بعين تنظر للمستقبل وللفرص الواعدة التي يحملها اقتصاديا واجتماعيا يدرك ولي العهد السعودي أن البداية يجب أن تنطلق من مجابهة التحديات.
خلال الزيارة التاريخية للأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع إلى واشنطن، يحمل الأمير الشاب تصورا لإنهاء الصراعات في شرق أوسط يموج بالمصالح المتناقضة.
ويأمل ولي العهد السعودي، خلال زيارته المرتقبة الثلاثاء للولايات المتحدة على الأرجح أن يجد يدا ممدودة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمشاركته الحلم في عالم أكثر أمنا،
ويرى مراقبون أن الأمير محمد بن سلمان يعتقد أن الولايات المتحدة بقيادة ترامب وبما تملك من إمكانيات هائلة هي الشريك الذي يعول عليه لتحقيق استقرار طال انتظاره في منطقة شهدت ويلات الحرب الأهلية وانتشار التنظيمات الإرهابية وتنامي أطماع الدكتاتوريات ذات النزعة التوسعية، التي تستثمر جميعها في القضية الفلسطينية.
وبعين تنظر للمستقبل وللفرص الواعدة التي يحملها على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي، يدرك ولي العهد السعودي، بحسب المراقبين، أن البداية الجادة تنطلق من مجابهة التحديات.
وتأتي الزيارة الجديدة للأمير محمد بن سلمان إلى واشنطن في ظل متغيرات جوهرية أولها أنه بات وليا للعهد ويحظى بثقة ودعم العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ويقف خلفه جيل شاب يمثل 60% من المجتمع السعودي، وثانيا في ظل تغييرات في الإدارة الأمريكية حققت تفاهما مفقودا بين المكتب البيضاوي ووزارة الخارجية الأمريكية.
وسيطرح ولي العهد السعودي ملف القرار الأمريكي بنقل السفارة الأمريكية في إسرائيل إلى القدس في خطوة تكرس اعتراف واشنطن بالمدينة المقدسة كعاصمة للدولة العبرية، وهو ما يمثل أبرز العوائق أمام تحقيق سلام عادل وشامل في الشرق الأوسط يمنع المتربصين من الاستثمار في القضية والصيد في الماء العكر.
كما يؤسس الأمير الشاب لرؤية شاملة لمواجهة الخطر الإيراني وهو خطر أثبتت الإدارة الأمريكية الجديدة أنها تدركه وترغب في مجابهته، وهو ما بات ممكنا أكثر من أي وقت مضى بعد أن غادر وزير الخارجية المقال ريكس تليرسون منصبه وتولى خلفا له مايك بومبيو، رئيس وكالة الاستخبارات الأمريكية المعروف بمواقفه الحازمة من نظام الملالي.
وعبر مقاربة متكاملة من ملفي فلسطين وإيران، يرى المراقبون أن الملفات الأخرى في الشرق الأوسط يمكن أن تجد طريقها إلى الحل، إذ إن قطع أذرع طهران من شأنه التمهيد لمعالجة سياسية للأزمتين السورية واليمنية نظرا للدور السلبي الذي مارسه الملالي لإذكاء الصراع في البلدين.
وعلى أرضية المعالجة السياسية لملفات الشرق الأوسط تدخل المنطقة إلى فضاء المستقبل بما يحمله من فرص اقتصادية هائلة تبدأ من إعادة الإعمار وتنشيط حركة الاقتصاد العالمي.
aXA6IDE4LjIyMS4yMzguMjA0IA== جزيرة ام اند امز