عبر التاريخ وبتمعن وتحليل لكل التفجيرات التي وقف وراءها حزب الله، نجد عدة عوامل تتكرر وبذات النهج منذ عقود.
لا يمكن فصل ما يحدث في بيروت منذ أربعة عقود عن دور مباشر أو غير مباشر لحزب الله، فكم من التفجيرات والأزمات التي كان خلف حدوثها حزب الله الذي يتبع لدولة أخرى زرعته عمدا في قلب لبنان، ودائما الضحية الشعب اللبناني والمدن اللبنانية جميعا، ولكن بيروت دوما ما مثلت القلب الذي طالما رغب حزب الله في قتله والقضاء عليه برصاص التناحر والاختلاف.
عبر التاريخ وبتمعن وتحليل لكل التفجيرات التي وقف وراءها حزب الله، نجد عدة عوامل تتكرر وبذات النهج منذ عقود، ومنها أن عناصر الحزب هم أول من يصل إلى موقع الانفجار، وذلك يتطابق مع المقولة التاريخية إن اللصوص يعودون إلى موقع الجريمة، ولكن ليس بالسرعة التي يفعلها حزب الله، وقد تسربت الأخبار منذ حدوث انفجار بيروت المروع عن محاصرة عناصر الحزب لموقع الانفجار.
ثانيا: حزب الله ورئيسه نصر الله، هو أول من يتباكى عبر خطاب يأتي بشكل دائم بعد كل تفجير يقف خلفه الحزب أو يتسبب في وقوعه، وقد سطر لنا التاريخ خطابات حسن نصر الله وكلها مرتبطة بأعمال خبيثة وسيئة للحزب سواء تفجير أو اغتيال، ثالثا: دائما ما يقوم حزب الله بنشر بياناته حول تلك التفجيرات متضمنة الجهات التي يجب اتهامها من قبل الحزب، ويتم إجبار الإعلام اللبناني الموالي للحزب بنشر تلك الاتهامات بغض النظر عن مصداقيتها.
رابعا: مع سيطرة حزب الله على الوضع الداخلي في لبنان فإن جميع القوى السياسية تلتزم الصمت إلى حين يتحدث حزب الله، لأنه يهدد بالقتل والاغتيال والتدمير لكل من يرغب في اعتراض توجهاته، ويصعب أن تجد أحدا من القوى السياسية في لبنان يتحدث عن الحقائق كما هي، وكل هذا نتيجة طبيعية لتوغل الحزب الشيطاني وإرهابه في مفاصل لبنان.
خامسا: مع كل أزمة يتسبب بها حزب الله في لبنان أو يكون سببا مباشرا في حدوثها، يسارع إلى الطلب من الحكومة أن تتدخل، بينما لا تملك الحكومة اللبنانية الكثير وذلك نتيجة توغل الحزب وسيطرته، لقد بلغت نظرية "الغاية تبرر الوسيلة" في تعامل حزب الله مع الواقع اللبناني ذروتها، فأصبح الحزب وأعوانه غير آبهين بهذه الدولة التي تعاني بكل ما تحمله الكلمة من معنى، لقد تسبب الحزب حتى في قتل رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري وبنفس الطريقة التي ينفذ بها الحزب التفجيرات.
ها هو لبنان ينهي عقده الرابع برفقة هذا الحزب الذي ظل يحاول وبشكل مستمر قتل بيروت المرة تلو المرة، لن ينجو لبنان في ظل هذا التوغل وهذه الأزمة التي يخلقها حزب الله في سبيل خدمات يقدمها لخطط استراتيجية ترسل إليه عبر البريد من دول أخرى، ففي قراءة مبسطة للتاريخ فإنه يمكن الجزم أن هذا الحادث المأساوي لن يكون الأخير، مع استمرار وجود نصر الله وحزبه ومن يدعمهم من دول أو منظمات، هذا الحزب الذي لابد من مواجهته دوليا لأنة أثبت فعليا أنه يخدم أعداء الدول العربية وشعوب منطقة الشرق الأوسط.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة