«لا يمكنني أن أغمض عيني، فالأمر أصبح مفضوحا» هكذا علق الرئيس التونسي على مسألة وجود تنظيم سري تابع لحزب «النهضة» التونسي الإخواني.
«لا يمكنني أن أغمض عيني، فالأمر أصبح مفضوحا».
هكذا علّق الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، على مسألة وجود تنظيم سري، أمني واستخباري إرهابي، تابع لحزب «النهضة» التونسي الإخواني.
في التفاصيل، فإن الرئيس الباجي قايد السبسي اجتمع بمجلس الأمن القومي، وهو هيئة تابعة للرئاسة معنية بملفات تخص الأمن القومي التونسي عامة، واطلع على «مجلّد» أمدته به هيئة الدفاع عن الزعيمين التونسيين العلمانيين المناهضين لحزب «النهضة»، شكري بلعيد ومحمد البراهمي المقتولين في 2013، وعلق قايد السبسي على القصة بأن بيان حزب «النهضة» المعادي له بعد نشر صفحة الرئيس تفاصيل الاجتماع بهيئة الدفاع عن البراهمي وبلعيد، هو «تهديد شخصي» له هو، يعني الرئيس التونسي! وشدد السبسي على أنه لن يسمح بهذه التهديدات، ولن يترك المجال لـ«النهضة» لتفعل ما تشاء، لافتا إلى أن القضاء سيكون هو الفيصل.
ثم قال الرئيس والسياسي المخضرم عن الجهاز السري لجماعة راشد الغنّوشي: «جهاز هذا الحزب أصبح يعرفه كل العالم ولم يعد سريا»!
ينفي الأمر بشراسة، النهضويون التوانسة، حلفاء قطر وتركيا، وخط الدفاع الأمامي «المتمسح بالعلمانية»، صحة هذه الاتهامات، حيث أطلقوا حملة على الرئيس قايد السبسي، وحزبه «نداء تونس» الذي منع جماعة راشد الغنوشي من خطف تونس نحو المعسكر الإخواني التركي القطري.
بل أخطر من ذلك، فهيئة الدفاع عن شكري بلعيد ومحمد البراهمي، قدمت للرئيس الباجي قايد السبسي، معطيات تفيد بمحاولة اغتياله هو شخصيا، رفقة الرئيس الفرنسي السابق فرنسوا هولاند سنة 2013، من قبل الجهاز السري لـ«النهضة».
ينفي الأمر بشراسة، النهضويون التوانسة، حلفاء قطر وتركيا، وخط الدفاع الأمامي «المتمسح بالعلمانية»، صحة هذه الاتهامات، حيث أطلقوا حملة على الرئيس قايد السبسي، وحزبه «نداء تونس»، الذي منع جماعة راشد الغنوشي من خطف تونس نحو المعسكر الإخواني التركي القطري، باستخدام وجوه يسارية أو شعبوية أمثال المنصف المرزوقي.
السؤال، هل من الغريب أن ينتهج تشكيل إخواني ما، تونسي أو غير تونسي، هذا النهج؟!
هل هي شيمة غريبة عليهم، أو سلوك شاذ في عوائدهم وثقافة العمل السياسي بأكثر من وجه وصيغة؟
ألم يكن راشد الغنوشي نفسه، رمز الجماعة هناك، يتحدث بأكثر من لسان وتتفاعل قسماته على عدة سحنات؟ مرة بهيئة حالم ليبرالي على المقاييس الغربية يحلم بالحرية والديمقراطية؟ ومرة بهيئة شيخ مجاهد يسعى لتمكين الفتية الذين استضعفوا في الأرض ويجعلهم أئمة ويجعلهم الوارثين؟
دوما أكرر أن «الجماعة» –من ضمن ألقاب الحسن بن الصباح، زعيم الحشاشين، شيخ الجماعة- جماعة «الإخوان» استمرأوا «التقية»، كلاما للعامة وآخر للخاصة، وسلوكا سياسيا ضمن الأطر الطبيعية، وسلوكا «جهاديا» باطنيا، فهم باطنية أهل السنة.
سلوك مألوف من التشكيلات الإخوانية، وهذا بالضبط ما دشنه مؤسس «الجماعة» الأصلية، حسن البنا، حين بارك «النظام الخاص» السري.
إن العصا من هذه العصيّة!
نقلا عن "الشرق الأوسط"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة