المال مقابل الحرية.. نظام أردوغان يبتز أهالي المعتقلين للإفراج عنهم
والدة معتقل تؤكد أن السلطات طلبت 750 ألف ليرة للإفراج عن ابنها، وطلبت من آخر 2 مليون و250 ألف ليرة تركية، لإطلاق سراح أبنائه
كشفت والدة طالب تركي مفصول من الكلية العسكرية ومحكوم عليه بالسجن المؤبد بتهمة المشاركة في محاولة الانقلاب المزعوم، أن السلطات طلبت منها 750 ألف ليرة تركية من أجل الإفراج عن ابنها.
- سلطات أردوغان تأمر باعتقال 133 عسكريا والتهمة غولن
- سلطات أردوغان تعتقل 10 شباب من حزب كردي بزعم "الإرهاب"
ونقلت صحيفة "زمان" التركية عن ملك تشاتين كايا قولها في تغريدة عبر "تويتر"، وضعت فيها إشارة إلى وزارة العدل: "هل سمعتم أن طلاب الكليات العسكرية المعتقلين لا يزالون داخل السجون منذ 4 أعوام، لأننا لم نتمكن من دفع هذه الأموال؟".
ولم تفصح كايا عن مزيد من التفاصيل بشأن الـ750 ألف ليرة تركية من أجل الإفراج عن ابنها، لكنها أكدت أن السلطات طلبت من شخص آخر 2 مليون و250 ألف ليرة، من أجل الإفراج عن أبنائه المعتقلين.
وكانت تشاتين كايا قالت لوسائل الإعلام والصحف التركية إنها تعرضت للإهانة والاحتجاز أكثر من مرة، لأنها تدافع عن ابنها المعتقل فرقان تشاتين كايا (19 عاما).
يذكر أن العشرات من طلاب الكليات العسكرية، الذين لم يتجاوزوا 20 عاما، وعددا من الجنود، أحضروا من معسكراتهم في ليلة محاولة انقلاب 15 يوليو/تموز 2016، بعد أن تم خداعهم بأن هناك هجمات إرهابية وأن عليهم التصدي لها، ليتم إلقاء القبض عليهم واعتقالهم لاحقا، بتهمة المشاركة في محاولة انقلاب.
وتشن السلطات التركية بشكل منتظم حملات اعتقال طالت الآلاف منذ المحاولة الانقلابية، تحت ذريعة الاتصال بجماعة غولن.
وفي 23 سبتمبر/أيلول الماضي، أعلن وزير الداخلية التركي سليمان صويلو أن عدد مَن تم فصلهم من التشكيلات الأمنية المختلفة بوزارة الداخلية، منذ عام 2013 لما بعد محاولة الانقلاب المزعومة عام 2016 بلغ 33 ألف شخص، بزعم صلتهم بغولن.
ويوم 10 مارس/آذار الماضي، كشف الوزير ذاته عن توقيف 511 ألف شخص، اعتقل منهم 30 ألفا و821، في إطار العمليات التي استهدفت جماعة غولن، وحزب العمال الكردستاني، منذ المحاولة الانقلابية المزعومة.
وأعلن صويلو، في 3 يناير/كانون الثاني الماضي، أن عدد المعتقلين عام 2018 بلغ 750 ألفا و239 شخصا، بينهم أكثر من 52 ألفا فقط بشبهة الانتماء إلى غولن.
وتستمر المحاكمات منذ 4 سنوات تقريبا في حق مئات الآلاف من المواطنين بتهمة الانتماء لغولن، حيث تم اعتقال ما يقرب من 50 ألف شخص دون إثبات جريمتهم، فضلا عن استمرار محاكمة الآلاف دون اعتقال.
وفضلا عن هذه الأرقام، ذكر تقرير نشرته وكالة "رويترز" في وقت سابق أنه منذ المحاولة الانقلابية وحتى الآن تم اعتقال أكثر من 77 ألف شخص، وفصل 150 ألف موظف عمومي وعسكري من وظائفهم بزعم صلتهم بغولن.
ووثّقت المنظمات الدولية، وعلى رأسها الأمم المتحدة، إلى جانب المنظمات المحلية المعنية بحقوق الإنسان في تركيا عبر تقارير متنوعة، انتهاكات حكومة أردوغان في مجال حقوق الإنسان، خاصةً في إطار تحقيقات "مسرحية الانقلاب".