استطلاع: غالبية شباب تركيا يريدون الفرار من جحيم أردوغان
استطلاع الرأي شمل 12 مدينة بمشاركة 600 شابا في مراحل عمرية تتراوح بين 15-25 عاما
كشف استطلاع رأي أجرته شركة أبحاث تركية عن أن 62.5% من الشباب الأتراك يريدون العيش خارج البلاد، والفرار من جحيم رجب طيب أردوغان.
وقال الاستطلاع إن غالبية هؤلاء الشباب من أنصار حزب العدالة والتنمية الحاكم، والرئيس التركي.
وبحسب ما ذكره الموقع الإلكتروني لصحيفة "جمهورييت" المعارضة التركية، الأربعاء، فإن الاستطلاع، الذي أجرته مؤسسة الاشتراكية الديمقراطية في تركيا، شمل 12 مدينة، بمشاركة 600 شابا في مراحل عمرية تتراوح بين 15-25 عامًا، بينهم 51% من الذكور و48.7% من الإناث.
وبلغ المؤيدين لحزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة التركية، من المشاركين في الدراسة 74.4%، أما مؤيدي حزب العدالة والتنمية الحاكم، فبلغت نسبتهم 47.3%، فيما بلغت نسبة مؤيدي حزب الحركة القومية 68.6%.
وبلغت نسبة الطلاب من المشاركين بالاستطلاع 61.7%، فيما بلغت نسبة العاملين 19%، أما نسبة الباحثين عن العمل فبلغت 9%، مقابل 7.3% ممن توقفوا عن البحث عن العمل.
كما أعرب 72.2% من المشاركين عن رغبتهم في السفر والاستقرار بسويسرا، حتى وإن كان الدخل سيقل إلى مقدار نصف الدخل.
وبخصوص التعليم ذكر الاستطلاع أن 27.8% من المشاركين أكدوا أن الجامعات في تركيا لا توفر الإعداد الكافي اللازم للطلاب للعثور على عمل.
وكشف 10.5% منهم أنهم لا يستطيعون التعبير عن أفكارهم بحرية على مواقع التواصل الاجتماعي، وأن 23.5% فقط يرون غير ذلك.
وفي ديسمبر/ كانون الأول الماضي، قال تمل قره ملا أوغلو، زعيم حزب السعادة التركي المعارض، إن معدل هجرة العقول الشابة من تركيا، ارتفع بنحو 63%، مطالبًا نظام أردوغان، بعدم تهميش وملاحقة المعارضين، وتصنيفهم كإرهابيين.
ولفت إلى أن "الغالبية من المهاجرين تتشكل من الشباب في مرحلة التعليم العالي الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و34 عاما".
وقال إن"الوضع واضح وجلي للجميع، غير أن رجب طيب أردوغان، يزعم أن عملية هجرة العقول توقفت، بل يزعم أن تركيا أصبحت تجذب عقولا من الخارج”.
وكشفت إحصائيات رسمية تركية صادر عن معهد الإحصاء الحكومي، في يوليو/تموز 2019، أن 137 ألف تركي تقريبًا هجروا بلادهم خلال العام 2018، بمعدل يقترب من 11 ألفا و400 كل شهر، و381 شخصًا يوميا، وبزيادة نحو 20% مقارنة بالعام السابق عليه.
وكشف التقرير الذي صدر عن المعهد الإحصاء، تحت عنوان:"إحصائيات الهجرة الدولية"، عن تزايد أعداد المهاجرين من تركيا خلال العام الماضي، حيث غادر البلاد 323 ألفًا و918 شخصًا 53.3% منهم ذكور و46.7% من الإناث، بزيادة بلغت 27.7% مقارنة مع 2017
ومن بين هذا العدد 187 ألفا و178 شخصًا من الأجانب، و136 ألف و740 من الأتراك.
وبحسب البيانات، فإن أغلب المهاجرين من فئة الشباب، فمن غادروا البلاد من الفئة العمرية ما بين 25 و29 يحتلون المرتبة الأولى بين المهاجرين، بنسبة 15,7%، مقابل 13.2 للفئة العمرية بين 20 و24، وبنفس النسبة للفئة العمرية من 30 إلى 34 عاما.
وتدفع أوضاع حقوق الإنسان في تركيا، آلاف الأتراك؛ ومن بينهم رجال الأعمال بصفة خاصة؛ سنويا للبحث عن العيش في بلدان أخرى لا سيما أوروبا.
وبدأت موجة هروب الأتراك من بلادهم بعد محاولة الانقلاب الفاشل في صيف 2016، لكنها شهدت ذروتها بعد الاستفتاء على تعديل الدستور ومنح الرئيس أردوغان الصلاحيات المطلقة.
كما يدفع الوضع السياسي في تركيا الكثير من أبنائها الأثرياء إلى البحث عن أوطان بديلة عبر شراء جنسيات دول أخرى أو من خلال الحصول على الفيزا الذهبية مقابل الاستثمار في إحدى دول الاتحاد الأوروبي، كاليونان مثلا، وذلك في مسعى لتأمين أنفسهم وثرواتهم من تداعيات التطورات السلبية التي تتجه نحو تركيا بسبب سياسة النظام ورئيسه رجب طيب أردوغان.
وفي وقت سابق قال أردوغان طوبراق، كبير مستشاري رئيس حزب الشعب الجمهوري ونائب الحزب عن مدينة إسطنبول، تعليقا على هذه الهجرة، إن "الأتراك الذين أصابهم اليأس من مستقبل البلاد وغير الراضين عن طريقة إدارة البلاد يغادرون بلدهم ويحصلون على جنسية بلد آخر".
وأضاف طوبراق أن "الأتراك من الأثرياء يقدمون على شراء العقارات في البرتغال ومقدونيا والجبل الأسود والجزر اليونانية ويستثمرونها ويحصلون على جنسية هذه الدول ويغادرون بلدهم".
وتابع: "أما الأتراك الذي يعجزون عن إيجاد فرصة عمل في تركيا ولا يحصلون على مقابل لجهودهم ولا يتم تقديرهم يهربون وتتسارع وتيرة هجرة العقول. لدينا وطن واحد وما يحدث ليس صائبا، لكن الأتراك بلغوا مرحلة سيغادرون فيها بلدهم بسبب أخطاء السلطة الحاكمة".