هجوم ترامب على سوريا ليس حربا عالمية ثالثة
عندما لوّح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بضربة على سوريا ردًا على هجوم دوما الكيماوي، كانت هناك توقعات بأنها ستتحول إلى حرب عالمية ثالثة.
عندما لوّح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشن ضربة على سوريا ردًا على هجوم دوما الكيماوي، كانت هناك توقعات بأنها ستتحول إلى حرب عالمية ثالثة، إلا أن مجريات الأمور أتت بعيدة عن هذه الفرضية.
فالعملية التي قادتها الولايات المتحدة كانت "محدودة ومحددة" ولمرة واحدة فقط، ولم تتعد الهجوم القصير والحاد على أهداف مرتبطة بالأسلحة الكيماوية، بحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية.
- سيناريوهات التحرك الروسي بعد الضربة الثلاثية لسوريا
- الصحافة العالمية عن قصف سوريا: ضربة انتقامية من الأسد
ومع ذلك، كان الهجوم أكثر ضراوة من الذي شنته الولايات المتحدة العام الماضي على قاعدة جوية سورية، وأطلقت فيه 59 صاروخ "توماهوك كروز".
وعلى الرغم من أن العملية التي انضمت لها بريطانيا وفرنسا، الجمعة، استخدم فيها ضعف عدد الأسلحة، من طائرات وصواريخ، فإنها لا تمثل تصعيداً كبيرا، خاصة أن الأهداف اقتصرت على قواعد جوية ومنشآت بحثية وأماكن تخزين يقال إنه جرى استخدامها في الإعداد للهجمات الكيماوية.
وكان الهدف العام، بخلاف إرسال رسالة إلى الأسد بوقف الهجمات الكيماوية، البقاء بعيدا قدر الإمكان عن المواقع الروسية والإيرانية؛ تجنبا لزيادة اتساع نطاق الصراع.
تحدثت روسيا مرارا عن رد انتقامي حال شنت الولايات المتحدة ضربتها، لكن في الواقع، لم تعد موسكو تتمتع بنفس القوة العسكرية التي كانت تتمتع بها كاتحاد سوفيتي، هذا فضلًا عن حرصها على تجنب الصراع مثل الولايات المتحدة.
وإن كانت روسيا تسعى للانتقام، فذلك سيكون عبر حرب هجينة، وهو عمل يمكن إنكاره مثل الهجوم السيبراني بدلًا من الصراع المفتوح.
ويبدو أن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا خرجت سالمة، حيث كانت هناك خطورة من منظومة الدفاع الجوي المتطورة نسبيا التي قدمتها روسيا إلى سوريا.
وكان هناك خطر آخر محتمل تمثل في أن ضرب أي مرفق أسلحة كيماوية قد يسفر عن نشر السم، لكن خبراء أسلحة كيماوية أكدوا أن المخاطر ضئيلة.
وأوضح خبير الأسلحة الكيماوية هاميش دي بريتون جوردون، أن أفضل طريقة لتدمير الأسلحة الكيماوية هي تفجيرها.
وتمثلت الخطورة الأخرى في ضرب قوات روسية أو إيرانية، أو حدوث سوء في التقديرات يؤدي إلى وقوع خسائر كبيرة بين المدنيين، ومن أجل تجنب وقوع ذلك، اختار المخططون الأمريكيون والبريطانيون والفرنسيون أهدافًا رأوا أنها على بُعد كافٍ لن يتسبب في أي مشكلة.