سلامة يبحث مع وفد النواب الليبي حل مليشيات طرابلس
خبراء لـ"العين الإخبارية": يجب تجفيف دعم قطر أولا
الأمم المتحدة تسعى لإيجاد حل لأزمة العاصمة الليبية طرابلس، فيما يؤكد الخبراء ضرورة تجفيف التمويل القطري لهذه المليشيات أولا.
التقى المبعوث الخاص إلى ليبيا الدكتور غسان سلامة، الثلاثاء، في مقر البعثة بطرابلس، عددا من أعضاء مجلس النواب الليبي، وبحث معهم تبعات أعمال العنف التي تشنها المليشيات المسلحة على سكان العاصمة طرابلس.
ويأتي اللقاء في إطار الجهود الأممية والدولية لحل الأزمة الأمنية التي تعيشها العاصمة الليبية، بسبب انتشار المليشيات المسلحة المدعومة من قطر وتركيا.
وأكد سلامة ووفد البرلمان الليبي، عقب الاجتماع، ضرورة تعزيز وقف إطلاق النار، وأهمية حل المليشيات المسلحة واستبدالهابقوات نظامية من كل أنحاء ليبيا.
تجفيف التمويل القطري
وفي هذا السياق، أكد عدد من الخبراء والباحثين السياسيين في الشأن الليبي أن حل المليشيات وطردها خارج العاصمة يبدأ بتجفيف منابع تمويلها من جانب قطر وتركيا.
وقال محمد الأسمر البوزيدي، الباحث في الشأن الليبي، لـ"العين الإخبارية"، إن التطرف والتشدد والإرهاب غريب عن المجتمع الليبي ووافد له من الخارج برعاية وتمويل "أياد عربية عميلة"، في إشارة إلى الدوحة.
وأضاف أن " تلك الأيادي العميلة تحالفت ضد مصالح الشعب الليبي في 2011، وأرست ركائز توغل هذه الجماعات الإرهابية في الأراضي الليبية ووفرت لها الدعم المادي واللوجيستي على مدى السنوات السبع الماضية".
وشدد الباحث السياسي الليبي أن قطر وتركيا تصدرت مشهد دعم هذه الجماعات بالأسلحة والعتاد والإمكانيات بكافة الوسائل والطرق وعلى مرأى ومسمع من المجتمع الدولي.
وأكد أن ذلك "يشكل خطرا كبيرا على المنطقة بأكملها ودول الجوار بشكل خاص، وزاد من تعقيد المشهد الليبي"، مشددا على ضرورة وقف تمويل الدوحة وأنقرة لتلك الجماعات.
ودعت فرنسا المجتمع الدولي، السبت، إلى ممارسة ضغوط قصوى وفرض عقوبات على الذين ينشرون الفوضى في ليبيا ويمنعون التقدم باتجاه انتخابات.
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، في تصريحات لوسائل إعلام من مقر الأمم المتحدة، إن العقوبات التي فرضها مجلس الأمن الدولي في الآونة الأخيرة ضد عدد من المهربين يجب أن تليها عقوبات أخرى، بشكل خاص ضد مليشيات طرابلس.
إزالة الغطاء الحكومي
وحول الحلول للجم المليشيات، قال البوزيدي إن الحل يكمن بالدرجة الأولى برفع الغطاء والدعم عن هذه الجماعات.
وأضاف: "حتى هذه اللحظة لا يزال الدعم القطري والتركي متواصلا لهذه الجماعات الإرهابية، وكذلك لا تزال حكومة الوفاق في ليبيا التي أفرزها لقاء الصخيرات، برعاية دولية مباشرة، تقدم الغطاء والدعم لهذه الجماعات الإرهابية المؤدلجة".
وتابع البوزيدي: "مؤخرا رحبت وزراتا الداخلية والدفاع بحكومة الوفاق بقيادة فايز السراج بانضمام مجموعات من "الجماعة الليبية المقاتلة" و"مجلس شورى بنغازي" وبقايا "دواعش درنة" ومجموعة مسلحة تابعة للداعشي أبوعبيدة الزواوي بانضمامهم في صفوف مليشيات طرابلس لمواجهة القوات العسكرية النظامية".
وأكد الباحث السياسي الليبي أن الحكومة الليبية المعترف بها دوليا تدعم الاٍرهاب، قائلا: "وكما نعلم جميعا أن حكومة طرابلس الحالية تسيطر عليها الجماعة الليبية المقاتلة التابعة لتنظيم القاعدة، وتنظيم الإخوان، وجميع مفاصلها ومناصبها الحساسة بيد هؤلاء".
إرهاب قطر
ومن جانبه قال المحلل السياسي الليبي عثمان بركة، لـ"العين الإخبارية"، إن جماعة "الإخوان" الإرهابية و"الجماعة الليبية المقاتلة" دعاة حرب ودمار، ودويلة قطر هي "الأفعى السامة" التي تدعمهم بالمال والسلاح، ومن ثم يجب قطع رأسها لأنها تمثل خطرا على ليبيا ودول الخليج وعلى الوطن العربي بالكامل.
وحول كيفية استئصال الإرهاب من ليبيا، وطرد جميع المليشيات المسلحة، قال بركة إن تطهير البلاد منهم يجب أن يتم في أسرع وقت، لأنهم كـ"الوباء ويجب إزالتهم".
وأضاف الباحث السياسي الليبي أن استقرار ليبيا مسؤولية كل الدول التي تقودها قيادات وطنية على غرار الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، مشددا على أن قطع رأس "الأفعى" في ليبيا جزء من أمن مصر والخليج والأمة العربية ككل.
على صعيد متصل، قال الدكتور محمد عامر العباني، النائب السابق بالبرلمان الليبي عن مدينة ترهونة، إن خروج المليشيات المسلحة خارج طرابلس وإنهاء تواجدها تماما من كافة المدن الليبية "لن يتم مطلقا إلا بتدخل مباشر من الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر".
وكانت اشتباكات عنيفة اندلعت قبل يومين في طرابلس بين مليشيات "الأمن المركزي أبوسليم" و"لواء الصمود" و"ثوار طرابلس" و"غنيوة" وعناصر من "الجماعة الليبية المقاتلة" الإرهابية، في طريق المطار ومحيط معسكر اليرموك، وعدة محاور أخرى منها صلاح الدين وعين زارة وخلة الفرجان.
aXA6IDMuMTQ0LjEwMC4yNTIg جزيرة ام اند امز