الذهب الأخضر.. اقتصاد تونس رهينة انتفاضة الزيتون
يعد قطاع زيت الزيتون في تونس قطاعا حيويا وهو الرافد الأساسي لأكثر من 300 ألف تونسي من المزارعين ويدر أموالا هامة لاقتصاد البلاد .
وتعلق السلطات التونسية آمالا كبيرة على تحصيل عوائد أكثر من تصدير زيت الزيتون خلال الفترة المقبلة والاستفادة من فرصة ارتفاع الأسعار في الأسواق العالمية من أجل دعم خزينة الدولة والمساعدة في حلحلة الصعوبات الاقتصادية في البلاد،
وتظهر التقديرات أن 80% من إنتاج زيت الزيتون مخصصة للتصدير .
وتعتبر تونس أحد أبرز منتجي زيت الزيتون في العالم وبجودة عالية، حيث تملك البلاد أكثر من 100 مليون شجرة زيتون، حوالي 75% منها منتجة.
وتنشط في تونس قرابة 1750 معصرة و15 وحدة تكرير و35 وحدة معالجة وتعبئة.
ويقدر معدل الصادرات التونسية السنوية من زيت الزيتون خلال العقد الأخير بما لا يقل عن 145 ألف طن، يذهب أغلبها إلى الأسواق الأوروبية حيث تمثل الصادرات قرابة 80% من الإنتاج المحلي.
ويدرّ تصدير زيت الزيتون على تونس، وهي أول منتج للزيتون البيولوجي، نحو مليار دينار (620 مليون دولار)، ويشكل 40% من مجموع الصادرات الغذائية.
وبسبب الجفاف، انخفضت محاصيل زيت الزيتون مقارنة مع الموسم الزراعي الماضي لكن نسبة الصادرات حافظت على أرقامها ما أثر في المنتوج المخصص للاستهلاك المحلي .
وقد زاد سعر اللتر الواحد من زيت الزيتون الموجه للاستهلاك المحلي بقرابة النصف، حيث تجاوز في الأيام الأخيرة 25 دينارا (8.03 دولار)، مقابل 14 دينارا (4.5 دولار) في العام الماضي.
وقال الخبير في السياسات الزراعية فوزي الزياني إنه في ظل تراجع الانتاج العالمي بنسبة 40% وارتفاع الطلب ،فإن تونس بإمكانها لإملاء شروطها لتصدير زيت الزيتون وتحقيق عائدات هامة بالعملة الصعبة.
وأكد لـ"العين الإخبارية" ضرورة الترفيع في تصدير زيت الزيتون المعلب واكتساح أسواق جديدة في آسيا و أمريكا الجنوبية داعيا إلى ضرورة أن تتدخل الدولة وتقر حوافز لتشجيع المصدرين و اتخاذ قرارات جريئة اقتصاديا .
ودعا إلى ضرورة وضع رؤية جديدة من أجل التموقع في أسواق جديدة ومعرفة كيفية الترويج لهذا المنتج.
من جهة أخرى، أكد عبد الفتاح سعيّد المدير العام للإنتاج الزراعي بوزارة الزراعة في جلسة برلمانية الأربعاء، تطوّر إنتاج الزيتون من عام 2017 إلى 2023، مشيرا إلى أن صادراته تطوّرت من 85 إلى 195 ألف طن، وتتجه أساسا نحو اسبانيا وإيطاليا بحوالي 77%.
وأفاد ان نقاط ضعف هذا القطاع تتمثل أساسا في غياب أسواق جملة منظمة لمنتوج الزيتون بكافة الجهات داخل البلاد، مع ضعف القيمة المضافة جراء تصدير 80% من الكميات في شكل زيت سائب، في ظل وجود مصنع وحيد بتونس لإنتاج قوارير تعليب زيت الزيتون.
وبيّن أن النهوض بهذا القطاع يتطلّب تصدير 260 ألف طن سنويا على أن تصل كميات الإنتاج الى 300 ألف طن في أفق 2030.
من جهتها، قالت حياة الدوس، منتجة ومصدّرة لزيت الزيتون إنّ "الأسعار ارتفعت هذه الأيام بفعل تنامي الطلب الدولي على مادة زيت الزيتون.
وأضافت الدوس، أنّ "سعر الكغ من الزيت بلغ 8،50 يورو في الأسواق العالمية، مشيرة إلى أنّ "السوق الأمريكية ليس جديدة بالنسبة لتونس وتمّ السنة الماضية تصدير أكثر من 100 طن من زيت الزيتون".
وأوضحت الدوس أنّ "المغرب صارت منافسًا جديًّا لتونس التي تحتلّ الآن المرتبة الرابعة على مستوى الإنتاج".
aXA6IDMuMTQ2LjM0LjE0OCA= جزيرة ام اند امز