آلاف المتظاهرين في العراق يطالبون برحيل النظام وإنهاء الوجود الإيراني
رغم استخدام مليشيات إيران والقوات الأمنية العراقية الرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع إلا أن التظاهرات تواصلت على مدى أسبوعين.
بعد نحو أسبوعين من التظاهرات الشعبية المستمرة في جنوب العراق، انطلقت اليوم الجمعة تظاهرات واسعة في مدن بغداد والبصرة والناصرية وبابل والعمارة والديوانية مطالبة بتغيير نظام الحكم في العراق وتأسيس حكومة إنقاذ وطنية وإنهاء الوجود الإيراني في العراق.
ورغم استخدام المليشيات التابعة لإيران والقوات الأمنية العراقية للرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع واتخاذ إجراءات أمنية مشددة واعتقال المئات من الناشطين والمتظاهرين الذين لا زال مصير غالبيتهم مجهولا حتى الآن، واتهام المتظاهرين للحكومة العراقية بقطع الإنترنت في مدن جنوب العراق وفي العاصمة العراقية بغداد وحجب وسائل التواصل الاجتماعي في عموم العراق، إلا أن التظاهرات والاحتجاجات الشعبية تواصلت على مدى الأسبوعين الماضيين.
واجتمع المئات من المتظاهرين عصر الجمعة في ساحة التحرير وسط بغداد في ظل إجراءات أمنية مشددة اتخذتها القوات الأمنية العراقية تمثلت في انتشار أعداد كبيرة من قوات مكافحة الشغب والقوات الأمنية العراقية تفوق أعدادها أعداد المتظاهرين وأغلقت كافة الطرق المؤدية للساحة أمام السيارات وسمحت فقط للمشاة بالتوجه إليها، وطالب المتظاهرون بتغيير النظام السياسي في العراق والقضاء على الفساد وتوفير العيش الكريم للعراقيين.
وقال عباس الزبيدي أحد الناشطين المشاركين في تظاهرات بغداد لـ"العين الإخبارية" إن "الأوضاع في العراق تسوء يوميا بعد يوم، والسبب هذه الأحزاب التي تحكم البلد منذ نحو ١٥ عاما.. نحن نطالب برحيل هذا النظام وبناء عراق جديد تكون فيه الكلمة للعراقيين"، ودعا الجيش العراقي والقوات الأمنية إلى مساندة المتظاهرين للتخلص من المليشيات والأحزاب التابعة لإيران.
وبعد مضي وقت قصير من تجمع المتظاهرين في بغداد فرقتهم قوات مكافحة الشغب بالمياه واعتقلت أحد المتظاهرين.
بدوره أوضح عبدالرحمن العاني، الصحفي العراقي المشارك في التظاهرة، أن القوات الأمنية استخدمت الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع في تفريق تظاهرات بغداد، مضيفا لـ"العين الإخبارية" أنه رأى "قوات تتكون من مسلحين ملثمين يرتدون ملابس سوداء اللون فوق إحدى المباني المطلة على ساحة التحرير، وأنها هي التي بدأت بإطلاق الرصاص المطاطي على المتظاهرين".
وتزامنا مع تظاهرات بغداد انطلقت تظاهرات واسعة في محافظات البصرة والقادسية وميسان وذي قار وبابل، ومن أخرى في جنوب العراق بمشاركة الآلاف من المتظاهرين الذين رفعوا شعارات طالبوا فيها بالقضاء على الفساد، ورحيل النظام في العراق، وإنهاء النفوذ الإيراني والمليشيات التابعة لها.
وقال الناشط المدني البصري أحمد الموسوي لـ"العين الإخبارية" إن المتظاهرين تجمعوا أمام مبنى محافظة البصرة، الذي حصنته القوات الأمنية اليوم بالكتل "الكونكريتية"، وحاليا هناك تواجد مكثف من قبل القوات الأمنية في محيط المبنى، لافتا إلى أن رحيل الحكومة أصبح المطلب الرئيسي من بين مطالب المتظاهرين.
وفي مدينة الديوانية مركز محافظة القادسية انطلقت تظاهرة شارك فيها نحو ألف متظاهر، واجتمع المتظاهرون في البداية أمام مبنى المجمع الحكومي وسط المدينة، ورفعوا الشعارات نفسها التي رفعها متظاهرو البصرة، ومن ثم توجهوا إلى مقرات حزب الدعوة الحاكم ومليشيات بدر التابعة لإيران.
وقال الناشط المدني تحسين الزركاني، لـ"العين الإخبارية"، إن أحد المتظاهرين أصيب بجروح إثر إطلاق حراس مقر مليشيات بدر النار على المتظاهرين الذين تجمعوا أمام المقر"، قبل أن يصبح أول قتيل في مظاهرات اليوم بعدما قضى نحبه متأثرا بإصابته بعد وصوله إلى المستشفى في حالة حرجة.
وأوضح الزركاني أن المتظاهرين توجهوا إلى مقري حزب الدعوة ومليشيا بدر، بعد سماعهم بوجود تجمع لأنصار حزب الدعوة مناهض للتظاهرات أمام مقر الحزب.
وسلط الزركاني الضوء على أبرز مطالب المتظاهرين الذين "طالبوا بإطلاق سراح المعتقلين والكف عن ملاحقة الناشطين، ودعوا إلى تغيير النظام السياسي في العراق وحل البرلمان وتشكيل حكومة إنقاذ وطنية، تعمل خلال عامين على تغيير الدستور وتهيئة الأوضاع لإجراء انتخابات وجعل النظام رئاسيا في العراق".
واستطرد الزركاني أن غالبية العراقيين رفضوا المشاركة في الانتخابات البرلمانية التي شهدها العراق في ١٢ مايو/أيار الماضي، وأن سكان الديوانية لم يعترفوا بالنتائج حتى بعد إعادة الفرز اليدوي، مبينا أن أبناء محافظته ينظرون إلى الاجتماعات التي تجريها الكتل السياسية لتشكيل الحكومة المقبلة على أنها باطلة ولا يعتبرون لها أي اعتبار.
من جانبه قال سجاد رضوي، أحد الناشطين المنظمين لتظاهرات الديوانية لـ"العين الإخبارية"، إن هذه الحكومة فشلت على مدى الأعوام الماضية في تقديم أبسط الخدمات الضرورية للعراقيين، من كهرباء ومياه صالحة للشرب وتعليم وإسكان وخدمات صحية، مطالبا بمحاكمة الفاسدين في المحافظات ومجالسها وفي الحكومة، وفتح ملفات المشاريع المعطلة، إلى جانب إصلاحات سياسية.