تجميد مفاوضات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي
انقسام في الاتحاد الأوروبي من الداخل حول قرار موحد بشأن محادثات عضوية تركيا، رفض جماعي لمقصلة أردوغان مقابل خوف من تدفق جديد للهجرة.
أعلنت رئاسة مجلس الاتحاد الأوروبي في ختام اجتماع على المستوى الوزاري في بروكسل، الثلاثاء، أن الاتحاد لا ينوي فتح فصول جديدة في المفاوضات الخاصة بعضوية تركيا "في الظروف الحالية"، ما يعتبر تجميدا وليس إنهاء للمفاوضات.
وقالت الرئاسة الدورية للاتحاد التي تتسلمها حاليا سلوفاكيا، "في الظروف الحالية لا توجد نية لفتح فصول جديدة"، وذلك بعد انقسام خلال المباحثات بين الدول الأعضاء في الاتحاد.
فرغم محادثات مطولة جرت الثلاثاء في بروكسل، لم يحصل النص على إجماع الدول الـ28 أعضاء الاتحاد، حيث رفضت النمسا دعم الخلاصات المشتركة؛ إذ لم تبد تأييدا "لتجميد" مفاوضات انضمام تركيا.
وقال وزير خارجية سلوفاكيا ميروسلاف لايتشاك، إن "دولة واحدة لم تقدم الدعم للتسوية التي توصلت إليها الدول الـ27"، في اشارة إلى النمسا التي تعتمد موقفا أكثر تشددا حيال أنقرة.
لكن دولا أخرى ترغب كذلك في توجيه رسالة أكثر حزما للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مثل بلجيكا وهولندا، عادت وأيدت التسوية المقترحة.
وانتقد الاتحاد عمليات العزل والاحتجاز واسعة النطاق في تركيا بعد محاولة الانقلاب الفاشلة التي جرت في يوليو/تموز الماضي، لكنه لا يريد إثارة غضب تركيا كثيرا؛ حيث يحتاج لتعاونها في وقف تدفق الهجرة إلى دول الاتحاد والتعامل مع النزاع الجاري في سوريا.
وسجنت تركيا نحو 36 ألف شخص تمهيدا لمحاكمتهم، وعزلت أو أوقفت أكثر من 100 ألف عن العمل لاتهامهم بدعم المخططين للانقلاب، وهو ما دفع الاتحاد الأوروبي للإعراب عن قلقه من أن يكون الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يستخدم الانقلاب كذريعة لقمع منتقديه.
وعارض العديد من وزراء الخارجية الذين وصلوا إلى بروكسل للمشاركة في اجتماع، دعوات النمسا لاتخاذ موقف صارم من أنقرة، في حين مرر البرلمان الأوروبي قرارا يدعو لتجميد المحادثات.
وأكد الاتحاد الأوروبي أن عملية الانضمام ستتوقف إذا أعادت أنقرة تطبيق عقوبة الإعدام، فيما أشار دبلوماسيون إلى أن الاتحاد يبحث بدلا من ذلك تحويل أموال ما قبل الانضمام التي يمنحها لأنقرة إلى المجتمع المدني التركي بدلا من الحكومة.
وأعربت ألمانيا بوضوح عن معارضتها تجميد محادثات انضمام تركيا رسميا، خاصة وأنها الدولة الأكثر استقبالا للمهاجرين خلال عام 2015، وهو ما هز عرش المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وضرب شعبيتها في الشارع على أعتاب انتخابات عامة تجري في 2017.
وأحرزت المحادثات التركية-الأوروبية تقدما قليلا نسبيا خلال عقد، ومن المستبعد تحقيق أي تقدم سياسي جديد الآن بسبب التوتر في العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وتركيا في الآونة الأخيرة.
aXA6IDE4LjE4OC4xMzIuNzEg جزيرة ام اند امز