تونس وإيطاليا.. مباحثات لمجابهة الإرهاب والهجرة غير النظامية
بحثت تونس، الأربعاء، مع إيطاليا، سبل مجابهة الإرهاب والفقر والأمراض والتغير المناخي والهجرة غير النظامية.
جاء ذلك خلال لقاء بين الرئيس التونسي قيس سعيد، الأربعاء، وأنطونيو تاجاني، نائب رئيسة الحكومة ووزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي الإيطالي، وماتيو بيانيدوزي، وزير الداخلية الإيطالي، بقصر قرطاج.
- مأساة في تونس.. طفلة 4 سنوات تهاجر إلى إيطاليا دون والديها
- اتفاق جزائري إيطالي لمساعدة تونس وليبيا "نحو الاستقرار"
وقال وزير الداخلية الإيطالي، إثر اللقاء مع الرئيس التونسي، إن "نصف المهاجرين غير النظاميين الذين وصلوا إيطاليا العام الماضي قادمين من تونس، هم من الأفارقة، وهذا المعطى يثبت أن تونس أيضا ضحية للهجرة غير النظامية على غرار إيطاليا".
وشدد الوزير الإيطالي على أن بلاده ترغب في إقامة مقاربة ترتكز على الشرعية والمشروعية في معالجة الأسباب العميقة للهجرة غير النظامية، ومقاربة شاملة لإيجاد حلول، وهو ما تتبناه رئيسة الحكومة الإيطالية، حسب تأكيده.
وأكد الوزير أن "الوفد الإيطالي لا يتواجد اليوم في تونس لإيجاد مقاربة أمنية باعتبار اتفاقيات التعاون الأمني الموقعة بين الطرفين منذ سنوات، بل هي زيارة لبداية تعاون متجددة ستفضي إلى نتائج ملموسة للطرفين"، حسب تعبيره.
من جهة أخرى، قال أنطونيو تاجاني، نائب رئيسة الحكومة الإيطالية ووزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي الإيطالي، إن "تونس بدورها أصبحت ضحية للهجرة غير النظامية على غرار إيطاليا".
ولفت إلى "ضرورة إيجاد حلول جيدة واستراتيجيات مشتركة وزيادة الاستثمارات في أفريقيا والنظر إليها بعيون أفريقية لا بعيون أوروبية، ومجابهة الإرهاب والفقر والأمراض والتغير المناخي معا، بهذا نسمح للشباب الأفريقي بالعودة إلى أوطانهم"، حسب تعبيره.
وأكد الوزير استعداد إيطاليا للنظر في زيادة عدد المهاجرين النظامين التونسيين من أجل العمل خاصة في مجال الزراعة والصناعة، لتقليص الهجرة غير النظامية والتشجيع على الهجرة النظامية.
وشدد الوزير الإيطالي على رفض بلاده وجود مهاجرين غير نظاميين يتقاضون أجورا زهيدة، مؤكدا أن "إيطاليا ترغب في قدوم شباب تونسي وأفريقي، لكن عن طريق اتفاقيات مع بلدانهم من أجل العمل والتواجد القانوني بإيطاليا".
وتناول اللقاء علاقات الصداقة المتينة والتعاون المتميز القائمة بين تونس وإيطاليا والحرص المتبادل على تطويرها في شتى الميادين في الإطار الثنائي والأوروبي ومتعدد الأطراف.
وتم التأكيد، على الرغبة المشتركة في تعزيز التشاور والتنسيق الثنائي والرفع من حجم التعاون الاقتصادي والتجاري والمالي وتنفيذ آليات الدعم الثنائي للاقتصاد التونسي ومزيد تحفيز الاستثمارات الإيطالية بتونس في عدة قطاعات وتذليل الصعوبات التي قد تعترضها.
وشهدت تونس مؤخرا تصاعدا لافتا في وتيرة الهجرة غير النظامية إلى أوروبا، خصوصا تجاه سواحل إيطاليا، على وقع تداعيات الأزمات الاقتصادية والسياسية بالبلاد ومختلف دول المنطقة.
كما تشهد السواحل التونسية عمليات إنقاذ بين فينة وأخرى لمهاجرين إثر تعطل مراكبهم بالبحر المتوسط خاصة في الرحلات بين ليبيا وإيطاليا.
وعام 2021، ضبطت وزارة الداخلية 20 ألفا و616 مهاجرا غير نظامي، بينهم 10 آلاف و371 أجنبيا معظمهم من دول أفريقيا، وفق بيانات رسمية.
aXA6IDE4LjIyNC41NS4xOTMg جزيرة ام اند امز