بين "تيك توك" والمطبخ.. مصريات يقضين وقت "حجر كورونا"
مع قرار الحظر الذي أصدرته الحكومة المصرية، للوقاية من انتشار فيروس كورونا، بحثت فتيات عما يساعدهن لتجاوز الضغط النفسي الناتج من البقاء في المنزل
أكثر من أسبوعين ظل خلالهم المصريون داخل منازلهم، استجابة لمطالب الحكومة ومنظمة الصحة العالمية بالالتزام بالمنزل، للوقاية من الإصابة بعدوى فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19".
ومع قرار الحظر الذي أصدرته الحكومة المصرية بحثت فتيات عما يساعدهن لتجاوز الضغط النفسي والتوتر من البقاء بالمنزل، ولجأ بعضهن إلى المطبخ هروبا من نشرات الأخبار التي قد تصيب بالتوتر.
تقول رانيا ناصر إنها ابتكرت وصفات طعام للهروب من الفراغ، وتوضح أنها لم تكن من هواة الطهي من قبل. أما سهيلة نبيل فتقول إنها بعد شعورها بالضغط النفسي، لطول فترة البقاء بالمنزل وغلق مشروعها الصغير الذي تديره، لجأت إلى "الخبز"، وذكرت: "دائما كنت أهرب من أي وصفة بها عجن للخوف من فشل الوصفة".
وتابعت: "بعد شعوري بضرورة إيجاد حل لصرف الضغط والتوتر النفسي، دخلت إلى المطبخ وقمت بصنع عجين البيتزا، وهو ما أحدث فارقا بنسبة كبيرة لي، وسأكرر تلك المحاولات كثيرا".
وبعد قرارات توقف الدراسة بالمدارس والجامعات، قامت هاجر رمضان الطالبة بكلية الحقوق، بدخول المطبخ وصنع مأكولات لم تعدها من قبل.
تقول: "مع الشعور بالملل في المنزل، ونشر الأصدقاء صورا عديدة لوصفات رائعة قررت التحدي وقمت بعمل فراخ، وأرز معمر ومعظم أنواع الخضار، وبطاطس بالفراخ، وكباب حلة وحواوشي وكفتة". وتضيف: "وجدت الأمر مسليا ويستغرق وقتا طويلا، وفي الحين نفسه زادني ثقة".
وكشفت جهاد البلتاجي، بعد حصولها على إجازة من عملها بأحد مراكز التجميل، طريقة مختلفة للقضاء على حالة الفراغ والملل، بغسل الأطباق، فتقول: "اكتشفت بعد صنع أول كيك بمفردي، أن غسل الأطباق وسيلة أسرع للراحة النفسية". وتضيف: "قررت أن أغسل الأطباق بالمنزل بدلا من الذهاب إلى الطبيب النفسي".
وللمشاركة في تريند "بسكويت العشر دقائق"، قررت منال سيد الحاصلة على بكالوريوس التجارة، اللحاق بالآخرين، قائلة: "حصلت على الوصفة وقمت بتنفيذها، ولكنها لا تنتهي في 10 دقائق مثلما يزعمون، إنها جعلتني أشعر بالفخر بعد إنجازها".
ومن المطبخ إلى التطبيق الشهير "تيك توك"، الذي لجأ له عدد كبير من الشباب بمختلف أعمارهم، للتغلب على ملل الحظر، بعدما كانت غالبية المستخدمين له من أعمار 14 إلى 24 سنة.
قررت نورهان شرف، في العقد الثالث من عمرها، طرق باب "التيك توك" الذي تراه "عالما مختلفا"، قائلة: "تجربة جديدة، بها هزار وضحك"، وتابعت أنها تزاول عملها مصححة لغوية من المنزل، وتحاول في فترة الراحة أن تبتكر محتوى جديدا على "التيك توك"، لأن ذلك يشعرها بالسعادة.
وكذلك تشارك هبة نصر، بالعديد من الفيديوهات، بعد انتهائها من عملها بإحدى شركات التسويق العقاري، قائلة: "التطبيق يضم مواهب كثيرة، بعدما استعنت بشقيقتي الصغيرة للاشتراك، لم أستطع الخروج منه"، مضيفة: "إنه يفصلني عن الواقع وعن أخبار كورونا التي كادت تصيبني بالتوتر وكذلك هو خير شريك في الحظر".