صحف أمريكية: تركيا منقسمة.. ونتائج الاستفتاء قد تولد عنفًا
نتائج الاستفتاء التركي تعكس انقسامًا عميقًا في البلاد قد يؤدي إلى تولد العنف.
بفارق 1.5% ضئيل، حسمت نتيجة الاستفتاء، ومنح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فرصة الانتصار، بعد موافقة 51.5% من الأتراك على التعديلات الدستورية التي توسع صلاحياته، ولكن هذا الفارق الضئيل يعكس انقسامًا حادًا في البلاد.
في إطار تعليقها على النتائج، ترى صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن نتائج الاستفتاء كشفت عن دولة منقسمة انقسامًا عميقًا، فحوالي نصف المواطنين يشعرون بالغضب والاستياء بدرجة كبيرة الآن.
وتشير الصحيفة إلى أن أكاديميين وأعضاء في المعارضة التركية يشعرون بالقلق من أن النظام الجديد سوف يهدد انفصال السلطات الذي يعتمد عليه الديمقراطيات الليبرالية تقليديًا.
فيقول الخبير في الشئون التركية البروفيسور هوارد إيسنستات، إن النظام الجديد يمثل تفخيمًا ملحوظًا لسلطة أردوغان الشخصية وربما يشكل ضربة قاضية للضوابط والتوازنات الهامة في البلاد.
ويوضح إيسنستات أن استقلال القضاء كان ضعيفًا بصورة صادمة قبل الاستفتاء، والنظام الجديد سوف يزيد من سوء الوضع.
بينما ترى صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن نصر أردوغان بهذا الفارق الطفيف يمكن تفسيره بأنه "ضربة" للرئيس التركي وذلك مع اجتماع المعارضة التي كانت منشقة من قبل مع بعضهم البعض ضد أرودغان الآن.
يشير الزميل في معهد "بروكنجز" الأمريكي عمر تاسبينار، إلى أهمية هزيمة معسكر "نعم" في أكثر 3 مدن في تركيا، من بينها إسطنبول حيث تولى أردوغان فيها منصب العمدة لعدة سنوات.
فيقول تاسبينار إن حقيقة فشل أردوغان في الفوز بإسطنبول لأول مرة منذ عام 1994 تُعد إشارة هامة إلى أنه حتى بعض أنصار حزب العدالة والتنمية المتمدنين تخلوا عنه.
كما يوضح تاسبينار أن النتائج تظهر أن الجبهة الموحدة ضد أردوغان لديها فرصة توفير البديل، مشيرًا إلى أن انقسام أحزاب المعارضة يشكل عائقًا كبيرًا للديمقراطية التركية، مضيفًا أنه ينبغي على المعارضة السعي إلى الوحدة.
من جانبه، رأي موقع "صوت أمريكا" أن الاستفتاء أدى إلى تقسيم البلاد، ويقول كل من المؤيدين والمعارضين إن مستقبل البلاد على المحك.
كما يشير الموقع الأمريكي إلى أن حملة الاستفتاء أضافت إلى الاستقطاب العميق الذي تعاني تركيا منه بالفعل، فهناك مخاوف من أن ذلك الانقسام قد يتحول إلى العنف بعد النتائج.
aXA6IDMuMTQxLjQyLjQxIA== جزيرة ام اند امز