هل ستصبح تركيا مركز الطاقة الأوروبي القادم؟
يرى خبراء الطاقة الأتراك أنه ببناء مركز الغاز الطبيعي كما هو مخطط، فمن المرجح أن تصبح تركيا مركزا لتبادل الغاز في العالم.
هل يمكن لتركيا، التي كانت طرفا محايدا تجاه الوضع الأخير في روسيا وأوكرانيا، أن تحل محل ألمانيا كمركز الطاقة الأوروبي القادم؟ وهل ستقبل أوروبا التي تعاني من أزمة طاقة بهذا الوضع؟ التفاصيل في التقرير التالي.
في منتصف أكتوبر/تشرين الأول من هذا العام، التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال قمة آستانة لمؤتمر التفاعل وبناء الثقة في آسيا، واقترح بوتين إنشاء مركز للغاز في تركيا وإنشاء مراكز لتجارة الغاز على الحدود بين تركيا والاتحاد الأوروبي، والتي ستتعامل مع المبيعات وتسعير الغاز، هذا الاقتراح استجابت له تركيا بشكل إيجابي، وقال أردوغان إن الإدارات المعنية قد بدأت بالفعل في الأعمال ذات الصلة.
طارق أوغوزو، أستاذ في العلاقات الدولية وخبير الطاقة بجامعة أيدين يقول: لأن الولايات المتحدة وأوروبا تريدان زيادة تهميش روسيا وفرض المزيد من العقوبات الاقتصادية والسياسية على روسيا، لذلك إذا واصلت تركيا وروسيا التعاون في مشروع محور الغاز هذا، أعتقد أن صورة تركيا في نظر الشركاء الغربيين قد تتغير بشكل سلبي، وقد تعتقد الدول الغربية أن تركيا قررت الابتعاد عن الغرب وتصبح أكثر ارتباطا بروسيا، مما سيخلق أزمة جيوسياسية.
ويضيف: لطالما اعتقدت الولايات المتحدة أن مشروع "تركيا ستريم" هو "مشروع جيوسياسي" لروسيا، والغرض منه هو تعزيز نفوذ روسيا على تركيا وأوروبا من خلال مزايا الطاقة، بالإضافة إلى ذلك كان السوق الأوروبي هو الهدف الرئيسي للغاز الطبيعي المسال الأمريكي، يعتقد المحللون أنه بغض النظر من منظور المصالح السياسية أو الاقتصادية فإن الدول الغربية مثل الولايات المتحدة وأوروبا لن تكون على استعداد لرؤية ظهور مشروع خط أنابيب غاز طبيعي آخر أكبر من "تركيا ستريم".
ويتابع: نصف تجارة تركيا مع الدول الأوروبية، وأكثر من 75٪ من الاستثمار الأجنبي المباشر لتركيا يأتي من أوروبا، لذلك إذا كانت هناك أي أزمة مع الدول الغربية، فإن أوروبا وكذلك الولايات المتحدة قادرة تمامًا على إلحاق الضرر بتركيا، وهو عامل يجب أن نأخذه في الاعتبار ببالغ الأهمية.