في خطوة استفزازية.. تركيا تمدد مهمة سفينة بالمتوسط
تركيا تمدد عمل سفينة استكشاف بالبحر المتوسط حتى 12 سبتمبر
في خطوة جديدة من المرجح أن تؤجج التوتر في شرق المتوسط، أعلنت تركيا تمديد التنقيب غير القانوني في المياه الإقليمية (موضع خلاف)، بالبحر الأبيض المتوسط.
قالت تركيا يوم الإثنين إن سفينتها الاستكشافية أوروتش رئيس ستجري الآن عمليات مسح زلزالي في منطقة متنازع عليها بشرق البحر المتوسط حتى 12 سبتمبر/ أيلول الجاري.
وأصدرت البحرية التركية إشعارا جديدا قالت فيه إن عمل السفينة أوروتش رئيس سيستمر حتى 12 سبتمبر/ أيلول الجاري. وكان من المقرر سابقا أن يعمل حتى الأول من سبتمبر/ أيلول.
- المعارضة التركية تصدم أردوغان: فقدنا 11% من قيمة الغاز قبل استخراجه
- أردوغان يغامر ببلاده ويرفض التراجع عن التنقيب غير القانوني بالمتوسط
وأشار الإشعار إلى منطقة استكشاف محددة، لكن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو قال يوم السبت إن السفينة ستواصل العمل لمدة 90 يوما مقبلة بعد أن اقتربت تدريجيا من إقليم أنطاليا التركي.
وتكون عمليات المسح الزلزالي جزءا من الأعمال التمهيدية للبحث والتنقيب عن الهيدروكربونات. وتستكشف تركيا الموارد الهيدروكربونية أيضا في البحر الأسود حيث اكتشفت حقل غاز يحوي 320 مليار متر مكعب (11.3 تريليون قدم مكعبة).
وأمس الإثنين، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن بلاده تتطلع لتلقي أخبار سارة بخصوص أعمال التنقيب التي تقوم بها شرقي المتوسط.
وأكد أن اكتشاف 320 مليار متر مكعب من الغاز في البحر الأسود أظهر خصوبة ما تحت المياه، مضيفا: "ننتظر أنباء سارة من بحارنا هذا العام".
وتابع أردوغان: "سفينة الريس عروج تواصل أعمال المسح والتنقيب بكل عزيمة شرق المتوسط، وآمل أن نتلقى أخبارا سارة".
وشدد على أن تركيا مصممة على الدفاع عن حقوق شعبها وحقوق القبارصة الأتراك في البحار إلى آخر مدى.
تصريحات أردوغان تعد تهديدا صريحا لليونان التي تطالب منذ العام الماضي، المجتمع الدولي بإجبار أنقرة التوقف عن انتهاك مياهها الإقليمية، أو أية منطقة في المتوسط لا تزال موضع خلاف بين الدول المشتركة في الحدود.
وتصاعدت التوترات مؤخرا بين تركيا واليونان في ظل مساعي أنقرة للتنقيب في منطقة يقول كل من البلدين إنها تابعة لجرفه القاري في البحر المتوسط.
وتركيا واليونان، العضوان في حلف شمال الأطلسي، على خلاف شديد حول مطالب متعلقة بالموارد الهيدروكربونية في المنطقة. واستند الخلاف على وجهات نظر متضاربة حول امتداد الجرف القاري في المياه التي تنتشر فيها معظم الجزر اليونانية.
وأجرى الجانبان تدريبات عسكرية في شرق البحر المتوسط، مما يسلط الضوء على احتمال تصاعد الخلاف حول امتداد الجرف القاري.
وفي هذا الإطار، صعد الاتحاد الأوروبى، يوم الأحد ، لهجته ضد التهديدات العسكرية التركية فى منطقة شرق البحر المتوسط، ولوحت دول الاتحاد بفرض عقوبات على أنقرة إذا لم يهدأ التوتر بين تركيا ودولتين عضوتين فى الاتحاد هما اليونان وقبرص.
وذكر متحدث باسم المفوضية الأوروبية: "إذا لم يؤت الحوار ثماره مع تركيا سنتحرك بالفعل نحو فرض عقوبات عليها".
وأضاف: "عصا العقوبات جاهزة لجعل تركيا تنخرط بجدية فى حوار لتهدئة التوتر شرق المتوسط". فيما أكد وزير الخارجية الفرنسية، جان إيف لودريان، أن الاتحاد الأوروبى مستعد للحوار، لكنه مصمم على إظهار أكبر قدر من الحزم إذا لزم الأمر بما فى ذلك فرض العقوبات على تركيا.
وشككت صحف تركية في مصداقية الاكتشاف الضخم للغاز الذي أعلن عنه الرئيس رجب طيب أردوغان، مشيرة إلى تاريخ طويل من الخداع مارسه نظام العدالة والتنمية في هذا الملف.
كما شككت المعارضة التركية في المعلوات التر يروجها أردوغان عن الكشف، حيث قالت جوكتشه جوكتشن النائبة بحزب الشعب الجمهوري إن تردي الأوضاع الاقتصادية في تركيا مستمر في الآونة الأخيرة، بسبب الانهيار المتواصل لقيمة الليرة أمام الدولار.
وأضافت جوكشه وفقا لما نقله موقع "عنقاء" التركي، أنه "منذ إعلان بشارة أردوغان اكتشاف الغاز ارتفع سعر الدولار من 7.19 إلى 7.39 أمام الليرة يعني خسارتنا 86 مليار ليرة".
وتابعت: "صرح أردوغان بأن تركيا ستربح 65 مليار دولار جراء كشف الغاز الجديد إلا أننا فقدنا منها نحو 7.1 مليار دولار حتى الآن أي نحو 11% قبل حتى أن يتم استخراجه".
وأكدت: أن "هذا كله بسبب ارتفاع الدولار المتواصل".
وأشارت النائبة التركية إلى أن الوضع إذا استمر على هذا النحو فسوف تفقد تركيا كل الأرباح المتوقعة من هذه البشارة المزعومة حتى قبل استخراجه.
ومنتصف الشهر الماضي، أعلنت تركيا توسيع نطاق عملياتها لاستكشاف حقول الغاز في المنطقة المتنازع عليها شرقي المتوسط، وتأكيدها على مواصلة سفينة التنقيب التركية "ياووز" أعمالها، خلال الفترة الممتدة من 18 أغسطس/آب الماضي، وحتى نهاية سبتمبر/أيلول الجاري.
وجاء اتخاذ أنقرة خطوات غير مدروسة في المتوسط، بعد توقيع اليونان ومصر خلال وقت سابق من الشهر الماضي، اتفاقية ترسيم الحدود البحرية التي من شأنها أن تتيح للبلدين بدء التنقيب عن الغاز شرق المتوسط، وهو ما أثار غضب أنقرة الساعية لمزاحمة جارتها الأوروبية.
اتفاقية لاقت تأييدا إقليميا، عكس تلك التي وقعها أردوغان مع فائز السراج الذي يرأس حكومة الوفاق غير شرعية في ليبيا التي تعهد برلمانها بإحالة كافة الاتفاقيات التي أبرمتها إلى المحاكم الدولية لإسقاطها خاصة أنها تخالف القوانين الدولية.
وتتهم أثينا أنقرة بالسعي لافتعال أزمات بمنطقة شرق المتوسط للإيهام بوجود نزاع حدودي على خلاف القانون الدولي الذي يؤكد أحقية اليونان في المنطقة الغنية بالغاز.
aXA6IDMuMTQ4LjEwOC4yMDEg جزيرة ام اند امز