مرشح رئاسي تونسي خلف القضبان.. هذا مصير «زمال»؟
هل يمكن لمرشح رئاسي تونسي محكوم بالسجن أن يخوض الانتخابات؟ وما مصيره حال إدانته عقب اكتمال جميع درجات التقاضي قبل الاقتراع؟
استفهام يطرح نفسه منذ صدور حكم بسجن المرشح الرئاسي العياشي زمال بمدة عام و8 أشهر عقب إدانته بتزوير تزكيات، في تطور يأتي قبل نحو 3 أسابيع من الانتخابات.
ويتنافس في انتخابات الرئاسة التونسية، المقرر إجراؤها في 6 أكتوبر/تشرين الأول المقبل، الرئيس الحالي قيس سعيد، و أمين عام "حركة الشعب" زهير المغزاوي، ورئيس حركة "عازمون" العياشي زمال.
وأثار الحكم على زمال تساؤلات حول مصيره في الانتخابات الرئاسية، وإن كان يحق له خوضها أم لا.
«مساران مختلفان»
قال المتحدث الرسمي باسم هيئة الانتخابات التونسية، محمد التليلي المنصري، إن الحكم الصادر بحق زمال "لا يؤثر على بقائه في السباق الانتخابي".
وأوضح المنصري، في تصريحات لإعلام محلي رسمي، أن توقيف زمال تم بعد صدور القائمة النهائية للمرشحين في انتخابات الرئاسة ونشرها بالجريدة الرسمية، ما يعني أنه سيواصل المنافسة في هذا الاستحقاق الانتخابي، خاصة أنه لم تجر إدانته بحكم نهائي.
من جهته، قال المحامي عبدالستار المسعودي رئيس هيئة الدفاع عن زمال، إنّ الحكم بسجن موكله صدر عن المحكمة الابتدائية في جندوبة (شمال غرب)، مؤكّدا أن فريق الدفاع يعتزم الاستئناف على هذا الحكم.
وأضاف المسعودي، في تصريح لـ"العين الإخبارية"، أنّ الإدانة لا تمنع موكله من مواصلة ترشحه للانتخابات الرئاسية، لافتا إلى أن فريقه سيواصل حملته الانتخابية.
وأوضح أن زمال يواجه أكثر من 35 قضية أمام القضاء بتهم تزوير تزكيات شعبية والتلاعب بمعطيات إلكترونية، لافتا إلى أنه محال للمحاكمة بموجب الفصل 161 من قانون الانتخابات، الذي يدينه جزائيا، ويمنعه من الترشح للانتخابات مدى الحياة.
وطالب هيئة الانتخابات بـ"التدخل لإطلاق سراحه مثلما طالبت بإطلاق سراح المرشح نبيل القروي خلال انتخابات الرئاسة في العام 2019".
الواقعة الأولى؟
وواقعة زمال ليست الأولى في الحياة السياسية التونسية، إذ حدث نفس السيناريو مع المرشح في انتخابات الرئاسة الماضية نبيل القروي، الذي خاضها من السجن وخسر جولتها الثانية لصالح الرئيس الحالي قيس سعيّد.
وأوضح المسعودي أنه لا يمكن حرمان زمال من حقه في الترشح إلا بعد إدانته بحكم قضائي يستوفي جميع مراحل التقاضي (وهي: ابتدائي واستئناف وتعقيب).
وتابع: "لا نزال في أولى مراحل المحاكمة، وهذا الحكم ليس باتا، ويبقى قابلا للطعن خلال 10 أيام من صدوره ما يعني اقتراب انتهاء مرحلة الدعاية الانتخابية، وبعد الاستئناف، مازالت هناك مرحلة التعقيب".
وزمال (47 عاما)، هو مهندس في الكيمياء انخرط في الحياة السياسية بعد ثورة 2011، وهو رئيس "حركة عازمون" التي تأسست عام 2022، ونائب سابق في البرلمان عن حزب "تحيا تونس"، الذي أسسه رئيس الحكومة الأسبق يوسف الشاهد.
وتعهد حال فوزه بالانتخابات بإجراء مصالحة وطنية شاملة وصياغة دستور جديد، وإجراء انتخابات تشريعية مبكرة، وتشكيل المحكمة الدستورية.
aXA6IDE4LjIyNi4xMDQuMzAg
جزيرة ام اند امز