بالصور.. ضابط مصري شهيد في غزة.. مقتنيات وذكرى البطولة حاضرة
المقتنيات العسكرية للضابط المصري الشهيد تحتل ركنا مهما في متحف العقاد الثقافي للتراث والآثار، في خانيونس، تحت ظلال علمَي مصر وفلسطين.
خوذة عسكرية، وبقايا حذاء عسكري، ومتعلقات شخصية، هي ما تبقى من مقتنيات ضابط مصري استشهد في معركة الدفاع عن خانيونس جنوب قطاع غزة، عام 1967، لتبقى شاهدة على أواصر التضحيات والعلاقة المشتركة.
غير بعيدٍ عن ساحة المعركة، قبل 51 عامًا، تحتل المقتنيات العسكرية للضابط المصري الشهيد محمد فتحي فرغلي، ركنا مهما في متحف العقاد الثقافي للتراث والآثار، بخانيونس، تحت ظلال علمَي مصر وفلسطين، مع شاهد رخامي يحمل اسم الشهيد وتاريخ استشهاده في 5/6/1967 خلال معركة التصدي والدفاع عن خانيونس.
حكاية الجندي
بحبٍ وتأثرٍ، يروي باحث الآثار والتاريخ الفلسطيني وليد العقاد، لـ"العين الإخبارية" حكاية الجندي المصري الذي كان شاهدًا على فصولها عندما كان عمره لا يتعدى 17 عامًا: "هذا بطل من قوات الصاعقة المصرية، قدم روحه دفاعا عن خانيونس في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي".
وقال: "في يونيو 1967، خلال الاحتلال الإسرائيلي لقطاع غزة وقعت حرب ضروس في يوم 5 يونيو تحديدا، في هذا المكان الذي أعيش فيه، حيث أسكن في منطقة الكتيبة مقر القيادة المصرية التي كانت تدير قطاع غزة، وأخذت القوات مواقعها".
وأشار إلى أنهم نتيجة القصف والاجتياح الإسرائيلي لقطاع غزة واشتداده، غادروا منازلهم، وتوجهوا إلى منطقة الوادي التي كان فيها موقع لقوة مصرية وفلسطينية مشتركة يرأسها ضابط مصري.
معركة بطولية
يتذكر العقاد أن والده طلب من الضابط المصري أن ينزل وجنوده إلى الملجأ للاحتماء من القذائف الإسرائيلية فرد عليه رافضا، مؤكدًا أن دورهم حماية الناس والتصدي للاحتلال.
وأضاف: "في تلك اللحظات ظهر جيب عسكري إسرائيلي معه قوة مدججة بالسلاح، وعلى الفور بدأت القوة المشتركة بإطلاق النار باتجاههم، فقتل ضابط إسرائيلي وجندي، وتقدم حينها الضابط المصري مع الجنود الفلسطينيين وأخذوا خرائط عسكرية كانت في الجيب وفي طريق عودتهم، إذ بقذيفة تسقط على هذه القوة العسكرية، وتصيب الضابط المصري إصابة مباشرة في بطنه".
يتذكر بتأثر تفاصيل تلك الواقعة: "زحف والدي وبعض الموجودين وسحبوا الضابط المصري، لكنه سرعان ما ارتقى شهيدًا فدفنوه تحت شجرة زيتون في المنطقة بملابسه العسكرية وخوذته.
مقتنيات الشهيد
وأشار إلى أنهم احتفظوا في حينه ببطاقة الشهيد الذي كان يحمل اسم محمد فتحي فرغلي من المحلة الكبرى بمصر، وساعته، ولاحقا سلموها للصليب الأحمر عندما بدأ بالسؤال عن الجنود المصريين المفقودين، لإيصالها لذويهم.
العقاد، الذي أقام في جزء من منزله متحفا للآثار، يعد أول متحف فردي في قطاع غزة يضم آلاف القطع الأثرية، اختار أن تكون مقتنيات الشهيد جزءًا مهما من أركانه، يظللها علما مصر وفلسطين.
ويؤكد أنه أقام هذا الشاهد ووضع هذه المقتنيات التي لا تزال تحمل دماء الشهيد، لتبقى شاهدة على تاريخ التضحية المصرية في معركة الدفاع عن فلسطين وغزة، وتعكس عمق العلاقات بين الجانبين.
بعد 42 عامًا من استشهاد الضابط المصري، جرى انتشال جثمانه، وفق الخبير العقاد، بعد أن افتتحت البلدية شارعا في مكان دفنه، فجرى إبلاغهم بقبر الشهيد، وجرى انتشال رفاته، ليدفنه بجوار والده في مقبرة خانيونس، اعتزازا بهذا البطل.