ما حدث في تونس الشقيقة هو نتيجة حتمية لسنوات ظل خلالها الشعب التونسي تحت رحمة حكم الإخوان.
هذا الحكم الإخواني، المتمثل في حركة "النهضة" التونسية، وزعيمها راشد الغنوشي، حاول حصد مكاسب سياسية منفردا، دون النظر إلى اعتبارات التونسيين ككل، وهذا النهج تحديدا هو ما لفظته شعوب عديدة في المنطقة، كالشعب المصري، واليوم تنتفض تونس ضد ذات السياسات الاستحواذية الإخوانية، بعدما بدا للقاصي والداني أنهم لا يسعون إلا إلى أرباحهم الخاصة، بعيدا عن فكرة الوطن للجميع.
نرى اليوم في تونس انكشاف الغطاء عن وجوه إخوانية كانت في الماضي القريب تؤيد الرئيس التونسي قيس سعيد، وبمجرد أن فكر في تصحيح المسار الوطني انقلبت عليه، وانقلب حتى على آرائها السابقة فيه، ومن أبرز هذه الوجوه داخل تونس رئيس البرلمان المُقال، راشد الغنوشي، فضلا عن منابر جماعة الإخوان الإرهابية، التي تنطلق منصاتها من دول تدعم الفوضى في العالم العربي، استغلالا لجماعات الإسلام السياسي، وعلى رأسها الإخوان.
تصريحات الرئيس التونسي، أمس الأول، والتي تضمنت قوله بحزم إن القوات العسكرية والأمنية ستقف ضد كل من يحاول ابتزاز الشعب، وأنه لا أحد فوق القانون، وأن تونس تعيش "وضعا استثنائيا"، وأن رئيس الدولة "لن يترك الوطن لقمة سائغة للصوص يعبثون بمقدراته"، تؤكد أن عصر "الإخوان الإرهابية" قد ولى بلا رجعة، فهناك إرادة شعبية لإزاحة حزب "النهضة"، الذي تسلل إلى السلطة تحت غطاء مزيف من الديمقراطية والحقوق والدستور، وكان يراهن على قدراته في إقصاء الرئيس "سعيد" وتحييد صلاحياته، التي سعى من خلالها إلى محاربة الفساد وتقويم المنظومة الصحية، لكن أعضاء حركة "النهضة" استبعدوا هذه الخطوة المباغتة من "سعيد" في تنحيتهم وإنقاذ البلاد من عبثهم، وهي الخطوة التي باركتها الجموع في الشارع التونسي، وخرجت لتبرهنها على أرض الواقع في مظاهرات ضخمة ومؤيدة للتطورات التي قام بها الرئيس.
وتبدو لهجة المؤججين من الجماعة الإرهابية ضد التطورات السياسية في تونس كما هي دائما، دون أي جديد، رغم انتخاب "سعيّد" رئيساً في انتخابات حرة ونزيهة عام 2019، باركها "الإخوان"، الذين باركوا فوزه ووصفوه حينها بـ"الحر النزيه النبيل"، لكن الرجل حين اتخذ مسارا وطنيا لإنقاذ تونس انقلبوا عليه، وهذا سلوك يؤكد للجميع مدى النفاق السياسي للإخوان.
وهنا لا بد من وقفة عربية موحدة وقوية لدعم تونس ورئيسها وشعبها، وهذا ما بدا بالفعل من قبل دول عربية كثيرة، سواء بعدم التدخل في شؤون تونس، أو بدعم القيادة التونسية لإصلاح أحوال التونسيين وحقهم في عيش كريم وحياة آمنة باختيار حر.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة