أمين المجلس الإسلامي العربي: مؤتمر الأخوة الإنسانية استثنائي
الحسيني يقول إن مبادرة الإمارات لعقد هذا المؤتمر تأتي في عام التسامح ترجمة لرسالتها الإنسانية التي تتصدى بكل حزم لخطاب الكراهية
وجّه محمد علي الحسيني، الأمين العام للمجلس الإسلامي العربي، الشكر إلى دولة الإمارات العربية المتحدة لاستضافتها مؤتمر الأخوة الإنسانية "الاستثنائي" من حيث الموضوع والحضور، خصوصاً أنه يأتي في مرحلة مضطربة جداً من تاريخ البشرية.
وقال الحسيني -على هامش المؤتمر- إن مبادرة الإمارات لعقد هذا المؤتمر تأتي في عام التسامح ترجمة لرسالتها الإنسانية التي تتصدى بكل حزم لخطاب الكراهية والإقصاء والتطرف والتعصب، انطلاقاً من أصالة الإسلام الداعي للانفتاح على كل بني البشر.
ولفت إلى أن تجربة الإمارات في الداخل والخارج هي بذاتها تطبيق لكل معاني التسامح والقيم السامية للأخوة الإنسانية.
وقدم الحسيني ورقة عمل للمؤتمر تحت عنوان "الأخوة الإنسانية قدر البشرية الحتمي"، عالج فيها مفهوم الإنسانية من منطلق ديني إسلامي شارحاً كيف تعاطى القرآن الكريم مع الإنسان محور الحياة الدنيا، وكيف جعل التواصل بين البشر المتعددين عرقياً وإثنياً وقومياً كشرط أساسي من شروط تحقق إنسانية الإنسان، ما يعني أن الإدراك الإنساني ليس مجرد وعي عابر لأفراد أو جماعات، وإنما هو قيمة أساسية من أجل تطور الإنسان.
وأكد الحسيني في ورقته أن الأصل عند الإنسان هو التواصل والتحاب، فالبشر كلهم ينحدرون من أب واحد وأم واحدة، وقد عبر الإمام علي بن أبي طالب خير تعبير عن معنى الإنسانية بالقول: "الناس صنفان؛ إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق".
وأضاف: "من هنا رفض الإسلام رفضاً قاطعاً قطع أواصر الأخوة الإنسانية بسبب الدين والمذهب وما إليه، کما يفعل المتطرفون والغلاة والمتعصبون الذين لم يفهموا ولم يستوعبوا المقاصد الإنسانية واسعة النطاق في ديننا الحنيف، فالإسلام على العكس من ذلك، ألزم المسلمين جميعاً واجب ضمان حقوق غير المسلمين ورعايتها من خلال عدم التعرض لمعتقداتهم وعدم غشّهم واتباع أسلوب التسامح والعفو والتعاون معهم على البر والإحسان".
ونوه الحسيني إلى أن تاريخ البشرية يعلمنا درساً بالغ الأهمية وهو أن الحروب الدينية والعرقية والإثنية وخلافها، بالإضافة إلى الاختلافات العقائدية، وثقافة الکره والتباغض وإقصاء الآخر، لم تنتج إلا الخراب والموت للجميع، فلا أحد منتصرا فيها، لأن الخاسر الأكبر فيها هو الإنسان والإنسانية.
وأكد الحسيني في خلاصة ورقته أن الحفاظ على الإنسان وهو اللبنة الأساسية في بناء الصرح الإنساني، يتطلب حتماً سيادة ثقافة التسامح والعفو والتعايش مع الآخرين والقبول بهم، فالبشرية عامة في كل مسارها محكومة قهريّاً وبالضرورة القصوى للعودة إلى نبع الأخوة الإنسانية لأنها قدر البشرية الحتمي.
والتقى الحسيني على هامش المؤتمر عدداً كبيراً من المشاركين من علماء دين متنورين ومفكرين منفتحين ودعاة وأكاديميين، وأجرى حوارات غنية ومفيدة حول موضوعات المؤتمر وتركزت كلها على الأخوة الإنسانية، وضرورة صيانتها واحترامها.
ويقام المؤتمر العالمي للأخوة الإنسانية على مدار يومي 3 و4 فبراير/ شباط، وينظمه مجلس حكماء المسلمين.