خبراء: السبسي قادر على هزيمة الإخوان بالرئاسة
خبراء تونسيون يؤكدون أن السبسي هو الوحيد القادر على صنع التوازن السياسي بتونس والأجدر بخوض معركة الانتخابات ضد حزب النهضة الإخواني.
أكد خبراء تونسيون أن الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، هو الشخصية الوحيدة القادرة على صنع التوازن السياسي في تونس نظرا لعدم انسجام المعارضة داخل رؤية موحدة، والأجدر بخوض معركة الانتخابات ضد كل الأسماء التي يدعمها حزب النهضة الإخواني.
- خبراء تونسيون يؤيدون دعوة السبسي لتغيير الدستور
- السبسي يدعو إلى تغيير الدستور التونسي وتوسيع صلاحيات الرئيس
وأوضح الخبراء الذين تحدثوا لـ"العين الإخبارية" أن "السن لا يمكن أن يكون عائقا دستوريا أمام ترشيحه من جديد، وأنه ربما يكون ورقة رابحة بعيدا عن الأصوات الجانبية التي تريد تبخيس قدره والتقليل من شأنه نظرا لعامل السن".
المرشح الطبيعي
واعتبر حزب نداء تونس أن الباجي قائد السبسي هو "مرشحه الطبيعي" لرئاسيات 2019، لأنه الأقدر والأجدر بخوض معركة الانتخابات ضد حزب النهضة الإخواني وتابعيه.
وأكد الحزب، الذي تأسس سنة 2012 ويحتل المركز الثاني في استطلاعات الرأي للثلاث أشهر الأخيرة حسب شركة "سيجما كونساي" الخاصة، أن "هذا الموقف تعزز بعد أن قطع الباجي قائد السبسي علاقته بحزب النهضة منذ يونيو/حزيران 2018 على إثر فشل التوصل لصيغة نهائية لوثيقة قرطاج (صيغة تطرح حكومة كفاءات تعوض حكومة يوسف الشاهد الموجودة منذ آب/أغسطس 2016)".
ورقة رابحة
أكد رؤوف السليمي القيادي بـ"نداء تونس"، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن "السبسي يملك أدوات الإقناع مقارنة بالزعامات الحداثية في تونس"، معتبرا أن "ترشيحه من جديد ربما يكون ورقة رابحة بعيدا عمن يقللون شأنه نظرا لعامل السن".
وأشار إلى أن "النجاح التنظيمي لأعمال القمة العربية في دورتها العادية الثلاثين (تحت إشراف رئاسة الجمهورية) كانت علامة فارقة في قدرة الرجل على صناعة الحدث العربي تنظيميا بشكل جيد".
وكانت القمة فرصة للسبسي لاستعراض إشعاعه في العالم العربي، حيث استقبل عددا من الزعامات العربية الوازنة في المنطقة على غرار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز والملك عبدالله الثاني ملك الأردن والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي.
السبسي ومعادلة السن
ولم ينف السبسي حتى الآن نيته عدم الترشح للانتخابات الرئاسية وهو ما اعتبره المراقبون للمشهد التونسي إقرارا ضمنيا بعزمه الترشح في الانتخابات القادمة، ويعطي الدستور التونسي الذي وقع صياغته في 27 يناير /كانون الثاني 2014 الحق لرئيس الجمهورية بالترشح مرتين متتاليتين.
ويؤكد عبدالواحد الطيب أستاذ القانون بكلية الحقوق بسوسة، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن "المضمون الدستوري في تونس لا يمنع رئيس الدولة من حرية الترشح، والفصل 75 من الدستور في باب التشريعات الخاصة بالسلطة التنفيذية يسمح لرئيس الجمهورية بتولي مهامه لدورتين كاملتين وهو واقع الحال بالنسبة للسبسي".
وتابع: "السن لا يمكن أن يكون عائقا دستوريا لأن الفصل 74 من الدستور يقول إن الترشح لمنصب رئاسة الجمهورية هو حق لكل ناخبة أو ناخب تونسي يكون فقط بالغا من العمر 35 سنة على الأقل دون أن يحدد السن القصوى لذلك".
صوت الإجماع داخل التيارات الحداثية
ومازالت الرهانات السياسية في تونس مبنية على ثنائية الاستقطاب بين تيارات حداثية ترى أن العمق التونسي لا يكون إلا بترسيخ الفلسفة العلمانية، وبين أخرى تنسجم فقط مع الخط الإخواني في استحضار مشوه لأزمة الهوية والمساعي الأبدية لأخونة المجتمع وفق رؤية الجماعة الإرهابية.
وتعتبر سيرين الهواشي عضو اتحاد المرأة التونسية (أول منظمة نسائية في تونس تأسست سنة 1956)، أن "السبسي استطاع وحده كبح جماح الإخوان لأنه يمثل في الذهنية العامة للتونسيين العنوان الأبرز للسلالة البورقيبية".
والحبيب بورقيبة هو أول رئيس للجمهورية التونسية 1957ـ1987 الذي كان رافضا للتطرف وكل التيارات التي تتخذ من الدين ستارا، معتبرا تونس دولة مدنية لا مكان فيها للتيارات الرجعية وفق ما أورده الباجي قائد السبسي نفسه في كتابه "المهم والأهم في حياة الزعيم" الصادر سنة 2009.
وقالت إن "ترشيح السبسي نفسه في الانتخابات المقبلة أمر وارد وبإمكانه تغيير المعادلات السياسية"، مؤكدة أن "التونسيين قد يعيدون اختباره شريطة أن يقدم ضمانات بعدم التوافق مجددا مع حركة النهضة".
وأكدت أن "التحالف الذي جمعه بالإخوان إبان انتخابات 2014 أضر بالمسار التونسي وقلص من شعبيته ووزنه السياسي".
الشاهد.. البديل الضعيف
وفي سياق متصل، قال الكاتب السياسي عمر صحابو (أحد مؤسسي نداء تونس)، في خطاب له مؤخرا إن "الشاهد لا يمكن أن يكون إلا مرشحا ضعيفا في غمار المعركة الحداثية مع الشيطان الإخواني"، معتبرا أن تحالفه مع حركة النهضة إيذان بانتحاره السياسي وخسارته المسبقة لكسب ود الأغلبية التونسية الرافضة لحكم الإخوان.
وأشار إلى أن هذه الأغلبية قد أقرتها نتائج استطلاعات الرأي لشركة "سيجما كونساي" في شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي التي أكدت أن 96% من التونسيين يعتبرون أن راشد الغنوشي أسوأ شخصية سياسية في تونس.