السل.. تعرف على أحد أخطر الأوبئة القاتلة بالعالم
فعاليات المؤتمر الوزاري العالمي للسل تنطلق الخميس بالعاصمة الروسية موسكو على مدار يومين بمشاركة 74 دولة.
السل مرض تسببه بكتريا تصيب الرئتين في أغلب الحالات.. والسل مرض يُمكن علاجه والوقاية منه.
وينتقل السل من شخص إلى آخر عن طريق الهواء.. فعندما يسعل مرضى السل الرئوي أو يعطسون يدفعون بجراثيم السل إلى الهواء.. ويكفي أن يستنشق الشخص بضعاً من هذه الجراثيم كي يصاب بالعدوى.
تنطلق الخميس فعاليات المؤتمر الوزاري العالمي للسل، الذي تستضيفه العاصمة الروسية موسكو على مدار يومين، من أجل اتخاذ تدابير فعالة للقضاء على وباء السل عالمياً.
وثُلث سكان العالم تقريباً مصابون بالسل الكامن، أي أنهم حاملون لعدوى بكتريا السل ولكنهم ليسوا (بعد) مرضى بالسل ولا يُمكنهم نقل المرض.
ويتعرض الأشخاص الحاملون لبكتريا السل للإصابة بمرض السل على مدى حياتهم بنسبة 10%، بيد أن هذه النسبة تكون أكبر من ذلك بكثير في الأشخاص ذوي المناعة المنقوصة، مثل المتعايشين مع فيروس المناعة البشري أو الذين يعانون من سوء التغذية أو داء السكري أو يتعاطون التبغ.
وعندما يصاب شخص ما بالسل النشيط (المرض) قد تظل الأعراض (مثل السعال والحمى وإفراز العرق ليلاً وفقدان الوزن) خفيفة طوال عدة أشهر.. وقد يؤدي هذا إلى التأخر في التماس الرعاية ويترتب عليه انتقال البكتريا إلى الآخرين.
ويُمكن للمصابين بالسل النشيط أن يتسببوا في عدوى عدد يتراوح بين 10 أشخاص و15 شخصا آخرين عن طريق مخالطتهم عن قرب لمدة عام.. وفي غياب العلاج الصحيح، يتوفى 45% من الأشخاص غير المصابين بفيروس نقص المناعة البشري في المتوسط من جرّاء السل، ويتوفى جميع المصابين بالفيروس تقريباً.
مخاطر السل
غالباً ما يصيب السل البالغين في سنوات العمر التي تشهد ذروة إنتاجيتهم.. لكن كل الفئات العمرية معرضة لخطره.. وتحدث نسبة تتجاوز 95% من الحالات والوفيات في البلدان النامية.
وتبلغ احتمالات تعرض مرضى فيروس نقص المناعة البشري للإصابة بالسل النشيط ما بين 20 و30 ضعف احتمالات تعرض غيرهم للإصابة به، وتزيد احتمالات الإصابة بالسل النشيط أيضاً بين الأشخاص الذين يعانون من حالات مرضية أخرى تؤدي إلى ضعف جهازهم المناعي.
وقد أُصيب مليون طفل (من الأطفال البالغين من 0 إلى 14 عاماً) بالسل، وتوفي 170 طفلا (من غير المصابين بفيروس العوز المناعي البشري) نتيجة لهذا المرض في عام 2015.
ويزيد تعاطي التبغ بدرجة كبيرة من خطر الإصابة بالسل والموت بسببه.. وترجع نسبة تتجاوز 20% من حالات السل على الصعيد العالمي إلى التدخين.
انتشار المرض
وفي عام 2015، حدث أكبر عدد من حالات السل الجديدة في آسيا التي شهدت 61% من الحالات الجديدة، وتلتها أفريقيا التي شهدت 26% من هذه الحالات.
وفي عام 2015، حدث 87% من حالات السل الجديدة في البلدان الثلاثين ذات عبء السل الثقيل، وشهدت (الهند وإندونيسيا والصين ونيجيريا وباكستان وجنوب أفريقيا) 60% من حالات السل الجديدة، ويتوقف التقدم على الصعيد العالمي على أوجه التقدم في الوقاية من السل.
الأعراض والتشخيص
تتمثل الأعراض الشائعة للسل الرئوي النشيط في السعال مع البلغم والدم أحياناً وآلام الصدر والضعف وفقدان الوزن والحمى وإفراز العرق ليلاً، ومازالت بلدان عديدة تعتمد في تشخيص السل على وسيلة تُستخدم منذ عهد طويل وهي الفحص المجهري للبلغم.
ويتمثل ذلك في فحص تقنيي المختبرات المدربين لعيّنات البلغم تحت المجهر لتحري بكتريا السل.. في حين لا يكشف هذا الاختبار إلا عن نصف حالات السل ولا يمكنه الكشف عن مقاومة المرض للأدوية.
وقد توسع استخدام الاختبار السريع ®Xpert MTB/RIF منذ عام 2010، عندما أوصت منظمة الصحة العالمية باستخدامه، ويكشف الاختبار عن السل وعن مقاومة الريفامبيسين، أهم أدوية السل.
وهناك أكثر من 100 بلد يستخدم الاختبار بالفعل، وتم شراء 6.2 مليون خرطوشة على صعيد العالم في عام 2015.
وفي حالة تشخيص السل المقاوم للأدوية المتعددة والسل الشديد المقاومة للأدوية، هناك 4 اختبارات تشخيصية جديدة، وهي اختبار جزيئي سريع للكشف، و3 اختبارات للكشف عن مقاومة أدوية الخط الأول والثاني من علاج السل.
ويصعب تشخيص السل لدى الأطفال بصفة خاصة، ولا يتوافر عموماً حتى الآن إلا اختبار Xpert MTB/RIF للمساعدة على تشخيص السل لدى الأطفال.
العلاج
السل مرض يُمكن علاجه والشفاء منه، ويُعالج السل النشيط الحساس للأدوية بدورة علاج موحدة تمتد لستة أشهر باستخدام 4 أدوية مضادة للميكروبات.
وفي غياب هذا الدعم قد يصبح الامتثال للعلاج صعباً وقد ينتشر المرض، والغالبية العُظمى لحالات السل يمكن شفاؤها عندما يحصل المريض على الأدوية ويتناولها بالطريقة الصحيحة.
وقد تم إنقاذ ما يقدر بنحو 49 مليون من الأرواح في الفترة بين عامي 2000 و2015، عن طريق تشخيص السل وعلاجه.
aXA6IDMuODEuNzkuMTM1IA== جزيرة ام اند امز