الرئيس الأمريكي ترامب وأركان إدارته، وربما أغلب الأمريكيين، يوافقون على أن إيران (كدولة) هي أهم مصدر وباعث للإرهاب في العالم.
في تقديري، ومن خلال متابعتي الدقيقة، ورصدي لتحركات الإرهاب والإرهابيين، أستطيع أن أجزم متيقنًا أن هناك ثلاث دول معاصرة، ما زالت تعمل وتنصر، وتؤيد الإرهاب والإرهابيين وتوظفهم لتحقيق مصالحها. أول هذه الدول هي إيران الخميني، والثانية تركيا أردوغان، أما الدولة الثالثة، فهي دويلة حمدي قطر، ورغم أنها متناهية الصغر جغرافيًا وديمغرافيًا أيضًا، لكنها غنية ماليًا. بل يمكنني القول إن هذا الثالوث الشيطاني الخبيث سبب رئيس ومحوري في استمرار الإرهاب وبقائه، وإن كانت تركيا ودويلة قطر ليس لهما علاقة بإيقاظ الإرهاب في بداياته، إلا أن إيران كان لها دور محوري فيه وفي بقائه وكذلك في تكريسه، وأيضًا في استمراره حتى اليوم.
إن دعم الإرهاب واحتضان الإرهابيين مرتبط بأردوغان، ما يجعل غيابه يقلب طاولة الإرهابيين رأسًا على عقب، أما قطر فلا قيمة لها سياسيًا، فهي في حكم المحتلة بوجود القاعدة الأمريكية على أراضيها فإشارة من الولايات المتحدة تجعلها (تكنس) الإرهابيين من أرضها في ساعات.
الرئيس الأمريكي ترامب وأركان إدارته، وربما أغلب الأمريكيين، وبالذات المنتمون للحزب الجمهوري، يوافقون على أن إيران (كدولة) هي أهم مصدر وباعث للإرهاب في العالم، وبالتالي فإن تكبيلها وتكبيل أذرعها ونشاطاتها من أهم أسباب القضاء على هذا المرض العضال، الذي أقض مضاجع العالم. كما أن هذه الدول الثلاث، رغم تفاوتها في درجات التأثير على الإرهاب، واحتضان كوادره، هي من أسهموا -مباشرة أو غير مباشرة- على إشاعة ظاهرة (الإسلاموفوبيا) لدى الغرب والشرق، وخاصة العالم غير المسلم، أو تلك التي يشكل فيها المسلمون أقلية من سكانها.
والسؤال الذي يطرحه هذا السياق على بساط البحث هو لماذا تركيز الولايات المتحدة على إيران دون تلك الدولتين، رغم أن كل الدول الثلاث تساند الإرهاب، وتجعل من دولها ملاذًا آمنًا للإرهابيين، بل إن دويلة قطر بالذات تمنحهم جوازات سفر قطرية يستطيعون بها التنقل والحركة بين دول العالم، وأحيانًا بأسماء وهمية.
قد يكون السبب أن إيران تعمل من خلال أذرعتها الميلاشاوية على المكشوف، وتدعمها بالمرتزقة وتمولهم وتمول عملياتهم بالأموال على رؤوس الأشهاد، إضافة إلى أنها في تأسيسها وما ينص دستورها تعد مثل هذه النشاطات التي هي بكل المقاييس إرهابية، جزءًا من رسالتها، التي تحظى بأولوية ترقى على كل الأولويات، على اعتبار أن نصرة الشيعة وتسليحهم لأنهم من (المستضعفين في الأرض) هي واجب ديني، ستقاتل من أجله حتى الرمق الأخير، ومهما كانت التضحيات؛ في حين أن الدولتين الأخريين لا تفصحان عن أهدافها بهذه الصورة الواضحة الجلية، وتحاولان ممارسة دعم الإرهاب في الأغلب استخباراتيًا، ومن خلال الدعم المالي، وفي الغرف كالحة السواد. كما يذهب أحد الصحفيين الغربيين إلى أن تلك الدولتين من السهل كبح جماحهما؛ لأنهما ليستا مؤدلجتين كالنظام الإيراني، وإنما (انتهازيتين)، والانتهازي يمكن التعامل معه من خلال المصالح، وبالتالي فهم أسهل وبكثير من الأيديولوجي.
وأضاف: أن كبح جماح إيران، ومحاصرتها، وتضييق المساحة التي تستطيع فيها الحركة، سينعكس حتمًا على تلك الدولتين، ويجعلهما تتخليان عن توجهاتهما، التي هي في الأغلب توجهات تكتيكية، وليس استراتيجية.
ورغم معقولية ما أثاره هذا الصحفي المتابع إلا أنني أرى أن الدول الثلاث هذه تعملان مع بعضها بتنسيق، الأمر الذي يجعل حصار إيران سيجد له متنفسًا من خلالهما للهروب من مقتضيات الحصار؛ فتركيا -مثلاً- كانت الطريق لمقاتلي داعش وحركة النصرة للوصول إلى الداخل السوري والعراقي، كما أن حركة النصرة الإرهابية تمولها قطر بسخاء؛ ورغم ذلك أجد أن الغربيين عمومًا وأمريكا على وجه الخصوص، تغض البصر عن نشاط تلك الدولتين، رغم أنها لا تخفي، على الأقل إعلاميًا، مساندتها والتطبيل لطرحها الإرهابي. والأمر نفسه ينطبق على ما يحدث في ليبيا كما هو معروف، والشواهد على ما أقول كثيرة.
وعلى أية حال فإن دعم الإرهاب واحتضان الإرهابيين مرتبط بأردوغان، ما يجعل غيابه يقلب طاولة الإرهابيين رأسًا على عقب، أما قطر فلا قيمة لها سياسيًا، فهي في حكم المحتلة بوجود القاعدة الأمريكية على أراضيها فإشارة من الولايات المتحدة تجعلها (تكنس) الإرهابيين من أرضها في ساعات.
إلى اللقاء
نقلاً عن "الجزيرة السعودية"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة