مآسي الكهرباء الشحيحة في لبنان.. رجل يلجأ للمسجد حتى لا يموت
في لبنان الذي يشهد واحدة من أسوأ أزمات الكهرباء في العالم، تزداد المآسي الشعبية وتتجلى كوراث قد تنهي حياة المواطنين.
وفجر الأربعاء لجأ أحد اللبنانيين من كبار السن إلى مسجد في بيروت، عند موعد الصلاة للاستفادة من توفر الكهرباء.
وحتى لا يفقد حياته بسبب نقص الكهرباء التي تقطع لمدة تصل إلى 20 ساعة يوميا، شغل الرجل آلة أكسجين يحتاجها جراء إصابته بمرض الربو.
- انقطاع الكهرباء.. انتفاضة في إيران واحتجاجات بالعراق وأزمة لبنانية
- أزمة الكهرباء في العراق.. من يقف خلفها؟
ويشهد لبنان الغارق في أزمة اقتصادية متمادية شحّاً في الوقود الضروري لتشغيل معامل إنتاج الكهرباء وفي المازوت المستخدم لتشغيل المولدات الخاصة، مع نضوب احتياطي الدولار لدى مصرف لبنان وتأخره في فتح اعتمادات للاستيراد.
ونشر إمام وخطيب جامع الإمام علي بن أبي طالب في بيروت الشيخ حسن مرعب صورة على حسابه على تويتر يظهر فيها رجل غزا الشيب ذقنه، وهو يجلس على عتبة داخل المسجد يقرأ في القرآن، بينما أنبوب التنفس مثبت على أنفه وموصول بآلة أكسجين أمامه.
وأرفق الصورة بتعليق "أحد المصلين مصاب بمرض الربو.. لجأ الى المسجد فجراً لتشغيل آلة الأكسجين ليستفيد من فترة تشغيل مولد المسجد (مما اضطرنا لعدم إطفائه بعد انتهاء الصلاة من أجله)، وذلك لعدم توفر الكهرباء ولا اشتراك المولدات في منزله".
وأضاف "ألا لعنة الله على من أوصلنا الى هذا الحال".
أزمة كهرباء متفاقمة
ويواجه لبنان منذ ثلاثة عقود على الأقل مشكلة متفاقمة في قطاع الكهرباء ذي المعامل المتداعية، ما يجبر غالبية المواطنين على دفع فاتورتين، واحدة للدولة وأخرى مرتفعة لأصحاب المولدات الخاصة، التي تعوض نقص إمدادات الدولة.
وتراجعت تدريجاً خلال الأشهر الماضية قدرة مؤسسة كهرباء لبنان على توفير التغذية، ما أدى الى رفع ساعات التقنين لتتجاوز 22 ساعة يومياً في بعض المناطق.
ولم تعد المولدات الخاصة، على وقع شحّ الوقود، قادرة على تأمين المازوت اللازم لتغطية ساعات انقطاع الكهرباء، ما اضطرها بدورها الى اتباع تقنين.
وتغرق المناطق كافة في ظلام دامس. وتنتشر بشكل شبه دوري مقاطع فيديو وصور لأشخاص يناشدون المعنيين التدخّل لتوفير الكهرباء من أجل تشغيل ماكينات الأكسجين لأطفالهم أو أفراد عائلاتهم، خصوصاً في مناطق لا تتوفر فيها المولدات الخاصة.
وكانت استغاثة رجل نهاية الشهر الماضي في مدينة طرابلس (شمال) لإنقاذ طفلته المصابة بالربو قد أشعل تحركات احتجاجية في الشارع.
وعلى وقع تدهور سعر صرف الليرة التي خسرت أكثر من 90% من قيمتها أمام الدولار، ورفع السلطات لأسعار الوقود الأسبوع الماضي، لم يعد كثر قادرين على تحمّل تكلفة فاتورة المولّد الكهربائي، ما ينذر بتفاقم الوضع.
ويُعد قطاع الكهرباء الأسوأ بين مرافق البنى التحتية المهترئة أساساً. ويُشكل إصلاحه أحد مطالب المجتمع الدولي الرئيسية لدعم لبنان. وقد كبّد خزينة الدولة أكثر من 40 مليار دولار منذ انتهاء الحرب الأهلية.
aXA6IDE4LjExOC4xNDQuMTk5IA== جزيرة ام اند امز