"اقتحام مقابل آخر".. هدية ترامب الثمينة في بريد الرئاسة
عزز اقتحام مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي، لمنزل دونالد ترامب الفخم بفلوريدا، من دعم الحزب الجمهوري للرئيس السابق دونالد ترامب، ومنحه حًجة للهجوم على الديمقراطيين.
وأجج الاقتحام المثير السجال السياسي الكبير، وعمّق الانقسام الذي تشهده الولايات المتحدة، بشأن عدد من الملفات الهامة، لكن تفتيش المنزل، الذي اعتبره ترامب دليلا على "تسييس العدالة" ربما كان أيضا "هدية ثمينة" للمرشح الجمهوري المحتمل لرئاسيات 2024.
وفي حين اعتبر محللون أن عملية الدهم المباغتة التي حدثت أمس الأول الإثنين، تفاقم الضغوط القضائية التي يتعرض لها الرئيس السابق، قلب ترامب الحجة رأسا على عقب، وقال إن عملية التفتيش التي قام بها عناصر الـ"إف بي آي" لمقر إقامته في مارالاجو، واستمرت طيلة اليوم، لم تحدث من قبل لرئيس للولايات المتحدة.
قبل وبعد
لم يكن ترامب شخصا محل اتفاق بين الجمهوريين لا سيما بعد تصاعد التحقيق في تورطه في اقتحام الكونجرس. ففي وقت سابق، قال حاكم ولاية نيو جيرسي السابق كريس كريستي لوكالة "أسوشيتد برس" إن الناخبين "قلقون" بشأن ما إذا كان ترامب يمكن أن يحقق فوزًا في الانتخابات الرئاسية القادمة.
وأضاف كريستي: "الناس قلقون من أننا قد نخسر.. ونريد التأكد من أننا لا نرشح شخصا قد يكون معيبا بشكل خطير".
كما أشار حاكم ولاية ماريلاند لاري هوجان، الذي قالت تقارير إنه يعتزم الترشح للرئاسة في عام 2024، إلى أن ترامب قد يخسر الانتخابات؛ إذ إن شعبيته بين الناخبين الجمهوريين في الانتخابات التمهيدية "قد تضاءلت إلى حد ما".
فترامب كان أقل الرؤساء شعبية في التاريخ الأمريكي حتى جاء جو بايدن.
واتفق مع هذا الرأي مارك شورت، الذي شغل منصب رئيس موظفي نائب الرئيس السابق مايك بنس، وهو أيضا مرشح محتمل لعام 2024، حيث قال لوكالة "أسوشييتد برس": "اعتقد النشطاء الجمهوريون أن دونالد ترامب هو المرشح الوحيد الذي يمكنه التغلب على هيلاري كلينتون (فانتخبوه) لكن الآن، الواقع تغير.. فترامب هو الوحيد الذي خسر أمام جو بايدن".
وفى وقت سابق أيضا، نقل تقرير لـ"سي إن إن" عن مصادر بالكونجرس أن الجمهوريين كانوا يأملون أن يرجئ ترامب الذى يواجه عدة تحقيقات قضائية بالفعل، إعلانه عن عزمه خوض الانتخابات الرئاسية القادمة، إلى ما بعد انتخابات التجديد النصفي في نوفمبر/ تشرين الثانى، خوفا من أن يؤثر ذلك على سير الاقتراع، ونسب تأييد الحزب الجمهوري.لكن يبدو أن كل شيء تغير الآن؛ فقد سارع كبار الجمهوريين لإظهار الدعم للرئيس السابق؛ بدءا بمايك بنس، النائب السابق لترامب، الذي عبر عن "قلق عميق" إزاء تفتيش منزل الملياردير الجمهوري.
فرص ترامب السياسية
من جانب آخر، قالت مديرة الاتصالات السابقة في فريق ترامب، أليسا فاراه جريفن، لشبكة "سي.إن.إن"، إن عملية الدهم يمكن أن تثير حماسة مؤيديه، الذين تجمع عدد منهم أمام مارالاجو أمس الثلاثاء.
مضيفة القول: "إذا اعتبرت (عملية الدهم) بمثابة تجاوز كبير وليس كمسألة خطيرة جدا، فهذا يوم جيد جدا لدونالد ترامب".
ونقلت "فوكس نيوز" عن آندي سورابيان، الخبير الاستراتيجي في الحزب الجمهوري والمسؤول السابق في البيت الأبيض في عهد ترامب، أن واقعة الاقتحام قد تنتهي بالفائدة على محاولة عودة الرئيس السابق المحتملة في عام 2024.
وقال سورابيان: "لم أر قاعدة الحزب الجمهوري بهذه السخونة من قبل، ومن الواضح أنها تجعل الجمهوريين يتجمعون للدفاع عنه".
ويعتبر الخبراء أن تصرف وزارة العدل ضد ترامب قد عزز الدعم الجمهوري وراء الرئيس السابق، وانتهى لصالحه بشكل كبير.
ونقل تقرير "فوكس نيوز" عن محللين أن اقتحام عناصر "إف بي آي" لمنزل ترامب، بات ينظر له على نطاق واسع على أنه محاولة من جانب الديمقراطيين والرئيس جو بايدن، لعرقلة ترشح ترامب للانتخابات الرئاسية القادمة.
وأصدر زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل بيانا أمس الثلاثاء قال فيه إن وزارة العدل "كان ينبغي بالفعل أن تقدم إجابات للشعب الأمريكي ويجب أن تفعل ذلك على الفور".
موقف ديمقراطي حرج
في مقابل هذه الهجمة، حرص الديمقراطيون الذي يواجهون انتقادات داخلية كبيرة، بسبب قضايا التضخم والأسعار وإلغاء حق الإجهاض، -وهي قضايا قد تكلفهم الأغلبية في مجلس النواب في نوفمبر/تشرين الثاني القادم- على التزام الحذر.
فقالت رئيسة مجلس النواب الديمقراطية نانسي بيلوسي لشبكة "إن بي سي": "لا أحد فوق القانون.. ولا حتى رئيس سابق للولايات المتحدة"، داعية في الوقت نفسه إلى أن تقدم "إف بي آي" تبريرا لما حدث.
فيما زعم بايدن، أنه لم يكن على علم بإجراء التفتيش في منزل الرئيس السابق دونالد ترامب، وأكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير خلال مؤتمر صحفي لها، أن "الرئيس لم يتم إطلاعه، ولم يكن على علم بذلك، ولم يتلق أحد في البيت الأبيض أي إخطار مسبق".