تخطط تركيا الأردوغانية أن تكون استمراراً للإمبراطورية العثمانية أي دولة كبيرة ومؤثرة وكلمتها مسموعة، وهذه السياسة تجلت بكل سلبياتها حين تحولت الساحة التركية إلى بؤرة لتجميع الإرهابيين
تخطط تركيا الأردوغانية أن تكون استمراراً للإمبراطورية العثمانية أي دولة كبيرة ومؤثرة وكلمتها مسموعة، وهذه السياسة تجلت بكل سلبياتها حين تحولت الساحة التركية إلى بؤرة لتجميع الإرهابيين من بقاع العالم وتدريبهم ومنحهم مختلف أنواع الأسلحة، ومن ثم العبور إلى سوريا والعراق تمهيداً للتحرك إلى مواقع عربية أخرى، وقد أُعطي الإيعاز لبعض المجموعات الداعشية بعد اندحارها وتقهقرها بالانطلاق إلى الحدود المصرية الليبية وسيناء، وبالمخطط التركي المرسوم على المنطقة العربية يمكن أن تصبح عثمانية جديدة على حد زعم وتفكير السلطان التركي، فتخضع كل الدول العربية للإرادة والمشيئة التركية.
من خلال هذه الدونمة الجديدة داخل تركيا أصبح همها الوحيد هو السعي للقضاء على المقومات الحضارية العربية والمفاهيم الإسلامية الإنسانية من وحدة ودين وقومية وحرية وتطوير اقتصادي وسيادة وزرع الفتن وتأجيج العنف وخلق النزاعات في صفوف العرب والمسلمين
تعاون أردوغان وأعضاء حزبه مع اللوبي الصهيوني من أجل رسم خريطة الشرق الأوسط الجديد في المنطقة ليتم السيطرة عليها بسهولة، وأكدت الصحيفة التركية -أيدي لينك- أن أردوغان خلال سفره لواشنطن عام 2004م حصل على جائزة الشجاعة من جمعية العلاقات الأمريكية اليهودية، ولهذه الجمعية علاقات جيدة مع مركز جينسا الذي يعد حلقة الوصل بين وزارة الدفاع الأمريكية وإسرائيل، وحزب العدالة والتنمية الذي وصل إلى السلطة عام 2002م لقي ترحيب الحكومة الأمريكية وإسرائيل؛ لأن أمريكا تعتبر أردوغان وحزبه جزءاً من مشروع الاستعمار الجديد في المنطقة.
ومنحت الجائزة أيضاً إلى تشويك بيير من تركيا، وهذه الجائزة لا تمنح إلا للأشخاص الذين قدموا خدمات كبيرة لإسرائيل، وكان لهم دور فعال في الحفاظ على المصالح الصهيونية في العالم، وتبين أن تشويك بيير الإسرائيلي الانتماء عقد عدة لقاءات مع أردوغان أثناء عمله كرئيس لبلدية إسطنبول كان آخرها في الجمعية اليهودية الأمريكية، حيث قال إن وصول حزب أردوغان إلى السلطة في تركيا يصب في صالح الصهيونية وأمريكا، باعتباره وصل للسلطة باستغلال نظرية الإسلام السياسي والشعارات التي تنادي بالديمقراطية ورحبت بوصوله للسلطة أمريكا وإسرائيل، وكان ورقة تسهل عليهم الوصول لمخططاتهم في باقي الدول ابتداء وانتهاء بسوريا.
يمكن الإشارة إلى جماعة "الدونمة اليهودية" بعد الحرب العالمية الثانية التي اخترقت أجهزة ومصالح ومعتقدات الشعب التركي، وعملت على إحداث شرخ في البلاد، وعلى مرأى الحكومات التركية، وفي ظل حكومة أردوغان بدأت التحركات المشبوهة تخطط لتوسيع ظاهرة الإرهاب والتخريب والعداء السافر ضد أي تحرك نهضوي على مستوى الأقطار العربية، ومن خلال هذه الدونمة الجديدة داخل تركيا أصبح همها الوحيد هو السعي للقضاء على المقومات الحضارية العربية والمفاهيم الإسلامية الإنسانية؛ من وحدة ودين وقومية وحرية وتطوير اقتصادي وسيادة وزرع الفتن وتأجيج العنف وخلق النزاعات في صفوف العرب والمسلمين ونشر الرعب والإرهاب على نطاق واسع وبأجواء تشوبها التوترات والمصاعب والأخطار؛ لتعم البلبلة والفوضى، وتتلاشى الثقة بين الأنظمة العربية.
وليعلم أردوغان أن الإسلام حافظ على الكثير من القيم العربية الكريمة والنبيلة، بل أضاف إليها مفاهيم إنسانية ذات قيم روحية مادية وسامية وبخاصة ما يتعلق بكرامة الإنسان وحرمته، والقوانين الإنسانية المتبعة أثناء الحروب تمنع التعدي على المواطنين منعاً باتًّا، وبخاصة التي تلحق الأذى بالناس، وحسن المعاملة مع الجوار وتوسيع إطار التعاون الاجتماعي ودفع الأذى عن الآخرين والتمسك بالمفاهيم الأخلاقية والتلاقي تحت ظلال التسامح والمحبة هي من أولويات الأخلاق الإسلامية.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة