طائرات تركيا وإيران "المسيرة" شمالي العراق.. "أزيز" الغدر
نشطاء يؤكدون أن "عشرات القرى الحدودية أصبحت خالية بعد أن فر المدنيون المذعورون من منازلهم وأراضيهم الزراعية خشية الطائرات المسيرة".
لا تكف تركيا وإيران، اللتان لا تعبآن بأي قواعد أو قوانين دولية، ولا تحفظان حقوق الجيرة ولا الدم، عن اختراق الأجواء العراقية بطائراتهما المسيرة، التي تحصد أرواح المدنيين وتدفع الباقين للهجرة مخلفين وراءهم كل غال ونفيس للنجاة بأنفسهم.
وبمزاعمهما الدائمة لملاحقة عناصر حزب العمال الكردستاني شمالي العراق، تشن الدولتان تلك الهجمات، غير أنها كثيرا ما تسقط ضحايا من المدنيين.
وقال خبراء وسكان المناطق المتضررة، في تصريحات لوكالة الأنباء الفرنسية، إن "استخدام الطائرات المسيّرة ازداد بشكل كبير منذ شنت تركيا هجومًا جديدًا في يونيو/حزيران".
ذعر وفزع وهجرة
ويقول ناشطون إن "عشرات القرى الحدودية أصبحت خالية بعد أن فر المدنيون المذعورون من منازلهم وأراضيهم الزراعية".
ويشير آخرون إلى أن "غارات الطائرات المسيّرة حالت دون عودة مئات الآلاف من الإيزيديين النازحين إلى منازلهم من منطقة سنجار، القريبة من الحدود مع سوريا"، حيث يتواجد الآن عناصر حزب العمال الكردستاني.
وقال رئيس بلدية سنجار محما خليل إن "القصف التركي يسبب الكثير من الرعب لذا لن يعود الإيزيديون إلى ديارهم".
وقال محمد حسن، رئيس بلدية قنديل منطقة جبلية في شمال العراق والمعقل الرئيسي لحزب العمال الكردستاني، إنه "لا يمر يوم دون أن نرى طائرة مسيرة".
وأضاف: "تحلّق الطائرات على ارتفاع منخفض بحيث يستطيع سكان قنديل رؤيتها بالعين المجردة".
ومنذ عام 2018، بدأ البلدان استخدام الطائرات بدون طيار لمهام المراقبة وحتى تنفيذ اغتيالات في شمال العراق.
انعدام للثقة
وعلى الرغم من الانتقادات العلنية، واصلت تركيا حربها بالطائرات المسيرة، على شمالي العراق.
وقال مصدر أمريكي مطلع على برنامج تركيا للطائرات بدون طيار إن "قوات العمليات الخاصة الأمريكية في شمال العراق قلقة من وتيرة وكثافة ضربات الطائرات المسيّرة".
وقال المصدر إن "الأتراك يحلّقون فوق مواقع الأمريكية مسلحة، وهو أمر غير مقبول"، مشددا على أن "هناك انعدام للثقة بشكل عام وانزعاج حيال ذلك كله".
وبعد أن قتلت غارة نفّذتها طائرة تركية مسيرة 2 من كبار الضباط العراقيين في شمال البلاد في أغسطس/ آب الماضي، أعربت بغداد عن غضبها وطالبت بضغوط دولية على تركيا لوقف عدوانها.
وأعلن العراق، في 16 أغسطس/آب الماضي، إلغاء زيارات مسؤولي تركيا وإغلاق المنافذ الحدودية والمطارات أمام المواطنين الأتراك، ردا على انتهاك أنقرة لسيادة البلاد والاعتداء عليه.
وقالت وزارة الخارجية العراقية: "أوقفنا منح سمات الدخول في المنافذ والمطارات الحدودية العراقية وإلغاء جميع الزيارات للمسؤولين الأتراك إلى بلادنا ردا على انتهاك تركيا لسيادتنا".
وتوالت ردود أفعال عربية ودولية غاضبة ومستنكرة لانتهاكات تركيا للعراق، والتي كان من بينها استهدف مركبات عسكرية لحرس الحدود بقصف صاروخي من طائرة مسيرة بمنطقة سيدكان شمالي العراق، ما أسفر عن مقتل 5 بينهم ضباط برتب رفيعة.
وإثر ذلك، ألغى العراق زيارة كانت مقررة لوزير الدفاع التركي خلوصي أكار، واستدعى سفير أنقرة، احتجاجا على الاعتداءات التركية.
ويواجه العراق الاعتداءات التركية الأخيرة بتحركات دبلوماسية وصفت بالعاجلة والسريعة على المستوى الإقليمي والدولي فيما هدد باستخدام الرد العسكري.
وكثفت أنقرة قصفها للمناطق الحدودية في إقليم كردستان، كما شنت عمليات توغل برية منذ منتصف يونيو/حزيران الماضي، ما خلف خسائر بشرية ومادية.