خطة ترامب لاجتثاث «الدولة العميقة».. من هنا كانت البداية
خلال حملته الانتخابية، تعهّد دونالد ترامب باستئصال ما سمّاه بـ«الدولة العميقة» في أمريكا.
ويشير الرئيس الأمريكي وفريقه إلى «الدولة العميقة» باعتبارها مقاومة مؤسسية في واشنطن العاصمة تهدف إلى عرقلة أجندته.
- ترامب وإيران.. 4 سيناريوهات محتملة أبرزها «الصدمة والرعب»
- رغم الاعتراض الدولي.. ترامب يتمسك بمقترحه لتهجير الفلسطينيين
ولذلك، فقد تعهّد بالقضاء عليها، إلا أن سرعة جهود خفض التكاليف، التي تغذيها الرغبة في الانتقام، كانت مفاجئة.
ويبدو أن تدمير إدارة ترامب لـ«الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية» ليس إلا البداية، وفقًا لما ذكره موقع «أكسيوس» الأمريكي.
ونقل الموقع عن كبار المسؤولين قولهم إن إيلون ماسك وإدارة ترامب ومستشاريه يبحثون في الوكالات الحكومية لتطهيرها من أولئك الذين يُعتبرون مناهضين للرئيس أو لأمريكا، أو الذين يمكن تصنيفهم بأنهم «مستيقظون» أكثر من اللازم، أي يدعمون مبادرات التنوع والشمول.
عمليات «تطهير» واسعة
والثلاثاء الماضي، أصبحت «وكالة المخابرات المركزية» أول وكالة أمنية رئيسية تقدّم «عمليات شراء» لقوة العمل بأكملها، وهو ما يتماشى مع جهود مديرها الجديد، جون راتكليف، لإيجاد قوة عمل أصغر سنًا وأقل توجّهًا نحو المؤسسات.
وبعد تأكيد مجلس الشيوخ لها، تعمل المدعية العامة، بام بوندي، على إنشاء «مجموعة عمل للتسليح» لتحليل تصرفات المدّعين الفيدراليين وعملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي في القضايا الجنائية التي رفعتها وزارة العدل ضد ترامب. كما ستدرس القضايا المدنية والجنائية المرفوعة ضده في نيويورك.
وبعد تأكيدها المتوقع كمديرة للمخابرات الوطنية، ستُكلف تولسي جابارد، بموجب أمر تنفيذي أصدره ترامب، بفحص «تسليح» الوكالات الخاضعة لسلطتها.
وفي نهاية الأسبوع الماضي، اشتبكت وزارة كفاءة الحكومة، التي يقودها ماسك، مع مسؤولي «الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية»، الذين حاولوا حرمان فريق قطب التكنولوجيا من الوصول إلى رواتب الحكومة والأنظمة الآمنة.
وفي رسالة إلى «أكسيوس»، أعرب بعض العاملين في وزارة الخارجية عن شكوكهم بشأن قيام مسؤولي الإدارة «بملاحقة حسابات الأشخاص على موقع لينكد إن للتحقق من خلفياتهم بحثًا عن مشكلات محتملة تتعلق بالولاء».
وفي حين يركّز ترامب على وزارة العدل بسبب القضايا المرفوعة ضده، فإن وزارة الخارجية ومجلس الأمن القومي هما ساحتا معركة أيديولوجيتان رئيسيتان، حيث يقول المسؤولون إنهم يتوقعون مواجهة «مقاومة» من الليبراليين.
وحتى قبل تنصيبه في 20 يناير/كانون الثاني الماضي، كان فريق ترامب يسعى إلى الحصول على استقالات جماعية من موظفي وزارة الخارجية ومجلس الأمن القومي.
«أجندة الرئيس»
بعد الإعلان عن خططه لتطهير «الدولة العميقة»، قال مستشار الأمن القومي، مايكل والتز، في تصريحات لموقع «بريتبارت»: «الأشخاص الذين نجلبهم متوافقون بنسبة 100% مع أجندة الرئيس».
وفي تصريحات لموقع «أكسيوس»، قال النائب الجمهوري عن ولاية فلوريدا، براين ماست، الذي يرأس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، إن «وزارة الخارجية يديرها إلى حد كبير ليبراليون».
ورغم أن وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، مؤيد قديم للمساعدات الخارجية، فإنه يعتقد أن وزارته تضم عددًا كبيرًا جدًا من المسؤولين الذين يدعمون التعامل مع «الديكتاتوريات في كوبا وإيران».
وعندما كان عضوًا في مجلس الشيوخ، انتقد روبيو وزارة الخارجية و«الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية»، وشارك في إصدار تقرير عام 2023 بعنوان «التنوع في الدبلوماسية: كيف يُضعف الوعي الاجتماعي وزارة الخارجية الأمريكية». كما شارك في رعاية مشروع قانون مناهض للتنوع والشمول في الوزارة.
وتُعد «الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية» الوكالة الرائدة عالميًا في مجال المساعدات الخارجية، حيث تدير ما يصل إلى 40 مليار دولار من المخصصات، كما أنها حجر الزاوية في «القوة الناعمة» للولايات المتحدة في تعزيز العلاقات مع الدول النامية.
لكن الوكالة كانت دائمًا هدفًا للجمهوريين، الذين يرون أنها نظام رعاية منحاز لليبراليين، وأنها تساعد الديمقراطيين على الانتقال بين الإدارات والمنظمات غير الحكومية.
وفي محاولة للتأكيد على استياء الإدارة من الوكالة، استعرضت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفات، يوم الإثنين الماضي، قائمة بنفقات الوكالة، والتي تضمنت «32 ألف دولار لكتاب هزلي عن المتحوّلين جنسيًا في بيرو».
وفي تصريحات لموقع «أكسيوس»، قال أحد حلفاء روبيو: «إذا أخضعت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، فستنتهي سلسلة الأموال التي يجنيها الديمقراطيون».
وردًا على ذلك، قال مسؤول سابق في وزارة الخارجية خلال الإدارة الديمقراطية: «هذا الادعاء سخيف إلى حد ما.. خلال الإدارات الجمهورية، كانوا يغرقون المكان بمعيّنيهم وأولوياتهم».
وخلال عطلة نهاية الأسبوع، قال ماسك إن ترامب وافق على إغلاق «الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية»، لكن الرئيس الأمريكي أشار إلى أن هذا كان سابقًا لأوانه.
وفي الوقت نفسه، عيّن روبيو قائمًا بأعمال مدير الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية.
ويوم الإثنين، قال روبيو لقناة «فوكس نيوز»: «نحن نمر بنفس العملية في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية كما نمر بها في وزارة الخارجية».
وأضاف: «إنهم يعتقدون فقط أنهم كيان عالمي، وأن سيّدهم هو العالم وليس الولايات المتحدة.. هذا ليس مستدامًا».
ونقل موقع «أكسيوس» عن مسؤول مطّلع على جهود روبيو قوله إن وزير الخارجية ليس لديه خطة مسبقة لاستئصال الجهات الفاعلة في «الدولة العميقة».
ويُراجع روبيو، بالتعاون مع فريق ماسك، الإنفاق في الوزارة، بينما توقف الوزارة الإنفاق الأجنبي بموجب أمر تنفيذي لترامب.
aXA6IDMuMTQ0LjI2Ljk5IA==
جزيرة ام اند امز