القرار الأمريكي، وهو أمر أزعج الدوحة كثيراً فراحت تطلق حوله الشائعات تلو الشائعات، وتصنع الأكاذيب، في محاولة ميؤوس منها للنيل من صورته الإيجابية والجذابة كدبلوماسي إماراتي خليجي عربي محنك وبارع، بكل ما تعنيه هذه الكلمة في عالم السياسة والدبلوماسية من معان.
إن ما سعت قطر وإعلامها للحصول عليه وتسريبه حول شخص السفير يوسف العتيبة ودوره قد ارتد عليها، فهو لم يفكر ولا يتصرف إلا بما يمليه عليه ضميره المحب والمخلص لوطنه، وما يعكس سياسات الإمارات العربية المتحدة المعلنة، والتي يترجمها قادتها بوضوح ليس فقط في تصريحاتهم، إنما أيضا في أفعالهم
يستند العتيبة على تأهيل علمي ومعرفي قوي، حيث درس العلاقات الدولية في جامعة جورج تاون في الولايات المتحدة، وبعد ذلك التحق بجامعة الدفاع الوطني في واشنطن مما مكنه من فهم الداخل الأمريكي على نحو راسخ، ولذا لم يكن مستغرباً أن يصفه أحد مسؤولي الاستخبارات في إدارة الرئيس الأسبق جورج بوش بأنه "واحد من أكثر الشخصيات ذكاء في الإمارات"، فيما قال عنه هارود بيرمان، عضو مجلس النواب الأمريكي وعضو الحزب الديموقراطي، الذي عمل عن قرب مع العتيبة في اتفاقية للسماح للإمارات بالحصول على مواد نووية من الولايات المتحدة لأغراض سلمية، "إنه دبلوماسي بارع". وهو ما يفسره مات سبينس، الذي كان مستشاراً لوزارة الدفاع لشئون الشرق الأوسط بقوله: "كان العتيبة بارعاً لسببين رئيسيين: لأنه عندما يتحدث فإنه يمثل حكومته بشكل كامل، بالإضافة إلى إمكانية الوصول إليه بسهولة".
ولم يعد العتيبة معروفاً لصناع القرار ومتخذيه في واشنطن فحسب، بل إن النخبة الأمريكية صارت تعرفه وتقدر إمكانياته، لا سيما بعد قراءة مقالاته التي ينشرها في صحف ومجلات أمريكية مرموقة وواسعة الانتشار مثل "وول ستريت جورنال" و"فورين بولسي"، والتي يعكس من خلالها موقف دولة الإمارات العربية المتحدة من مختلف القضايا الإقليمية والدولية، ويدافع بوعي وعقلانية عن سياساتها، علاوة على انخراطه في المجتمع الثقافي وفي العمل الخيري. ولهذا يوصف دوماً في أمريكا بأنه "أفضل من يستطيع تفسير مواقف الولايات المتحدة ليس فقط للإمارات ولكن للدول العربية الأخرى".
لقد لعب العتبة دوراً بارزاً في فضح مخططات جماعة الإخوان عقب وصولها إلى السلطة في مصر، وعرّى الدور النظام القطري المشبوه في تأييدها لدى صناع القرار الأمريكيين، الذين أنصتوا إليه، واقتنعوا بكلامه، وهو أمر بالقطع جعل القيادة القطرية، وتابعيها من جماعة الإخوان وحلفائها، تعتبر العتيبة خصماً لها، خاصة بعد نجاحه في إقناع الأمريكيين بضرورة استئناف توريد السلاح إلى مصر، والذي كان قد توقف عقب إطاحة الشعب المصري لحكم الإخواني محمد مرسي، الذي كانت الدوحة تعول عليه في تحقيق مآربها المدمرة في المنطقة العربية برمتها.
إن ما سعت قطر وإعلامها للحصول عليه وتسريبه حول شخص السفير يوسف العتيبة ودوره قد ارتد عليها، فهو لم يفكر ولا يتصرف إلا بما يمليه عليه ضميره المحب والمخلص لوطنه، وما يعكس سياسات الإمارات العربية المتحدة المعلنة، والتي يترجمها قادتها بوضوح ليس فقط في تصريحاتهم، إنما أيضا في أفعالهم، والتي يدافعون بها عن مصلحة الإمارات، والأمن القومي العربي، ويتصدون لقوى الشر والبغي التي يمثلها الإرهابيون والطامعون في العرب، والذين يسعون إلى الإضرار بهم.
لن تمنع دعايات قطر وإعلامها ونباحها يوسف العتيبة من أن يواصل دوره القوي في الدفاع عن مصلحة بلده، ومساعدة الأمريكيين على فهم الشرق الأوسط بما يصب في صالح العرب، وهذا ليس بغريب على شاب أدرك جيداً القيم والفضائل التي ربّى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس دولة الإمارات، عليها أبناءه وأحفاده. ونحن أبناء زايد الخير نقول لابن الإمارات البار يوسف العتيبة.. شكراً.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة