«ليلة المسرح بالمدينة».. تونس تحتفي بأهل «أبو الفنون» (خاص)

وقف فنانو تونس إجلالاً وتحيةً للفن الرابع في اليوم العالمي للمسرح، إذ احتضنت مدينة الثقافة في تونس، الدورة الثانية من تظاهرة "ليلة المسرح بالمدينة"، التي حضرها أعلام المسرح.

ولأن المناسبة احتفالية، قدّمت المجموعة الموسيقية التونسية "يوما" باقة من أجمل وأنجح أغنياتها من بينها "ليا سنين" و"الدنيا تدور" و"تعرفني" و"سماك" و"نغني عليك".

• مسلسل «فلوجة» يتصدر أعلى نسب المشاهدة في تونس.. وأبطال العمل يكشفون السر لـ«العين الإخبارية»

وتزامنت هذه التظاهرة مع ليالي شهر رمضان وسهراته لذلك كان حضور الجمهور مهماً وكبيراً للاحتفال بـ"أبو الفنون".

وفي كلمته الافتتاحية، أكّد وزير الثقافة التونسي المنصف بوكثير أن المسرح سيبقى واجهة تكشف مدى رقي الشعوب ومستوى الحضارة الإنسانية ونبل القيم الكامنة فيها.

ودعا أهل الفن الرابع في تونس وفي جميع أنحاء العالم إلى "الالتحام بواقعنا الإنساني لاستنباط أعمال فنية تسهم في صقل مجتمعات راقية ترفع أفرادها إلى مستوى قيمي وجمالي، ينير العقول ويهذب الأذواق ويغذي الأرواح".

وأكد أنه يجب السعي لجعل "أبو الفنون" مدرسة إبداعية تفصل إبداعاتها على مقاس الأزمات التي تجتاح العالم وتُطوّع إنتاجاتها "نضالاً" من أجل تعزيز القيم الفضلى التي ما فتئ المسرح منذ نشأته يؤسس لها، رافعاً قيم السلام والحق في العيش المشترك ضد كلّ أشكال العنف والكراهيّة التي تتفاقم في أنحاء من العالم.

ومع انتهاء الاحتفال الرسمي، قدّم مسرح الأوبرا بمدينة الثقافة مسرحية "ألباتروس" (النورس) من إخراج الشاذلي العرفاوي ومن تمثيل فاطمة بن سعيدان وعبدالقادر بن سعيد وعلي بن سعيد ومريم بن حميدة وملاك الزوايدي.

والمسرحية تطرح موضوع "الهجرة غير النظامية" لكن برؤية جديدة، إذ تروي حكاية خمسة أشخاص وسادسهم زورق من ورق صغير حطمته أمواج البحر المتلاطمة، ومن الموت والعدم تنتفض هذه الشخصيات وتنبض أجسادها لتتخذ المسرحية منحى تصاعدياً تدب الحياة من جديد ويسردون تفاصيل المغامرة إلى الضفة الأخرى.

المسرحية تروي رحلة البحث عن المفقود، ورحلة ذات أبعاد عميقة رغم بساطتها في الطرح.

وقال المخرج التونسي الشاذلي العرفاوي إن تونس تحتفي باليوم العالمي للمسرح بتظاهرة استثنائية جمعت الفنانين، الذين قدّموا حياتهم في سبيل عشقهم لـ"أبو الفنون" لتكريمهم وللاعتراف بما قدموه.

وأكد لـ"العين الإخبارية" أن عرض مسرحية "الباتروس" في هذا اليوم العالمي مهم بالنسبة له خصوصاً أنّ هذا العمل يحمل رسائل سلام ويعالج قضايا راهنة في البلاد.

واعتبر أن ما يجري في العالم يتطلب اليوم الوقوف لإعادة التأمّل في ماهيّة ما يقدمه هذا الفن النبيل الراقي من إبداعات وإنتاجات خدمة لكل القضايا الإنسانية.

وكرمت التظاهرة مجموعة من المسرحيين التونسيين ممن ساهموا في إثراء الساحة المسرحية.

ومن المكرمين؛ المسرحي الراحل حكيم المرزوقي والمسرحي عبدالمنعم شويات والشاعر والكاتب والناقد المسرحي محمد العوني والمخرج المسرحي البشير الدريسي والممثلة دليلة المفتاحي.