ألمانيا تتجه لغلق 900 مسجد تابع لتيار أردوغان بسبب "خطب تحريضية"
المؤسسة التركية الإسلامية في ألمانيا تستغل مئات المساجد لتأجيج مشاعر اللاجئين والمجنسين والمقيمين لأغراض سياسية
أرسلت السلطات الألمانية تحذيرا نهائيا للمؤسسة التركية الإسلامية في ألمانيا بأنها ستقوم بإغلاق 900 مسجد تابع لها إذا لم توقف "الخطاب التحريضي" الذي تستخدمه لتأجيج مشاعر اللاجئين والمجنسين والمقيمين لأغراض سياسية.
ورفضت السلطات ما تقوم به مساجد تابعة للمؤسسة المعروفة باسم "ديتيب" وبتأييدها العلني للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وتعد ذراعا سياسية ودينية له في ألمانيا.
وقالت السلطات الألمانية إنه يتم إلقاء خطب تحريضية في تلك المساجد ضد الأكراد وتكفيرهم، على خلفية الاجتياح التركي الحالي للشمال السوري، ووصف المعارك بأنها فتح جديد على شاكلة فتح "القسطنطينية" في القرن الخامس الميلادي، وتشبيه "أردوغان" بـ"محمد الفاتح".
وقامت السلطات الألمانية برصد 900 مسجد تابع للمؤسسة تُلقى فيها خطب على المصلين، سواء خلال أوقات الصلاة، أو في جلسات أخرى، وذلك بحسب خطاب صادر عن جهاز حماية الدستور الألماني (جهاز المخابرات الداخلية).
وبحسب عضو الأمانة العامة للاندماج، بالحزب الاشتراكي الألماني، حسين خضر، فإن الأجهزة الأمنية، ممثلة في جهاز حماية الدستور، خاطبت القيادة العامة لـ"ديتيب" حول ما تتسبب فيه خطب المساجد في الفترة الماضية من نشر الفتنة والعنصرية، وأن ذلك سيكون سببا مستقبليا لغلق هذه المساجد إذا استمرت على نهجها، مطالبين إياها بوقف بث تلك الرسائل.
الاتجاه للتأميم
وفي تصريحات لـ"بوابة العين الإخبارية"، قال خضر إن جهاز حماية الدستور تحرك عندما لاحظ خروج مصلين في هذه المساجد ضد مظاهرات سلمية نظمتها الجالية الكردية في ألمانيا للاحتجاج على اجتياح الجيش التركي لشمال سوريا؛ ما أدى لوقوع اشتباكات بين الجانبين استدعت تدخل أجهزة الأمن لفضها.
وبحسب وثيقة خاصة بالحزب الاشتراكي الألماني، حصلت "بوابة العين" على محتواها، فإن ورشة عمل نظمها الحزب نهاية العام الماضي خلصت إلى ضرورة اتخاذ إجراءات ضد مؤسسة "ديتيب" حتى لو وصل إلى تأميمها، ووجهت رسالة بذلك إلى البرلمان.
وتوصف "ديتيب" بأنها أكبر رابطة للأجانب المسلمين في ألمانيا، ومدعومة مباشرة من نظام أردوغان، وتخضع لسلطة رئاسة الشؤون الدينية التركية، وتسير في اتجاهات وأنشطة سياسية عكس الأهداف القائمة عليها.
وفي عام 2017 اتهمت المخابرات الألمانية مؤسسة "ديتيب" بأنها تسخر بعض أتباعها داخل المساجد في جمع معلومات عن معارضين لأردوغان وإرسالها للقنصلية التركية.
وفي 2016 قررت ولاية شمال الراين فستفاليا إيقاف التعاون مع المؤسسة على خلفية علاقتها المشبوهة بتيار أردوغان.
والاتجاه لتأميم بعض المنظمات الأجنبية المخالفة يظهر بقوة في النقاش بألمانيا هذه الأيام، بغرض أن تكون تحت رقابة الدولة، ومعرفة حساباتهم المالية وجهات تمويلهم، خاصة بعد رصد اتجاه رواد تلك المنظمات، خاصة من صغار السن، إلى الفكر الإرهابي وقتل الآخرين بدعوى أنهم "كفار".
منظمة إخوانية
وذكرت وثيقة الحزب الاشتراكي الألماني، أن مؤسسة "ديتيب" كانت تأخذ أموال التبرعات وتوزع بها قمصان مطبوع عليها شعارات مؤيدة لتنظيم الإخوان الإرهابي، ومنها شعار "رابعة" الذي يشير إلى رفض عزل الرئيس الإخواني محمد مرسي عن حكم مصر، وتحمل دلالات عدائية لمصر.
كما تدفع المؤسسة التابعة لأردوغان أموالا لأعضائها للقيام بمسيرات ضد أنظمة سياسية يعتبرها الرئيس التركي أعداء له، بحسب الوثيقة الألمانية.
ويعد الأتراك أكبر جالية مسلمة تعيش في ألمانيا وتتجنس بجنسيتها، ويصل عددها إلى نحو 3 ملايين شخص، ولهم نفوذ اقتصادي وثقافي واسع.
ومرت العلاقات بين ألمانيا وتركيا في العام الماضي بفترة توتر بعد رفض برلين إلقاء أردوغان خطابا وسط الجالية التركية داخل ألمانيا ليحثهم على التصويت لصالح الاستفتاء على تعديل الدستور بما يوسع من صلاحياته الرئاسية.
وفي مارس/آذار الماضي هدد الرئيس التركي الأوروبيين في أنحاء العالم بأنهم لن يتمكنوا من السير بأمان في الشوارع إذا استمر موقفهم الحالي من تركيا.